الخميس، 30 يوليو 2009

حفل شديد الخصوصية



انا؟؟؟ أنا اعمل دينامو..حسنا ..تريد شرح أكثر؟؟ هو حقك بالطبع..
هل تعرف صالات الافراح التى انتشرت بتوسع شديد فى الفترة الأخيرة؟؟ صالات أفراح ليست شديدة الرقى ولا الارستقراطية..ولكنها تمنح العروسين شريط فيديو يشاهدونه كى يتحسروا بعد فترة..
أعمل فى واحدة من تلك الصالات سيئة التهوية كثيرة الاعمدة قليلة عدد المقاعد خانقة الجو خافتة الاضاءة مما يفترض به أن يوحى بالكثير من الرومانسية ..
أما عنى أنا فأنا دينامو تلك القاعة..أنا من يقف ليراقب كل صغيرة وكبيرة كى يدخل فى الوقت المناسب بالحدث المناسب..ليس فى هذا أى شىء يذكرك بمخططى الافراح الاجانب..كلا..أنا فقط شىء أشبه بالانسان الآلى..فى لحظة معينة ادخل بالكأس كى يشرب منه العروسان وتتظاهر العروس بالخجل ويتظاهر العريس بطول البال..فى لحظة أخرى ادخل كى أدعو العروسين لرقصة هادئة على أنغام أغنية ما تعجب الكثير من المدعوين..هناك أيضا لحظة أخرى أدخل فيها القاعة كى اعطى للعريس تلك الشوكة الخالدة ذات قطعة الكيك الابدية والتى يجب أن يقتسمها العروسين فى مشهد رقيق بعد الكثير من التردد من العروس وارجاع رأسها للخلف خشية أن تلمس شفاه العريس شفتيها..
هى لحظات مقننة ومعروفة ..أحفظها أنا عن ظهر قلب و أقوم بعملى على أكمل وجه وأنا أرتدى ثياب السهرة وأرسم أرق ابتسامة على وجهى واتمتم بجمل الامنيات العميقة بالسعادة الأبدية..
اليوم الفرح يختلف قليلا..اليوم فرح احدى قريباتى اللاتى تخطب اليوم الى ذلك الشاب الذى لا يسمح تعمقنا العائلى معها بمعرفته..ولكن أهلها يعرفون أنى أعمل فى تلك القاعة الرخيصة التكاليف والتى سوف تمنحهم شريط فيديو أنيق ..وسطونى كى أحصل لهم على تخفيض ما على ليلة الخطبة باعتبارى واسطة من نوع ما.
المختلف اليوم أن تلك هى الخطبة الرابعة لنفس الفتاة..حضرت الاربع حفلات لنفس العروس..ثلاث منهم كن فى قاعات مثل تلك القاعة الغير راقية بالمرة ولكنها تجمع المدعوين فى مكان ما تستطيع فيه الفتيات أن تستعرض قدرتها على لفت نظر مصور الفيديو بجمالها الذى ترى أنه أخاذ..
كنت أراقب العروسين هذه المرة لانها مهنتى التى أقتات منها..
دخلت العروس بثوب ذو لون صارخ ..دائما ما تختار تلك الفتاة الألوان الصارخة كأنما هو واجب وطنى..ولكن تلك المرة الثوب فاضح جدا..مختلف عن الثلاث أثواب التى ارتدتها من قبل..هى محجبة فى الأساس ولكنها تخلع ذلك الحجاب كى تظهر كم أن ذلك الخاطب محظوظ لأنه حصل عليها و سوف يتزوجها هى بالذات..
الليلة هى كأنما تريد أن تثبت للمدعوين والذين بالطبع حضر معظمهم خطوباتها السابقة أن خطابها السابقين حمقى..الثوب ينحسر عن صدرها ويترك مساحة كبيرة جدا بين عنقها و بداية الفستان..ولم تحاول هى تقليل المساحة بأى اكسسوارات فالهدف كما قلنا هو أن تثبت أنها أنثى جدا على الرغم من شكلها المبتذل..ولكن دعنا نعترف أن من يختار تلك القاعة التى اعمل فيها لا يجب أن يكون بارونا من البارونات القدامى ولذلك سوف أتفهم ذلك التدنى فى أذواق المدعوين فى اللبس والماكياج..سوف أغض البصر أيضا عن كل تلك الفتيات ذوات الاثواب المهلهلة التى يجب تسميتها سواريه و الشعور المصبوغة بالاصفر الصارخ على البشرة السمراء وكل هذا الطلاء الذى لابد أنه من نوعية ممتازة ربما هو باكين أو سايبس ..
