السبت، 18 مايو 2013

إترك هالأسى




"لعل وعسى..إترك هالأسى"

تأمل معي الصورة، فيروز هنا هشة جداً، بنية جسدها ضعيفة، لا تحتل حيزاً كبيراً من الفراغ، يمتد كفاها أمامها في قلة حيلة، تمسكهم ببعضهم في محاولة لشد أذر نفسها، رأسها ينحني للأسفل قليلاً، فقط قليلاً جداً في محاولة منها للتركيز، وليس ندماً ولا خجلاً من شيء.

الخلفية السوداء، وكأن الكون كله فارغ إلا منها وهي تحاول أن تتملص من الأسى، تقف وحيدة في الفضاء الأسود الفارغ الموحش، الفضاء الآثيري للجملة.

"لعل وعسى..إترك هالأسى"

كل محاولة لترك الأسى تحفر متراً آخر في نفق التحرر، عندما تتركين الأسى تماماً سوف تكونين أتممت حفر النفق بالكامل، يمكنك وقتها أن تخرجين للشمس ولن يكون الفراغ أسوداً كالصورة، سوف ترفعين رأسك وتكفين عن التركيز، وسوف تفردين كفيك المعقودتين وتعانقين بهما الهواء.

"لعل وعسى..إترك هالأسى"

نظفي أدراجك من بقايا الشيطان، المخالب والأظافر المتسخة، والأنفاس الكريهة، إلقي بكل ما تركه لك في القمامة رأساً، مزقي الكتب الغبية التي أهداك إياها يوماً، خاصة تلك المذيلة بإهداءات كاذبة، أفرطي السبحة الكريستال حتى لا تسبحي بها يوماً فيذهب ثواب التسبيح إليه، أصلاً حتى لو ذهب الثواب إليه لن يفيده، فالشيطان لا يمكنه أن يدخل الجنة.

"لعل وعسى، إترك هالأسى"

إستنزفي طاقات الحزن، قفي وحدك في الفراغ الموحش واستجدي الله أن يذهب الأسى، إدعيه، تعرفين أنت ما منحك إياه هذا الرب الكريم، لن يبخل عليك إذن بذهاب الأسى، قفي بجانب فيروز مرة أخرى بعد، فلتملأي كادر الصورة الداكن، ولتسحبيها خارجاً.

وأنا هنا سوف أدعو الله من أجلك، لعل وعسى، تتركين هالأسى.


.........إنجي إبراهيم...........

ملحوظة: التدوينة إهداء للزميل محمد السيد، صاحب الصورة على فيس بوك 

هناك 4 تعليقات:

أمـــانــي يقول...

جميلة جدا يا إنجي
وويل ريليتيد يا حبي :)
تسلمي

أمـــانــي يقول...

جميلة جداااااااااااا :)

غير معرف يقول...

كيف حال مسبحتي البيضاء؟

Unknown يقول...

أماني..

انتي اللي تسلمي يا جميلة جداً

حونان..

مسبحتك في أمان :)