السبت، 31 أغسطس 2013

إلى نورا..عن الحضن

عزيزتي نورا
مساء الخير

بتتكلمي كتير عن الحضن يا نورا..بتقولي انك محتاجة حضن..وكل صحابنا بيقولولك ان هما كمان محتاجين حضن..وانا كمان يا نورا والله محتاجة حضن.

أنا حلمت بيكي يا نورا..حلمت اني ببكي..واني كلمتك ف التليفون مع ان انتي عارفة ان أساساً أنا معييش نمرتك..كلمتك وانا بعيط وبشهق..وانتي كنتي ف كنيسة مع صحابك..قلتيلي انك في كنيسة العدرا اللي في مصر القديمة..انا قلتلك انا مش هعطلك عن صحابك وهسيبك تشوفي الكنيسة بس إدعيلي..إدعيلي في الكنيسة.

بعد الزلزال يا نورا..انتي عارفة ان حصل لي زلزال..بعد الزلزال كنت حاسة اني مقصرة أوي في حق ربنا..وإنه أكرمني من غير أي حق..كانت بتلح عليا فكرة إني زي ما بصلي لربنا ف البيت أو المسجد..إني اروح اعترف في كنيسة..كنت عايزة أروح لربنا بكل الطرق..الموضوع كان بيلح على دماغي بشدة..كنت بفكر في كنيسة جناكليس اللي عند شغلي القديم..عشان شكلها حلو وقديمة ومهيبة..قلت محدش هيكسفني..هيقولوا عليا مجنونة آه بس هيسمعوني..وربنا هيعرف اني بحاول أوصل له بكل الطرق عشان اقوله شكراً.


تعرفي يا نورا..المشكلة اني مبعرفش اتحضن..أنا عندي مشاكل كتير..تربيتي وشكل حياتي وتكويني والخمسة وعشرين سنة اللي فاتوا خلوني غريبة..خلوني مبعرفش اقول كلام حلو..بس ممكن اكتبه..خلوني مبعرفش اتحضن..بس زي أي كائن حي بكون محتاجة الحضن دة..أنا بس محتاجة شوية مجهود يا نورا.

مبعرفش اعمل زيك..مبعرفش اقول انا محتاجة حضن..عندي هوس بالكمال..انا مهووسة يا نورا..كل حاجة لازم تبقى مظبوطة..الحضن لازم يبقى على مقاسي..ولازم مبقاش خايفة افقده..ولازم مندمش بعده..ولازم ولازم ولازم

اللوازم دي كلها مبوظة حياتي..مخلياني لما احب حد معرفش اقوله اني بحبه..عشان لازم حاجات كتير أوي مش مجالها دلوقتي..اللوازم دي مخلياني لما احس اني محتاجة اعيط معيطش ومقولش اني مخنوقة ومتضايقة..مخلياني عندي إحساس طول الوقت بالمسئولية تجاه الآخرين وان محدش مسئول عني.

فاهمة حاجة؟؟؟؟؟؟

بصي يا نورا..أنا كلمتك في الحلم عشان كنت محتاجة مساعدتك..كنت عايزاكي تبقي حكم بيني وبين شخص ما..مع إني مكنتش متخانقة معاه أصلاً..بس يا نورا لما لقيتك مشغولة متكلمتش..عشان حتى في الحلم أنا عارفة ان محدش مسئول عني..محدش المفروض يشيل همي.

إنتي متخيلة مأساة حد بيفكر حتى وهو نايم؟؟ أنا عقلي مسيطر عليا حتى وانا نايمة..متخيلة؟؟

أنا يا نورا زيك..وزي باقي صحابنا اللي بيقولولك انهم محتاجين حضن..الفرق بيني وبينكم إنكم معندكوش وسواس قهري مسيطر على عقولكم طول الوقت..أنا عندي..ماهو برضو الخمسة وعشرين سنة اللي فاتوا مكانوش فيلم كارتون..ولا قضيتهم في ديزني لاند.

معنديش أي فكرة أنا ليه كتبت الكلام دة..وكمان معنديش أي فكرة إنتي هتقريه إزاي..بس انا حسيت بحاجة بتزقني..هوا سبتمبر بيغسلي قلبي كل سنة..وامبارح كانت أول نسمة من الهوا دة..والغريب إن في نفس اللحظة اللي جت لي فيها النسمة دي..كانت بترن أحلى ضحكة ممكن تسمعيها في حياتك.

الحضن ثقل يا نورا زي ما انتي بتقولي..الحضن هو الإيد اللي بتمسك بالونة الهيليوم عشان تنقذها من إنها تطير لوحدها من غير هدف وتفرقع وتموت.

هبقى اكتبلك جوابات كتير لو الفكرة عجبتك.

سلام


........إنجي إبراهيم........

الاثنين، 19 أغسطس 2013

بيحبك أوي

"بيحبك أوي"

كتبها أحمد العايدي ستيتس على فيس بوك..كل التعليقات كانت من فتيات..كلهن مسسن قلبي للدرجة التي جعلتني أحتفظ بلينك الستيتس في قائمة المفضلات حتى أتابع ردودهن.

كلها حواديت، حواديت حلوة، الردود معظمها تلعب في منطقة "بجد؟" و "على ضمانتك؟" والكثير من الابتسامات المرتبكة أو الردود التي تدعو الله أن يكون بيحبها أوي كما أخبرها العايدي ف الستيتس.