بدأ الفرح برقصة هادئة والتى يصرون على تسميتها سلو وينطقونها بكسر السين..ثم فجأة وبلا مقدمات انتاب الجميع جنون الرقص..وضع الدى جى مان واحدة من تلك الأغنيات التى تقتصر على جملة واحدة ومزيكا صاخبة من ورائها وفى الغالب ما ينحدر مستوى تلك الأغنية الى الدرك الأسفل من الكلمات..
بدأت العروس فى الرقص وهى مناسبة أخرى لاستعراض الفستان الذى لابد أنها أجرته بما لا يقل عن المائة وخمسون جنيها مثلا..تكفى كمية الترتر وخرج النجف الذى يغطى الصدر مما يجعله مناسب جدا بكل ذلك اللمعان الذى يضفيه على جسدها العارى..
رقصت العروس كما ترقص أى عالمة تجيد عملها..رقص شرقى من الذى يقولون عنه أنه جذاب ومغرى جدا..لابد أننى افتقد شيئا ما من صفات الرجل الشرقى..فأنا لم أشعر الا بأنها مبتذلة جدا وتؤدى نمرة فى أحد الملاهى الرخيصة..شاركها تلك الفقرة العريس والذى بالتأكيد رأيه يختلف عن رأيي فى مسألة الرقص تلك..
بعدها جاء دورى كى أدخل بالشبكة..دخلت و انا أرسم على وجهى أسمى آيات الفخر بهم..
بعدها جاء الشربات كى يقدم ودخلت أنا أتقدم عدد من الشباب التعس الذى مهمته هو أن يوزع أكواب الشربات والعصائر على المدعوين..
هذا الفرح بالذات يمشى بسلاسة غير طبيعية فالعروس خبرة كبيرة فى الافراح..ما يدهشنى حقا انها تكرر ذات اللفتات التى فعلتها فى الأفراح السابقة بلا أدنى تغيير..ترقص بنفس الخطوات تقريبا..تضاحك زميلاتها..عينها أصبحت مدربة على حركة مصور الفيديو حولها..تميل برأسها على العريس كى تقول له شىء ما ثم تضحك بدلال..تشير للمدعوين بحركة المفترض أنها أنيقة..
نفس اللفتات فى الأفراح السابقة التى كانت بطلتها نفس العروس..فقط يتغير الرجل الكائن بجوارها..
اشفق عليها فعلا من الملل..الا تشعر أن كل ذلك سخيف ومكرر وممل جدا؟؟
هل تشعر فعلا بالفرحة؟؟ نفس الطقوس ونفس الترتيبات..حتى المدعوين منهم من حضر بنفس الملابس التى حضر بها احد أفراحها من قبل؟؟
ألم يكن من الأجدى أن تقوم ببعض التغيير طلبا لتغيير النهاية التى تتكرر فى كل مرة؟؟
حتى تلك الفتاة التى تحوم حولها والتى تصبع شعرها بالاصفر وترتدى ثوب تضم ياقته طلبا للستر طوال الحفل والتى رقصت حتى هدها التعب مع صديقتها العروس..هى أيضا مكررة للغاية..بالتأكيد قريبتى تلك تعرف فى قرارة نفسها أن فرحها لا يمثل لصديقتها أى شىء فهو لقطة تعاد للمرة الثالثة بنفس التفاصيل الدقيقة وللمرة الرابعة بنفس التفاصيل العامة..
أتخيل الفرح فعل شديد الخصوصية لا يحدث سوى مرة واحدة بتفاصيله واذا قدر وتكرر لابد أن نغير التفاصيل حتى نستمتع..لا يجب أن تسيطر نزعاتنا المادية علينا لدرجة أن نهمل ذلك الجانب لهذه الدرجة..
عفوا..جاء موعد كأس الشربات الأبدى والذى سوف تتدلل العروس عدة مرات قبل أن تقرب شفتيها من حافته كما قلت..الغريب أن تلك العروس لم تفعل..فهى شربت منه من أول مرة طلب منها فيها ذلك..بل وضبططت زاوية رأسها تلقائيا كى تريح مصور الفيديو وتخرج اللقطة مضبوطة جدا..
أما ما ليس غريبا بالمرة فهو ما سمعته من صديقتها التى لم تغفل لحظة عنها..تلك الفتاة التى تقف جوارها والتى تتقافز حولها كى تعدل من وضع الثوب وضبط المسرح حولها..
نعم هى تلك الفتاة التى تطلى وجهها وتضم ياقة الثوب طوال الحفل..سمعتها تقول لصديقة أخرى بلا أى تعبير على وجهها..
- تتكسف من ايه يا بنتى دة رابع عريس...



