الأربعاء، 11 مايو 2011

تظاهر





الظلم لا يجدي معه كل ألواح الشوكولاتة وأكواب النسكافيه ولا حتى قطعة من السماء، عندما تتعرض للظلم تشعر بذلك الدخان الأسود يتجمع تحت جلدك ويستنفر كل العروق كي تغلي، أن تتعرض للظلم هو أن تنتحر أفكارك سباباً على اللسان، أن تتعرض للظلم هو أن تعاني الصداع بشكل شبه دائم، وتحتاج مسكنات أكثر من كيميائية وتعتبر الشماتة فيمن ظلمك أمر بديهي لا يشوبه أى سواد فى القلب।


للمرة الأولى أتعرض للظلم، ربما تعرضت لنذالة، قلة أدب، سفالة بشرية من قبل، أما الظلم فهى خبرة جديدة لانج، أن تفقد وظيفتك لأسباب تتعلق بنزوات مديرك وأن يعتبر سمعتك المهنية أمراً صغيراً ويعلق أخطاءه الفادحة عليك أنت الموظف الصغير حتى ترحل من طريقه، أن يعتبر وجودك يهدد مستقبله العاطفي مما يدعوه لإزاحتك بطرق وضيعة تفضح خسته أمام الزملاء الذين يجاهد أن يشوه صورتك أمامهم، أن تفقد وظيفتك لأن مديرك "مش راجل" هذا ما تعرضت له بتفاصيل لا يتسع المجال لذكرها، ربما لشدة تعقيدها على أن تصبح حقيقية، ربما لأن التذكر ليس بالأمر المستحب عندما يكون الجرح ظلماً لا تستطيع رده।


ولأن المصائب لا تأتى فرادى، فلابد بالتزامن مع ذلك أن أتعرض لظلم من نوع آخر، مضحك بعض الشىء ويوحي بكيد النساء أكثر من أى شىء آخر، فللصديقات النذلات معارك قوية فى هذا الصدد، لا يتسع المجال أيضاً لذكرها لأن تذكر أن من قربته من قلبك إستغل وقته فى سرقة النبضات وتركك تعاني ضيق التنفس والدهشة، لأن تذكر أن وقتك ومشاعرك استنزفت لأجل نزوة وتم استبدالك بسهولة ربما بصديقة أخرى وربما بكوب كركديه ساقع أمر مبهر، ربما لأن تذكر من حاولت أن تعطيهم قدر طاقتك وغضضت الطرف عن علامات واضحة وضوح الشمس أن من يأخد كل هذا القدر من المشاعر لابد أن يبيع بشكل ما، فلا شىء سيرضيه بعد كل هذا الأخذ سوى روحك ذاتها، ولعله فعل خيراً عندما قرر أن يختفى بلا مبررات ولا أسباب وبالكثير من الوجع، ربما।


تظاهرت كثيراً أنني سوف أتخطى المرحلة، وأنني سوف أضع جدولاً يتضمن كل أنواع التهييس الممكنة، وسوف أجدد علاقتي بالتليفزيون الذى قاطعته لأكثر من سنة الآن لظروف العمل التى انتفت الآن، تظاهرت أننى سوف أجعل من الأمر مزحة كبيرة يمكنني بها أن أتشفى فى الكون الذى منحنى ألماً مكثفاً فى وقت قصير، تظاهرت أنني سوف أستمتع بوقت أمضيه فى البيت الذي لم أمض فيه ما يكفى من الوقت فى السنة والنصف الأخيرين، تظاهرت بالكثير وتكفل الملل والخوف بإفشال كل محاولات إنقاذ عقلي من التساؤلات التى تخرق الدوائر العصبية।


تظاهرت أنني لن أحكي، وفشلت।



........إنجي إبراهيم.........

هناك 7 تعليقات:

Ramy يقول...

أولا و لا يهمك

عارف ان انتى اللى أتعرضتى للموقف السخيف ده

بس أهم حاجة تكونى ادتيهمله صح و بالذوق

دى أقل حاجة

و اللى فهتوا منك أن زمايلك فى الشغل عارفين الحقيقة

دى حاجة مهمة

الظلم تجربة لابد منها علشان تقدرى تقومى فيروسها فى المستقبل لأن هتقبلى بشر كتير ممكن تظلمك

فى الأخر بقولك خير

بجد متعرفيش لو كُنتى قعدتى كان حصل أيه

لو على الشغل أن شاء الله تلاقى

هى الظروف الحالية مش مُشجعة بس مفيش حاجة بعيد عن ربنا

كويس أن أنتى حكيتى علشان تخرجى الغضب اللى جواكى

ولا يهمك

ربنا معاكى

فاتيما يقول...

أزعم ان عندى بعض من التفاصيل
ومستغربة بس مش مستغربة برضو

مستغربة من غباء يعض البشراحيانا
لما يكدبوا الكدبة ويتصوروا
ان الكدبة دى مخلوق تام صحى سليم وزى الفل وهيعيش كتير وللأبد يمكن
ومش هينكشف أصله ف يوم !!

الشخص دا مسيره للوقت

اما الصديقة

مفعرفش

اقول الوقت برضو ؟
ولا إيه ؟

متهيأل الوقت دا عشانك انتى
مش هيا
انتى اللى كل ما ينقصك الآن هو بعض الوقت لتنسى ندالتها
المتوقعة
لأنك كما ذكرتى
كنتى عارفة

ويمكن عشان كدا
مش هتنقهرى قوى
بس هيصعب عليكى شويتين
ان السيناريو متغيرش
وان مفيش جديد

ملحقتش اعلق على بوست كراميل
كان حلو قوى
هوه والفيلم ...

تسلمى
وربنا يطبطب على قلبك يا أنوج

سلامى لكل من عندك
خصوصا ماما
وحنان

وخلى بالك من نفسك
هيا عيشة ولا أكتر يا بت يا شقاوة
سيبك سيبك
ربنا هيفرجها ان شاء الله

بوسات وحضونات
وبجد لو كنت عندك دلوقتى ف اسكندرية الماريا ..لكنت خدتك ف حضنى
وقعدنا نحكى ع الاندال لحد فجر المليونية ما يطلع ...
بس الظروف بقى

:)

سلام

Unknown يقول...

رامي..دايماً بتثبت انك بنى آدم جواك خير يا رامي

متشكرة على كلامك الحلو والمشجع..ربنا يخليك يا صديقى

ايام الضحك والدموع يقول...

يمكن دىنهايةلبدايةجديدةلو اطلعتم على الفيب لاخترتم الواقع عموما كله بيعدى

Rosa يقول...

ربنا بيحبك....:)
افتكرى الكلمه دى كويس
عشان كده خلصك من الشغل اللى فيه ناس بالشكل ده والاصحاب اللى بالشكل ده..بكره الوجع كله يروح ويجى مكانه حاجات احلى اصبرى بس انتى
ربنا بيحبك ياانجى
:))

Foxology يقول...

احكى وحاولى تحكى هو ده الحل من وجهة نظرى

اعتبريها فترة هدنة ... راجعى ترتيب دماغك وحياتك واكيد هتبقى افضل بعدها

تحياتى

أنا - الريس يقول...

أعيدي ترتيب البيت من الداخل
أو
هكذا يقولون بلغة السياسة