الفتيات كلهن ينتظرن العلامات، كلهن بلا استثناء طيبات ينتظرن تأكيد من ستيتس طائشة على فيس بوك أن تحمل لهن الفأل بأنه "بيحبك أوي"، كلهن حالمات، مهما كانت هذه الفتاة أو تلك قوية جداً وجدعة جداً وجمجمة جداً، لازالت تبهجها ستيتس يكتبها شخص لا يعرفها ولا يعرفه يخبرها فيها بأنه "بيحبك أوي"، ستيتس غير موجهة إطلاقاً سوف تعتبرها الفتاة علامة مؤكدة على أن هذا الشاب الطويل أبيض الأسنان عظيم الابتسامة، صاحب أكبر مجموعة من الألشات في تاريخ الإنسانية بيحبها أوي.

سوف تجلس لتفكر في مغزى مكالماته المتكررة، واهتمامه بالتفاصيل، والتشابه الكبير بين عاداتها وعاداته وتخرج بإجابة يقينية أنه بالتأكيد بيحبها أوي.

ربما تفكر في حجة واهية لتهاتفه وتسأله عن أي شيء، وتفسر انخفاض صوته أنه بيحبها أوي، أو تلقي دعابة ساذجة وتنفجر في الضحك من جراء التوتر الذي أصابتها به ستيتس أحمد العايدي. ربما تفكر في أن تبعث له برسالة تقول فيها أي شيء وتعتبر أن رده عليها يعني بالتأكيد أنه بيحبها أوي.

ربما يكون عميق الصوت وعيناه عسليتان ولا يستطيع أن يصرح لها بأنه بيحبها أوي، فتقنع نفسها أن العايدي يعرف أكثر وأن تلك علامة يجب عليها أن تأخذها في الاعتبار، ولتوافق على دعوته لها للخروج قبل مواعيد حظر التجول.

ربما يكون ذو الأصابع الطويلة يقطن مدينة أخرى مثلاً ولا يستطيع أن يراها لأن السيسي يصطاد الإخوان في الشوارع ومدينتها تقع تحت الحظر وبالتالي لا يستطيع أن يقابلها ليخبرها أنه بيحبها أوي وبدلاً من أن يفوض السيسي قام بتفويض العايدي ليخبرها بذلك.

كلهن طيبات، كلهن ينتظرن خيط نور واحد يشق سقف الدخان والغاز وطلقات الخرطوش، يتفادى الجثث والأخبار والمزايدات، يخطو من فوق الفيديوهات التي تدين الإخوان، والتي تدين الجيش، يمر من بين الاتهامات والسباب المتبادل، كلهن ينتظرن شعاع الليزر الأخضر المصوب إلى القلوب ليخبرهن أنه "بيحبك أوي".

أما أنا، فأرتدي سويت شيرت أبيض، وتفوح من يداي رائحة لوشن الفراولة والحليب، وأجلس على أرض الشرفة بجانب كوب الشاي، وأكتب لكم حواديتهن، لأنني شخصياً أعرف أنه في مكانه أياً كان، بيحبني أوي.



........إنجي إبراهيم.......



السبت، 10 أغسطس 2013

عن السكر




هاتفتني منذ بضعة أيام لتخبرني أن "أنا بقرأ أرز باللبن لشخصين.وافتكرتك عشان انتي قلتي مرة ان انتي جوة الكتاب دة..فقلت اكلمك اسأل عليكي"

لا أذكر أنني وصفت الكتاب بأنني بداخله، كل ما أذكره أنه كتاب يحوي "كتابة حلوة" ودافيء جداً ومليء بالتفاصيل وغلافه عبقري.

أمسكت الكتاب اليوم لأكتشف لماذا قلت ذلك عن هذا الكتاب الذي قرأته منذ سنتين على الأقل، أقرأ أول نص وأجدها تتحدث عن الضغط الواطي وفارس الأحلام الذي يأتيها بالبطيخ البارد، والنص الثاني يتحدث عن خوفها.

والنص الثالث يتحدث عن الأرز باللبن، وكيف أن صناعته تتطلب الحب ضمن المكونات، تشرح لنا كيف نصنع الأرز باللبن كي نتشاركه مع حبيب في طبق واحد وملعقتان، وأجدني - ياللهول - أضع خطاً تحت العبارة التالية "دائماً يأتي السكر في النهاية وبعد طول انتظار، وكلما هدأت النار من تحته كلما زادت حلاوته"

والأغرب أنني كتبت بقلم حبر أزرق جوار تلك الجملة أن "الصبر لا يولد الانفجار..بيولد السكَر"

لا شيء يحدث صدفة، كل شيء يحدث لغرض ما، فما الغرض من أن أضع خطاً تحت جملة في كتاب منذ سنتين على الأقل وأكتب بجانبهم بالحبر الأزرق تلك الجملة لآتي الآن بالذات لأقرأها؟؟

من فترة وأنا تراودني فكرة كتابة رواية عن فتاة اشترت كتاباً قديماً، وأعجبتها الجمل التي وضع المالك القديم للكتاب تحتها خطوطه، أحبته عبر الصفحات وقررت أن تبحث عنه.

لم يكتمل مشروع الرواية، بل لم يبدأ من الأساس، وأجدني الآن أواجه خطوطي الخاصة في كتاب أملكه يحدثني عن الصبر والسكَر والأرز باللبن والحب.

والأدهى أنني لا أستطيع أن أكتب عن هذا لأنني نسيت الكتابة، أتعثر في تركيب الجمل وتضيع التعبيرات من ذهني ولا أقوى على كتابة نص متماسك.

لا أستطيع أن أكتب عن قطع البازل، ورفاق الروح، والسلاسل الفضية، تضيع مني الكلمات ولا أحدثكم عن السكَر.

ربما لا أستطيع الكتابة لأنني نسيتها، وربما لأن الكلمات تخرج أحلى كلما هدأت النار تحتها.


......إنجي إبراهيم........