...........انجى ابراهيم...............

الأربعاء، 22 يوليو 2009

اللهم اجعله خير


و اليكم آخر الأنباء
بعد اسبوع من انضمامى لفريق العمل فى مركز التواصل ..مستمتعة بالتجربة جدا..حاسة انى متواجدة بقوة..بحب شغلى أوى وبحب حلمى أوى..الفترة دى أنا متأكدة من تفاهة أى حد بيقول مستحيل نعمل حاجة..متأكدة من هيافة أى حد شايف ان الظروف ممكن تمنعنا نحقق أحلامنا..الفترة دى أنا مبسوووووووووطة.

على فكرة أنا نجحت كمان..أيوووووون أنا نجحت واتخرجت وجبت تقدير كمان..مش انجاز ولا حاجة الطبيعى ان الناس تنجح بس أنا مبسوطة..كان هيجيلى سكتة قلبية وأنا بشوف النتيجة من الخوف..السنة دى الامتحانات كانت من أسوأ فترات حياتى أو هى أسوأها على الاطلاق..السنة دى كان عندى ظروف شديدة السوء تمنعنى انى انجح او حتى ادخل الامتحان بس توفيق ربنا وحبه الغير مبرر لشخصى العبيط خلانى دخلت الامتحانات ونجحت كمان..شكرا يارب.

مجلة بص وطل الالكترونية بعتوا لى ايميل فرحنى أوى..الايميل كان بيقول انى لازم اروح استلم مستحقاتى المالية عن الموضوعات المنشورة عندهم..انا اسكندرانية كما هو معروف ومستحيل أسافر عشان استلم خمسين جنيه لأنى هصرف أكتر منهم بس الميل دة كيفنى بجد..حسسنى انى فخورة بنفسى أوى.

اسراء صاحبتى اتجوزت..وانا حضرت الفرح أوى..مفيش غلطة فى الجملة أنا فعلا حضرت أوى..كنت متواجدة فى الفرح بشدة..بغض النظر عن انى كنت طبعا أحلى واحدة فى الفرح..و أشيك واحدة فى الفرح..و ألطف واحدة فى الفرح..وووووكل الصفات التحفة بس اهم حاجة انى كنت مبسوطة أوى جدا خالص ..اسراء أخيرا اتجوزت أحمد وهتقرفه بقية حياته..اسراء ربنا هيكرمها أوى عشان اتحملت كتير ورضيت بالقليل..ربنا يسعدها.

أنا اشتركت فى مسابقة عيش وحلاوة الادبية الجديدة..المسابقة دى أسامة أمين هو اللى عرفنى عليها والمسابقة اللى فاتت كانت لطيفة أوى..المسابقة دى كمان لطيفة ويارب أكسب ولو ان المشاركات قوية جدا مما يدل على انى بلعب فى وسطهم أصلا ومفيش أمل..مش مهم بس انا مبسوطة يعنى انى معاهم وانى مشتركة فى المسابقة دى..ربنا يستر بقى والله نفسى أكسب.

