السبت، 24 يوليو 2010

خطأ زمكانى


أريد أن أكون جين آير لبعض الوقت..متأكدة أنا أن مستر روشستر ينتظرنى فى مكان ما من إنجلترا القديمة..ثوبى الحريرى الأسود وعقد اللؤلؤ جاهزين..مسز فيرفاكس سوف تساعدنى فى تصفيف شعرى وسوف تناولنى آديلا الشمسية كى تكتمل زينتى.



كل التفاصيل جاهزة..فقط انا التى لست هناك.



....إنجى إبراهيم.......

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

تمارين للنسيان


من ضمن تمارين النسيان التى إتفقت صويحباتها أن يجبروها عليها.. هى أن تحكى.

جلسن معها مطولاً..تكلمن فى كل شىء..حاولن إضحاكها..راجعن معها بشكل ساخر جدول تمارين النسيان.

كان منطقهن الذى أقنعنها به هوأن لا شىء سهل..ولكل هدف تمارينه..ويجب عليها أن تنهى قائمة تمارين النسيان..علها تنسى وتستطيع البدء مجدداً.

كل فترة كن يراجعن معها قائمة تمارين النسيان..يضحكن وتضحك معهن..يشددن من أزرها ويخبرنها أن الهدف اقترب..عما قريب سوف تنهى كل التمارين ولن يبقى سوى ذكرى باسمة.

اليوم قررن البدء فى تمرين جديد..اليوم أخبرنها أن التمرين هو أن تكتب قصة..أخبرنها أن الكتابة هى رئتها الأخرى ويجب عليها أن تتنفس منها..لقد حان الوقت.

وكى يخففن من حدة التصريح أخبرنها ضاحكات أن لهن الحق الحصرى فى سماع الحكاية قبل أن تسطر منها حرفاً..فلترتجل الآن فكرة قصة وتقصها عليهن..ذلك هو التمرين الجديد للنسيان.

نظرت لهن وابتسمت..أخبرتهن أنها سوف ترتجل قصة حالاً..صمتت قليلاً ونظرت للسقف تتأمله..تنهدت..أخذت نفس عميق ثم بدأت

- اليوم سوف أحكى لكن حكاية فتاة..تمارس تمارين النسيان بدأب ملحوظ..يومياً تنهى تمارينها المتفق عليها مع الصويحبات..يومياً تنجز مهمة جديدة فى قائمة تمارين النسيان..ثم تنهى اليوم بتمرينها الخاص.

تنظر لهن وتدمع عيناها..تخفض بصرها أرضاُ حتى لا تواجههن وتكمل جملتها.
- يومياً تنهى يومها بأن تنظر لصورته وتهمس " أفتقدك" .

((تمت))

.........إنجى إبراهيم...........

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

عزيزى داروين


عزيزى داروين؛


إنت حمار يا Baby، أقولها لك بكل صدق وأمانة وإليك أسبابى.

عزيزى داروين، أنت قد صدعت رؤوسنا عقوداً طويلة من الزمن بنظرية النشوء والإرتقاء وقد قلت فى نظريتك يا عزيزى أن البقاء للأصلح، وأن الكائنات التى تستطيع أن تتكيف مع ظروف الطبيعة هى التى تستمر فى الحياة والبقاء على الكوكب، أيضاً قلت يا عزيزى أن التطور هو طبيعة الأشياء وأن الكائنات الموجودة حالياً هى التطور الطبيعى للحاجة الساقعة وأنها كانت فيما مضى كائنات أقل تطوراً مما هى عليه الآن.

حسناً؛ دعنى أخبرك للمرة الثانية أنك فاشل يا عزيزى والدليل على فشلك الرهيب هو إستمرار وجودى على الكوكب.

أنا يا داروين -واسمح لى أن أرفع التكليف بيننا- لا أصلح بتاتاً للحياة على كوكب الأرض والتكيف مع معطياته ومع ذلك لازلت من سكانه ولم أموت كالديناصور المجنح أو التيراسورس، وهذا يهدم نظريتك من أساسها.

أنا لا أتكيف ولا أستطيع التكيف، فنوعية الحياة على هذا الكوكب لا تناسبنى إطلاقاً، فمثلاً أنا لا أستطيع أن أتقبل التصرفات الاجتماعية البسيطة والتى عليك أن تقوم بها طوال الوقت، فلا أستطيع أن أقوم بذلك الكم الهائل من المكالمات والمقابلات التى يكون هدفها الأول والأخير هو أن تثبت وجودك فى حياة الآخرين بلا أى منفعة، أنا لا أستطيع أن أريح ضميرى من ناحية فلانة فأسأل عليها عندما تكون مريضة أو تواجه مشاكل مع شريكها أو ترى أن الحياة ليست بطعم الخوخ وأنا أصلاً غير مهتمة، أشعر أن ذلك ينتقص من آدميتى وآدميتها على حد سواء، فلا أهتم إلا بمن أشعر أننى مهتمة بهم حقاً عندها أواجه العواصف والرعود وهذا يدل على لفظ الطبيعة لي ومع ذلك فأنا لا أنقرض.

