"ترقص، بثوبها الأبيض الفضفاض تعتلي المسرح وتدور"
لا شيء يهم، لا تتذكر اللحظة قبل اعتلائها المسرح، هي فقط هنا والآن، تتخفف، تدق الدفوف على إيقاع قلبها اللاهث، تنتشي، تدور وتدور وتدور.
"تتركز الإضاءة عليها، تكثر لفاتها في الدقيقة الواحدة، يرتج عقلها داخل رأسها وتسقط الأحمال تباعاً"
همومها لا تتذكرها، فقط هي تعرف أنها أكثر من أن تحتمل، تعرف أنها تثقلها وتزن أطناناً فوق القلب، عقلها يهاب أن يستوعب ما يحدث، هو أكبر من أن تعقله، تترك كل ذلك خلفها وتستمع للدفوف.
"رقص صوفي، تنورة، لا تهم الأسماء، فقط على ذلك المسرح هي خفيفة، كم وزنها دون المسرح؟؟ لابد أنه يتخطى حاجز المائة، وكم وزنها وهي ترقص؟؟ لا تتعدى الريشة"
لا تستطيع أن تتذكر الأسماء، من هم من جرحوها؟؟ ما إسمها؟؟ أين تعيش؟؟ كل ذلك يختفي تحت وطأة الدفوف، فلتتحرر من سطوة الألم الآن، ولتعد لكل ذكرياتها الغبية بعد أن تنتهي من الرقص، هنا هي بلا ماضي، بلا وجع، بلا مستقبل، فقط حاضر طويل ذو إيقاع حزين، ترقص هي عليه، كأنها تدوس الألم بأقدامها الخفيفة، وتشيع موات الروح بدق الدفوف.
"ترقص، يخف وزنها أكثر، ربما تستطيع الطيران الآن، والإضاءة مع ثوبها الأبيض يجعلانها مشعة تماماً"
لا ترى الجمهور، هي لا ترقص لهم في الأساس، وللحق، هي لا ترقص تصوفاً أيضاً، فقط هذا هو منفذها للهواء، لا ترى جمهوراً ولا يهمها أن تراه، لا تلتفت لأحد، ولا حتى لضاربي الدفوف، ترقص وفقط، وتتمنى أن تطول اللحظة ولا تعود لألمها الضارب في عمق الروح.
" تسرع الدفوف، ومعها دقات أقدامها على الأرض، تتحرر تماماً وتسطع الإضاءة وتتحول هي لحزمة نور تبهر عيون الحاضرين، ثم تختفي"
.........إنجي إبراهيم.........
.........إنجي إبراهيم.........
هناك 5 تعليقات:
يولَدُ الفن من قلب الوجع!
يهتفون لها بحرارة وهي تتلوى ألمًا غير آبهة بمرور اللحظات..
حبذا لو نَجد كهذا المرقص!
رائعة!
أحببتُ قوة طرحك :)
دُمتِ بخير
انتى اتعلمتى الكلام ده فين بقى
أول مرة .. محسش البطلة !
عذرا
ربما الوجع أعمق من قدرتى على الإستيعاب
ربنا معاكى
تسرع الدفوف، ومعها دقات أقدامها على الأرض، تتحرر تماماً وتسطع الإضاءة وتتحول هي لحزمة نور تبهر عيون الحاضرين، ثم تختفي
هى دى النهاية الصحية :)
تحياتى على التدوينة الرائعة
إنجى .. أين أنتى ؟
أفتقد القراءة لكى بشدة
أرجو أن تككونى بأحسن حال :)
إرسال تعليق