علاقتى ببعض الناس باظت وبناس تانيين بقت ضعيفة او فاترة وبناس تالتين بقت حلوة أوى..اللى بيخسرونى هم أحرار..أنا شخص اعتقد انه كويس وخسارته هتأثر سلبا على اللى يخسروه لمدة اربع ثوانى وربع بعد كدة هينسوا..اللى علاقتهم بيا بقت فاترة هم أحرار أنا مش هكون تقيلة على حد وبرضو هما الخسرانين..اللى علاقتى بيهم قويت أنا فخورة ومبسوطة و بحبهم من أعمق حتة جوة قلبى.

ولكل ما سبق ذكره انا لايام دى بقول اللهم اجعله خير كتير لانى مصرية متعصبة ولأننا شعب لطيف ظريف كئيب لما بيضحك عنيه بتدمع ولما بيفرح بيخاف ولذلك..اللهم اجعله خير.

الأربعاء، 15 يوليو 2009

أول يوم حلم


مريضة أنا..مريضة جدا ان شئت الدقة ولكن لا أستطيع منع نفسى من تسجيل تلك اللحظة الفارقة..لن يمنعنى هراء البرد والسعال و احتقان اللوزتين من أن أحتفل..لن تمنعنى رأسى التى تزن أطنانا ولا جسدى المهدود من أثر معركة الأمس مع ارتفاع درجة الحرارة الذى تركنى كأنما تلقيت ألف علقة ساخنة..سأحكى أننى أمس تحاملت على كل ما سبق وعشت أول يوم حلم.

أمس بدأت التدريب فى احد مراكز تأهيل ومساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة..يا الله لم اكن اتصور أن ذلك اليوم سيأتى..كنت أعتقد ان انهزامى أبدى واننى لن التحق بالمجال ولن أحقق الحلم..أمس كان احتفال بأول يوم حلم..أول يوم فى حياتى الجديدة.

عن ملابسات انضمامى أقول..أمى تؤمن بى بشدة..أمى تحاول أن تدعمنى بكل ما تستطع..أمى تنادينى من الان بالدكتورة..أمى هى من وجدت لى تلك الطاقة و دفعتنى كى اعبر منها نحو حلمى..أمى قابلت فتاة ما لا تعرفها تعمل بالمركز وسألتها هل يمكننى الانضمام..جلبت لى العنوان ودخلت تزف الخبر.

ذهبت أمس كى اقابل مديرة المركز..الاستاذة ابتهاج نايتنجيل..بالطبع ليس لقبها هو نايتنجيل ولكنها تستحقه بجدارة..فمن تساعدهم بالمركز يلثمون ظلها كما كانت فلورانس نايتنجيل الممرضة الأشهر فى الحرب العالمية.. تستطيع ان تستشف كم هى نقية من نظرة الاولاد لها..لن تستطيع امساك دموعك عندما ترى تلك الفتاة المتأخرة عقليا تنظر لها وتقول لها بلا مناسبة أنا بحبك..تستطيع أن تعرف كم هى شفافة عندما ترى تسامحها مع من يعملون معها وتلك المسحة الملائكية فى وجهها..دعك من أنها فاتنة فعلا.

قلت لها اريد أن أتدرب هنا..لم تسأل أكثر وقالت..طب اقفى اتفرجى علينا..وقفت اشاهد ثم بدأت اساعدهم قرب منتصف اليوم وانتهى اليوم بى زميلة لهبة وياسمين و سهام ودعاء..فى نهاية اليوم سألتنى ضاحكة هاه ايه رأيك فى اليوم مرهق صح؟؟ رددت أنا حلو بجد..سألتنى هتكملى معانا..طبعا بعد اذنك..طيب هنبتدى بفترة تدريب..متشكرة اوى بس انا فعلا عيانة ومش هقدر آجى بكرة..ممكن من بعد بكرة.؟؟ براحتك..
هذا هو نص المحادثة كما دارت تماما..لازلت لا اصدق نفسى حتى تلك اللحظة.

