يبدو كل شيء مثالياً هنا، حتى فتيات تقديم الخدمة خارجات للتو من حكايات البلدة القديمة أيام كانت قبلة الاجانب والسحر.
......................................................................................
يطلبان قدحي قهوة أحدهما مضبوط والآخر سكر زيادة، يجلسان على الطاولة المجاورة للنافذة ذات الزجاج الفيميه ويثرثران همساً.
كانت أول مرة لها، وله فى هذا المكان، لم يخطر لها قبلاً أن تدخله وحدها أو بصحبة الصديقات، بدا لها المكان مناسب جداً ل "باكيدج" خبرات المرة الآولى وأصرت أن تحتفظ به على هذا النحو، وقد كانت تلك هي مرتها الاولى.
بدا كل شىء يحتفل بالقادمان الجديدان، وكانا هما معجبان جداً بالجو، حتى القهوة هنا مختلفة، يبدو لك وكأن أحدهم خلط البن بتعاويذ تجعل الكلمات أحلى والجو أندى، والجالس قبالتك أقرب.
...................................................................................
تتحرك فتيات تقديم الخدمة فى رشاقة داخل ثيابهن الساحرة، يسحبن منفضات السجائر ويعدن ترتيب المكان بخفة، تتصاعد روائح مختلطة من غياهب المكان وكأن أحدهم يرش رذاذ دفء وعبق، وألق.
.................................................................................
يتكلمان فى كل شىء تقريباً، حتى خسارات الزمالك وتحديات العصر والبلاك بيري الغامض، يلفت نظرها طيوراً تحلق في فنجانه وتاجاً يستقر على حافة فنجانها، تخبره بكل ذلك باسمة ويؤمن على كلماتها ويوافق بشدة انها ساحرة تجيد قراءة الفنجان وربما قراءة أشياء أخرى أيضاً.
يخططان لأيام أخرى قادمة ويضعان فى جدولهما المزدحم جداً زيارة قريبة لنفس المكان، يتناقشان فى أصل الفتاة الملائكية التى قدمت لهم القهوة والتى تبتسم بجانب فمها وتتحرك بانسيابية، تخبره انها تود لو عرفت أين تسكن تلك الحالمة الصامتة، يقرران أنها ربما يونانية الأصل، وينتهي النقاش عندما تنظر في ساعتها وتقرر أن وقت الرحيل قد حان.
...............................................................................
كل تفاصيل المكان تسحرهما، حتى ألوان السجاد، أرقام الطاولات، قائمات الطعام، وحتى رواده. كل شىء يخبرك همساً أنك -حتماً- سوف تعود.
.............................................................................
يشير للفتاة صاحبة الوجه الملائكي كي تأتيهم بالفاتورة كي يرحلوا، ينظر لها ويخبرها أنه أحلى وقت قضاه منذ فترة طويلة نسبياً، تخبره فى المقابل أنها استمتعت وأن التجربة استحقت مكانها بجدارة كمرة أولى.
...........................................................................
تستجيب فتاة تقديم الخدمة للأشارة وتأتيهم كي تؤكد على تقديم الفاتورة، يتبادلان النظر ثم ينظران لها ويقولان في صوت واحد " اتنين قهوة تاني لو سمحتي، وأجلي الشيك شوية".
.........إنجي إبراهيم................
هناك 17 تعليقًا:
البوست كله ممتع
ماعدا القهوة أصلى مش بحب القهوة
بدا كل شىء يحتفل بالقادمان الجديدان، وكانا هما معجبان جداً بالجو، حتى القهوة هنا مختلفة، يبدو لك وكأن أحدهم خلط البن بتعاويذ تجعل الكلمات أحلى والجو أندى، والجالس قبالتك أقرب.
الجزء ده خلانى مبتسم لخر البوست
شميت ريحة اسكندريه من الكلام و فتاة الخدمة اللى ممكن تكون يونانية
...............
صحيح انتى مشتركة بأنهى بوست فى كتاب 100تدوينة
رامي..انا مش مشتركة اصلا فى كتاب التدوينات..ملحقتش يا رامي
خسارة للكتاب
بجد
أصل فى ناس لازم تكون موجوده علشان الأشياء الجميله تزداد جمالاً
اهو انت بقى من الناس دى اللى بتزيد الأشياء جمالاً
والله دة إنت يا رامي بوجودك العذب الرقيق
جميلة بجد القصة يا جىجى
وحشتينى ووحشتنى كتاباتك
وحشتينى يا انوج
like gedan :)
كل مرة بكون معدى من هناك بيبقى نفسى ادخل المكان بس شئ غريب بيمنعنى فى آخر لحظة !
آخر مرة من سنتين وكانت هتبقى فرصة هايلة للاحتفاظ بذكرى جميلة
تحياتى
إنجي!!!
انتي مشتركة بعدد 2 بوست في الكتاب
صاحب الوعد
http://100posts-voting.blogspot.com/2011/07/blog-post_6341.html
إليه متأخرًا جدًا
http://100posts-voting.blogspot.com/2011/07/blog-post_2634.html
مكنتش أعرف إنك متعرفيش
بالمناسبة.. أفتقدك :)
"اهو انت بقى من الناس دى اللى بتزيد الأشياء جمالاً"
أنا مع رامي جدا
مكنش ينفع أبدًا من غيرك :))
شكراً
يا لبنى على المعلومات
و تم الصويت (:(:
لبنى..والله بجد؟؟؟؟
والله ما كنت أعرف..متشكرة على فكرة..والله فرحتيني أوي أوي..بجد
بالمناسبة..أنا أيضاً أفتقدك
هااااااى ازيك
على فكرة البوست جميييل اوى ومشوق جدااااا
واحلى حاجة كمان عنوانه لانه لايق عليه اوى لانه كله تفاصيل فعلا دقيقة اوى
وانتى احسنتى اختيارها ومانستيهاش ودى حاجة انا بشوفها صعبة شوية
احييكى عليها بجد
وتحياتى ليكى كتيييييير
جميلة جدا القصة بجد خلتينى نفسى اروح المكان ده
أول مرة أعلق عندك بس مش أول مرة أقرالك بجد أسلوبك حلو جداااااااا
دمتى سالمة يا انجى و ما تطوليش الغيبة تانى
جميلة كتاباتك دوما ولكن هناك شيء - معذرة -سأنبهك عليه( يحتفل بالقادمان الجديدان)
الصواب: يحتفل بالقادمين الجديدين.
ومعذرة مرة أخري.
كعادتك
ممتعه
جميلة جدا. خصوصا وصف القهوة التي أهشقها :)
إرسال تعليق