الثلاثاء، 5 أبريل 2011

عن تبعات تحري الرقة


فى انتظارها الطويل له، تقرر أن تتحرى الرقة، فتطعم قطعة من قلبها للعصافير। ......................................................................

تخبره أن الانتظار يرهقها، وترجوه ألا يغيب هكذا. يحنو صوته ويخبرها انه ما منعه سوى أن الحياة لست رفاهية مطلقة وأنه أشفق عليها من حكايات سوف تستفز مشاعر الانكسار لديها। تعرف هي ان مشاعر الانكسار تتكاثر بغيابه، تغيم السماء وتنذر بسقوط امطار العينين المرهقتين، تقرر ان تخبره أن الانكسار اللحظي افضل من التكسر، تبتسم وتخبر نفسها سراً أن كلمة تكسر سوف تستفز مسامعه وسوف تحول مسار الموضوع ليناقش معها أصل الكلمة

। .............................................................

فى انتظارها الطويل له، تقرر أن تتحرى الرقة، فتطعم قطعة أخرى من قلبها للعصافير। ............................................................

تقرر أن تخبره ان غيابه يستدعي غيامات سوداء تستقر حول عينيها ، وتخبره أن الغيامات السوداء تطرد النوم وتتواطىء مع طول الليل حتى ينتهكوها تماماً، تقرر أن تخبره أن ميكانيزم النوم يعمل وفق ترددات أحباله الصوتية، وأنه بغيابه يمنع ديناميكية جسدها من الاستمرار। تقرر أن تثور، وتفجر كل براكين الغياب فى وجهه وتتركه يعاني حمم الثورة، تقرر أنها سوف تطلق في وجهه كل أشباح الليل التى طاردتها وأخبرتها أنه ليس بخير طالما هو غائب

। ..................................................................

فى انتظارها الطويل له، تقرر ان تتحرى الرقة، فتطعم آخر قطعة من قلبها للعصافير। .................................................................

يخبرها أنه سوف يأتي، فتنسى كل قرارات الثورة، وتقرر ألا تخبره عن الغيامات السوداء ولا عن ميكانزمات النوم، ولا تخبره أيضاً عن التكسر। تقرر بدلاً من ذلك أن تجمع له العصافير الرقيقة التي أطعمتها قلبها والتي أصبحت - قطعاً - أكثر رقة بعد كل هذا الحب، تقرر ان تترك للعصافير مهمة أن تخبره ألا يغيب كثيراً مرة أخرى

................................................................

فى انتظارها الطويل له، تتوحش العصافير وتدمي وجهها وهي تحاول أن تجمعهم، يجرحون أصابعها التي تحاول الإمساك بهم لأجله। فى انتظارها الطويل له، لم تفهم الصغيرة الحمقاء، أن العصافير لا تأكل القلوب عادة ।


.........إنجي إبراهيم............

هناك 8 تعليقات:

Tamer Nabil Moussa يقول...

ازيك انجى

اخبارك اية


كلمات رائعة

تسلمى عليها

مع خالص تحياتى

Lobna Ahmed Nour يقول...

العصافير تخمشها لأنها لم تشبع
القلب الجائع لا يُشبِع

Israà A. Youssuf يقول...

كلماتك جميلة..

تحياتي

الحسينى يقول...

جميلة جداً وحزينة
الفكرة جميلة اعجبتنى للغاية.
تحياتى

ويكا يقول...

:)

Lobna Ahmed Nour يقول...

لا أدري لماذا ضحكت من قلبي عندما قرأت "عللي صوتك", لم ألحظها من قبل, هل كانت هنا ؟!
:))
صديقتي الساحرة إنجي.. لستِ مجرّد "أنا مفضلة"
http://unique100.blogspot.com/2011/04/blog-post_16.html
أنتِ تقرئينني.. تقرئين يونيك وتقرئين مفردة.. وأنا ممتنة لكِ بحق
اكتبي.. اكتبي.. اكتبي..
فأنا أقرؤني وأقرؤكِ وأقرأ كثيراتٍ في حكْيك
أعلم أن شكرًا لا تفيكِ سحركِ
دمتِ بسحرٍ وألَق

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Lobna Ahmed Nour يقول...

هذه هي إنجي إبراهيم.. تكتب.. تحكي
لستِ من تستأذن لتكتب.. أنا من تستأذنكِ لتستمتع بما تكتبين وتحكين
______________

عنوانكِ الجديد لائقٌ جدًا بحق.. يعكس الحقيقة بحذافيرها.. الكتابة والحكي لديكِ فعلٌ مستمر.. من الأول.. من الآخر.. من قلب القلب

هل أخبركِ بسر؟
ثمّة ألمٌ ببعض أنحائي.. لا يجدي معه دواء ولا بكاء
اكتبي يا صديقتي.. علّهُ يخِفّ قليلا