عن اليوم؟؟ ممتع بلا شك..عملت من قبل كثيرا..ولكن خارج المجال..الان انا اتنفس بالمعنى الحرفى المجرد الكامل للكلمة..اشعر انى اتوازن..وجدت أرضا..أنا سعيدة بالفعل.

أيضا انضممت كمتطوعة لاتحاد الاطباء العرب..سوف أحصل كمية لا بأس بها من العلم..دورات تدريبية ومشاركات فى الجلسات النفسية كتدريب لى..لازلت لم اتلقى المكالمة منهم ولكنى أثق فى الله.

عن المستقبل..أراه الان بدأ يتضح..لقد وضعت قدمى على أول الطريق ولابد أن أكمل..باذن الله سوف أصل..سعيدة جدا و أتعجل شفائى كى اعود الى عملى..ياللكلمة..دوما كنت اقول تلك الكلمة بلا احساس..دائما كنت اعرف ان هذا المكان ليس مكانى ولن يكون..لم اكن أتوانى أن أعلن كرهى ومقتى للعمل والفراغ مما يجعلنى اقتل الفراغ بالعمل السخيف ومزاملة اشخاص اسخف وأكثر غرورا و رخامة.

فى المركز نساعد الاطفال المتأخرين فى التوافق وجعلهم أكثر الماما بالحاجات الاولية للبشر..هناك اقسام كثيرة فى هذا العمل..سوف اتنقل بين الاقسام كمتدربة ثم اختار التخصص.. هناك بالمركز رحبوا بى كاننا زملاء منذ دهر..كلهم اشخاص فى منتهى اللطف..كلهن ان شئت الدقة فانا لم أر اى رجل يعمل بالمركز..لو لم أر بعد..كل الاولاد بالرغم من تأخر معظمهم الشديد ودعاء ولطفاء بالرغم من عدوانية بعضهم ولكنى لم اشعر بهذا العدوان حتى عندما جذبتنى شروق من الطرحة مرتين..أحببت شادى واعتقد أننى سوف أسرقه من الاخصائية الخاصة به كى ينضم الى مجموعتى..أحببت زميلتى ايمان التى ما ان رأتنى حتى قالت أعرفك صح؟؟
أحببت المديرة ابتهاج نايتنجيل التى لم تخطىء فى اسمى ولا مرة منذ سألتنى عنه..أحببت هبة التى قالت لى الشاى فى الدولاب عيشى حياتك..أحببت سهام التى ما ان رأتنى حتى أمسكت يدى وقدمتنى الى المديرة قائلة انجى زميلتنا جديدة وعايزة تنضم مع العلم انها لا تعرفنى اصلا..

عشت أول يوم حلم وكان لابد من تسجيل تلك اللحظة..انا الان بدأت فى تحقيق الحلم..بقى أن تظهر النتيجة والتحق بتمهيدى الماجيستير كما اتمنى.

ولمن لم يلحظ اقولها بكل صدق ووضوح..أنا انجى ابراهيم..أخصائية علاج نفسى.



..........انجى ابراهيم...........