أنا أيضاً يا عزيزى لا أستطيع أن أمتنع عن الشعور بالإنبهار بالأشياء جميعاً والأشخاص جميعاً والأحداث جميعاً مما يجعل الآخرين يرون أننى أبالغ، وأننى فى إنطباعى عن الأشياء over شوية، يخبروننى طوال الوقت أننى يجب أن أقلل من تأثرى بمن حولى وينصحوننى بالتوقف عن عبادة الأشخاص والأشياء، وأنا لا أستطيع أن أنفذ ما يطلبونه مني ولا أستطيع التكيف ومع ذلك مازلت هنا مما يدل على أنك Big loser وإعذرنى.

إليك أيضاً شىء آخر من القائمة الطويلة للأشياء التى لا أستطيع أن أفعلها وتدل على فشلى الذريع جداً فى التكيف وتدل على خطأ نظرياتك، أنا مثلاً لا أستطيع أن أتقبل الأشياء كما هى فأنا أرى أن المرأة الفقيرة التى تضطر أن تعيش على معونات الآخرين فى حين وجود كائن مغطى بالشعر وله شارب ويحمل كروموزومات xy يعيش معها ولا يعمل تستحق أن تضرب بالقنابل الحارقة لأنها تسمح له أن يأكل من قوت أولادها الذى تحصل عليه بإذلال نفسها، ولا أطيق فكرة أن يتحمل أى شخص سخف أى شخص آخر تحت أى مسمى فى الكون، وهو ما يدعو من حولى أن يعتقدوا أننى مازلت طفلة بلهاء وهو ما يدلك على صعوبة، بل إستحالة تكيفى مما يجعلنى دليل لا يدحض على خطأ نظريتك المزعومة.

أيضاً يا داروين-إتفقنا أن نرفع التكليف فى الفقرة قبل السابقة- أنا لا أرتقى وهو ما يثبت عكس نظريتك التى تقول أن الكائنات التى تستطيع البقاء يرتقى نوعها بشكل ما. فإذا اتفقنا أننى طفرة فى التكيف فما هو قانون الصدفة الجاهز الذى يجعلنى أيضاً غير مؤهلة للارتقاء؟؟

أنا لا أرتقى، فمنذ عام أو أكثر قليلاً كنت أفضل-صحياً- مما أنا عليه الآن، صدقنى فأنا دمى أصبح ممزوجاً بالكيمياء بشكل لن تصدقه ما لم تر كميات الأدوية التى تعاطيتها فى السنة الماضية، لم أكن أشعر بذلك الدوار القاتل، لم يكن ضغطى يهوى ركوب المراجيح التى تجعله حبة فووووووق وحبة تحت على رأى أحمد عدوية -هو مطرب شعبى مصرى لا تعرفه أنت يا داروين لأنك مت قبل أن يولد- ولم تكن مناعتى قد هاجرت إلى إستراليا-إستخدمتها تحديداً لأدل على النصف الآخر من الكرة الأرضية وهو ما يجعلها بعيدة حقاً- ولم تكن ضربات قلبى سريعة طوال الوقت، ولم يكن الصداع قد سكن رأسى حالفاً ألا يغور ولم أكن أفقد وعيي أبداً ولم أكن أذهب إلى الطبيب بمعدل كل يوم تقريباً ولم أكن تلك البت الرخمة البسكوتة اللى كل شوية عيانة ولم أكن قد إختبرت تلك التشكيلة المذهلة من الأمراض التى تجعل كل من يعرفوننى يطمئنون على صحتى أولاً قبل أن يتأكدوا حتى أن الرقم صحيح.

هناك ممثل مسرح عبقرى من وطنى يدعى محمد صبحى كان يقول فى أحد مسرحياته
"الفلوس عندى إكوام إكوام إكوام إكوام..وهو أنا عارفة أمشى فى الفسحة من كتر الفلوس؟"

أنا أيضاً الأدوية عندى أصبحت إكوام إكوام إكوام ولا أستطيع أن أتحرك فى الفسحة دون أن أصطدم بها بغض النظر عن أننا لا نمتلك فسحة أصلاً فى بيتنا.

أنا لا أتكيف ولا أرتقى فقل لي بالله عليك هل مازلت مؤمن بنظريتك عن التطور والإرتقاء وكل هذا الهراء عن البقاء للأصلح؟؟

عزيزى داروين لا أريدك أن تأخذ الموضوع على محمل شخصى فأنا لا أريد إزعاجك إطلاقاً، فقط كنت أفضفض/أبعبع/أجعجع معك قليلاً بما أنك يتوفر فيك كل الصفات اللازمة، فأنت مجنون ودارس للأحياء ولست من وطنى مما يجعلنى أستطيع أن أنخع عليك قليلاً وأنت صاحب النظرية التى أريد أن أثبت خطأها، والأهم أنك ميت مما يوفر ميزة عبقرية وهى أنك لن تستطيع أن ترد علي أى رد سخيف.

عزيزى داروين، لقد إستمتعت بالحديث إليك فعلاً It was a nice chat حقاً، إبقى تعالى كتير بقى..إنت مبتجيش ليه؟؟


.....إنجى إبراهيم......

ملحوظة : على فكرة أنا مش مكتئبة ولا حاجة أنا بهرج والله..الفكرة جت فى دماغى وأنا عند الدكتور أول إمبارح فقلت أعملها بشكل ساخر يعنى وأهو حاجة تضيع تأثير الحقن والبرشام اللى ببلبعه دة.