الأربعاء، 8 يوليو 2009

حائط مجاور للفراش



جلست على طرف الفراش تلتقط انفاسها وتمسح قطرات العرق التى تجمعت على جبينها قرب منابت شعرها..صدرها يعلو ويهبط ليس تعبا بقدر ما هو انفعالا..نظرت الى الفراش فى موضعه الجديد بعد ان اجهدت نفسها فى نقله .. كانت نظرة خاوية لا تستطيع ان تشف منها ما يعتريها من انفعال.
قامت هى بنقل الفراش من جانب الحائط الى منتصف الغرفة واعادت ترتيب الغرفة كيفما اتفق فما كان يهمها فى الاساس هو ان تبعد الفراش عن الحائط.
كان قرار ابعاد الفراش عن الحائط ملازما لقرار اخر..فقد قررت ان تقطع علاقتها به..ايقنت انها لن تستطع اخذ هذا القرار الا اذا ابعدت نفسها عن الحائط الذى يجاورها فى نومها.
يذكرها هو بالحائط المجاور للفراش..علاقة معقدة بعض الشىء..الحائط لا يرفض اقترابها منه ..لا يستطيع ان يبعدها عندما تحتمى به ليلا من لا شىء..لا يرفض ان تدفن رأسها فيه وتبكى من قهر الناس واحباطات لا حد لها..ولكنه ايضا لا يقدم لها خدمة جليلة فى هذا الشأن..لا يقترب هو منها ولا يستطيع الحائط ان يحتويها..الحائط هو كائن ذو بعد واحد يمكن ان تقترب منه ولكن لا يمكن ان تستكين بداخله.
الحائط المجاور للفراش لا يطلب منها ان تزيح عن كاهلها ما يثقلها من غباء الاشياء والاشخاص..الحائط لا يحثها على ان تقتسم معه همها ولا يستطيع ان يخفف عنها اى شىء..الحائط يستنزفها لانها تشعر انها وحدها اكثر عندما تقترب منه وتشعر ببرودة الطلاء تلسع جسدها مما ينبهها انه مجرد حائط.
قررت ان تبعد الفراش عن الحائط وتكف عن الحكى والتماس الامان من شىء مسمط..كما قررت ان تبتعد عنه هو الاخر..ليست انانية الى هذه الدرجة ولكنها تحتاج بعض الاهتمام الذى لا تحصل عليه..لا تعرف موقعها من الاعراب فى جملة حياته..هو يتعامل معها كما يتعامل معها الحائط..لا يرفض اقترابها ولكنه لا يمنحها سوى البرود..هى لا تعرف اهمية وجودها فى حياته..لا يكلف نفسه عناء الشرح او ابداء اى علامات على طبيعة العلاقة.
قوى هو..تعرف هذا..يستطيع التحكم فى انفعالاته..جميل جدا..ولكنها ليست مباراة يفوز فيها من يكتم السر اكثر..كالحائط هو..يتركها تشاهد حياته..فقط تشاهد هى دائما فى كراسى المتفرجين..لا يترك لها اى مساحة للمشاركة..هو بطل العمل الاوحد..حياته عبارة عن one man show لا مكان لها فيها..ولكنه مع ذلك لا يطردها بعيدا..يتركها حوله.
أى انانية.
قررت ان تطرده هى الاخرى..ان تمارس حقها الطبيعى فى السيطرة على حياتها..فلتكف عن هذا الانسحاق تحت ظله..تعرف انها اخذت هذا القرار مرار من قبل ولكنها لم تنفذه..ربما لانها لم تنقل الفراش من جانب الحائط الا الان.
فى كل مرة تقرر فيها تدعى مناقشة نفسها بهدوء وتقنع نفسها انه لا يرى طريقة اخرى للحب وانه يعتمد على ذكائها..تقنع نفسها ان طريقته معها تعنى ان مكانها محجوز فى حياته ولكنه من العقل بحيث يرتب اولوياته بحيث يضمن لها اقصى قدر من الاطمئنان..تقنع نفسها انه مثلها اختبر من المشكلات النفسية ما يجعله متذبذب غير واثق فى انه يستحق الافضل..تقنع نفسها انها من تصد محاولاته للتلميح بل وتؤنب ذاتها انها من تغلق الطريق لانه لا يستطيع ان يصرح وهى ترفض مجرد التلميح.
مرات اخرى يقودها النقاش المتعقل الى حقيقة انها لا يجب ان تتركه يسحقها لتلك الدرجة..ليس معنى ذكائها و تفتحها ان تترك هذا الامر تحديدا للايام..وتقرر ان تريح نفسها وتقطع العلاقة..لن تقطعها بالمعنى المفهوم ولكنها لن تستمر فى هذا الذى يحدث..فليبقوا معارف دون ذلك التعمق الذى ليس له داعى الا ذرع بذور الشك داخلها .. ماذا اذا كان لا يراها اصلا وكلها توهمات؟؟
كيف ستكون صورتها اذا اكتشف هذا الذى يحدث داخلها؟؟
تستقر نظرة ارتياح على وجهها وهى تنظر الى الفراش بعد نقله بعيدا عن الحائط ..لقد قطعت علاقتها بالحوائط منذ الان.
تنهض وترتب الفراش فى موضعه الجديد..تلتقط الهاتف النقال كى تصلح وضع الوسادة..تتركه بسرعة كأنها تغالب شيئا ما داخلها.
ينقضى اليوم وتدخل هى الغرفة مرات لتختلس النظر الى الفراش فى موضعه البعيد عن الحائط..تحاول ان تقنع نفسها انها سعيدة بالقرار.
يدق هاتفها النقال..
(طيب بص..عشر دقايق وكلمنى تانى.. ماشى؟؟ سلام مؤقتا)
بعد العشر دقائق ترد على الهاتف..
(لا مفيش..كنت برجع السرير مكانه..اصلى نقلته فى نص الاوضة بعدها معجبنيش..المهم انت عامل ايه؟؟ )


.........انجى ابراهيم.........
على فكرة الرسمة دى بتاعتى ومش عايزة تريقة خالص...اللى مش عاجبه الشخبطة يخبط راسه فى الكيبورد...ماليش دعوة انا بحب الرسم ومبعرفش ارسم اعمل ايه يعنى؟؟؟؟
موضوعى الجديد على مجلة ميكانو..http://www.mikanoo.com/do.php?id=1213 يارب يعجبكوا...عايزة اعرف الاراء..شكرا مقدما


نداء : نعكشة انتى فين؟؟؟ ليه كدة؟؟؟ لو سمحتى تعالى تانى..ارجوكى..وعلى فكرة دة بجد مش هزار.

الخميس، 2 يوليو 2009

دراما الانتقال


قرأت كتاب يوميات امرأة مشعة للكاتبة نعمات البحيرى..بغض النظر عن ان الكتاب ملهم بشدة..وبغض النظر انى قرأته من سنوات ومازلت احتفظ به واخرجه من حين لاخر كى استمد بعض الطاقة منه..ولكن هناك عبارة منذ قرأتها اول مرة اتذكرها كثيرا عندما اوضع فى نفس الموقف..كانت نعمات تقول انها كانت بحاجة لمن تبكى على صدره وفى غمرة انشغال كل الاصدقاء لم تجد من تبكى على صدره فبكت على صدرها..

هذا الموضوع هو نوع من البكاء على صدرى..لن يهمك كثيرا قراءته ولكنى احتاج الى الفضفضة لا اكثر..حدث الكثير مؤخرا..هزات معنوية لن تراها انت هزات الى هذه الدرجة..لذلك عذرا لا تقرأ الا للتسلية فقط..

عن دراما الانتقال اتحدث..اعنى ان تصحو لتجد نفسك على الجانب الاخر..وسيلة انتقالك هى حادث قطار مروع..تعبر شريط السكة الحديد ولا ترى ضيرا ان تظل واقفا على اخر قضيب..يقترب القطار وانت غير مستوعب لما سوف يحدث..ما علاقة هذا الكائن الاسطورى بك؟؟ ماذا سوف يحدث لك انت فقط تقف على طرف القضيب..يفصلك عن الانتقال بعض الثوانى القيمة جدا..تنزل من على القضيب ليمر القطار بجانبك..تفريغ الهواء ينبئك بالمصير الذى نجوت منه باعجوبة..تتسع عيناك ذعرا..تستمع الى سباب الناس الموجه لك انت بالذات..نظرات غضب عجيبة..دقات قلبك تعلو وتهرع من وسطهم جريا الى خارج المحطة..انفاسك تتسارع ولا تصدق ان ما حدث قد حدث فعلا............حدث هذا معى حرفيا منذ بضعة ايام..لا اتصور ان اشلائى كانت سوف تغطى القضبان..لا استطيع استيعاب ان موتى كان سيسبب ضجة كبيرة وفوضى..اتمنى ان اموت فى هدوء وتظل اشيائى سليمة معافاة ولكن القطار كان سيسحق العوينات ويدمر هاتفى النقال..محتويات الحقيبة كانت ستصبح مشاعا وربما انتهكها القطار اللعين..لا اريد اشلاء ودماء اريد موتا نظيفا ولم يكن القطار ليمنحنى هذا بحال..الى جانب ان الصدمة سترهق الكثيرين..كيف كانوا سيخبرون امى؟؟ الهاتف كان سيدمر وكانوا سيحتاجوا الكثير من الوقت كى يجدوا وسيلة اتصال..اصدقائى لن يعرفوا الا بعد فترة طويلة ربما لن يعرف بعضهم اصلا..لو فتشت اختى فى حاجياتى سوف تجد باسوورد المدونة والايميل وكانت سوف تخبر من ليس لهم معى وسيلة اتصال سوى المدونة..واذا فتشت اكثر سوف تجد ارقام هواتف الاعزاء وسوف تخبرهم..ولكن على اى حال كنت ساحرم من ذلك التكريم الاخير لان الحقيبة تحتوى على الكثير من تلك الطرق العبقرية وانا اثق ان الوحش الاسطورى لم يكن ليترك المحتويات سليمة..دعك من المناديل المعطرة بالنعناع والتى كانت ستمتزج برائحة الدم المقززة..ورواية تشارلز ديكنز الموجودة فى الحقيبة من شهور ولم اجد الوقت كى اقرأها..كل ذلك كان سينتهى سريعا وانا اود ان يبقى شاهدا على حياتى..اشيائى اجزاء مصغرة منى لا اريدها ان تتلاشى..

دراما انتقال اخرى اتحدث عنها..انتهت الجامعة وانتهى معها الكثير..تحاول هى ان تقنعنى انه ما منعها عنى غير الشديد القوى..ولكنى لا اقتنع..هناك ثغرة ما يستطيع اى منا ان ينفذ منها للاخرين..لا اقتنع ان هناك اى شديد قوى قادر ان يمنعنى عمن احبهم..حسنا..تحبنى اعرف ولكن لكل قول حقيقة وانا لا استطيع العثور على تلك الحقيقة...

دراما انتقال ثالثة ..استعجل الايام بشدة كى اعرف موقعى على خريطة الحياة..الكثير من الاحباطات..ليس الكثير جدا ولكن ما يكفى كى يجعلنى ارتعب..لم يكن انتقالى سهلا على الاطلاق..الاصعب ان تجد من حولك غير مقتنعين بهذا الهراء..تسمع الكثير من متضخميش المواضيع..انتى مستعجلة اوى..سهليها تسهل..الموضوع مش مهم اوى كدة..يااااااااا ستى..والكثير غيرها..دعك ممن لا يمنون عليك بنعمة الاستماع من الاصل..عفوا اعزائى ليس هذا ما كنت انتظره منكم ...

دراما انتقال اخرى..سعيدة تلك المرة..الكثير من الصديقات سوف يتزوجن..هناك اسراء التى تعتبرنى خادمتها الملاكى واسعد انا بمساعدتها حقا..هناك شيماء سوف انتهى من الكتابة واذهب الى حفل الخطبة..هناك اخرى سوف تطير الى السعودية صباح غد..هناك خطبة سوف تتم ما ان يعود هو من عمله الشهرى وافرح بها تلك العزيزة ذات النمش الكثيف..هناك مشروع اخر اهم من ذلك كله اتمنى ان يتم واصبح انا حماة بالمعنى المجرد للكلمة..

دراما انتقال اخرى...بعض المشاريع المؤجلة سوف تدخل حيز التنفيذ..اتمنى ان يحدث هذا فى القريب العاجل..بعض الاعزاء جدا اتمنى ان اراهم قريبا ..البوم عمرو دياب انتقل الى هاتفى النقال واستمتع به حقا..بعض الكتب..عفوا الكثير من الكتب انتقلت من الورق الى الذاكرة..سوف اتكلم بالتفصيل عنها لاحقا..

تكلمت كثيرا ولكنى كنت احتاج ذلك بشدة..هنا لن يستطيع احد ان يحبطنى وان يخرسنى برد يفجر دموع ليس لها داعى..


.............انجى ابراهيم...........