الأحد، 9 فبراير 2014

أعد لي الأرض كي أستريح

فقدت القدرة على البوح بالكتابة، أو ربما الحياة باتت أكثر صخباً من اللازم للدرجة التي تجعلني غير قادرة على مجاراتها.

أشعر أنني سأصاب بانهيار عصبي بسبب قلة النوم، مهما تأخر إغماض عيني في الليل بت أصحو باكراً جداً عن موعد نزولي للعمل، أنفي تؤلمني بشكل مستمر، عيناي تدمعان طوال الوقت، أشرب جرادل من القهوة الزيادة كي يكف رأسي عن التأرجح، أتناول الطعام بلا شهية حقيقية كي أستطيع مواصلة الحياة.

أحتاج أن ازور طبيب الأنف والأذن وأن أعاود طبيب العيون، وأن يهديني الله إحدى هداياه لأنني لا أعرف طبيباً يمكنه أن يمنحني دواءاً أكف به عن التفكير.

القلق، هذا الكائن الأسود الذي يدخن باستمرار وينفث دخانه في قلبي، في عقلي، في كل أحشائي ويتركني أعاني ضيق التنفس، وضيق الحياة.

أعرف أن ما يحدث هو -  فقط - الخير ولا شيء سواه، تعلمت أن الله يدبر لي أمري كله ويمنعني من إلقاء نفسي في التهلكة في كل اختبار ولكن بقدراتي التي ليست خارقة يتعب الجسد والقلب من الجري المستمر، يتوجس من تفرعات الطرق التي تفضي دوماً إلى خيارات كلها صعبة وكلها يجب أن أتخذ فيهاً قراراً حاسماً.

يارب، أنا فقط أريد أن أفرح، رغم كل ما أقترفه باستمرار لازلت أطمع في أن تمنحني فرحة وحلم يتحقق.

يارب، انا منهكة جداً، أعد لي الأرض كي أستريح.


..........إنجي إبراهيم.........

الأحد، 6 أكتوبر 2013

إلى الولد الذي لا يحب الشتاء

"حسيت بلسعة برد..قلت خلاص الشتا جه..أما الحق استخبى"

قالها وتركني أفكر في طريقة تجعله يحب الشتاء، ليس لأنني أرى أن الشتاء فصل رائع ويجب أن نحتفي به جميعاً وفقط، ولكن لأن هذا الولد الطويل ذو العينان العسليتان لا يستحق الحزن، والشتاء يجعله يحزن.

إذن فلنفكر في طريقة نجعل بها صديقي الذي لا يستحق الحزن يحب هذا الفصل الذي لا يجلب الحزن.

يمكنني أن أخبرك أن الشتاء يجعلنا نقدر قيمة الدفء، علاقاتنا مع الشمس تعود لمجاريها، تكف عن كونها جارة مزعجة تملئك بالعرق والحر وتصبح صديقة حنوناً تربت على رأسك كالأطفال، تبث في عظامك بعض الراحة، تصبح الشمس نوراً وتتخلى قليلاً عن هوايتها المحببة في أن تلعب دور النار.

 فقط ثق بي، إبتسم في وجه الشمس في نهار شتوي، إشكرها وسوف ينتعش قلبك.

يمكنني أن أخبرك أن الشتاء يجعل الأحلام أحلى، تخيل معي نوماً بلا هبات ساخنة، وبلا توقف فجائي لمروحة السقف عند انقطاع التيار يجعلك تحلم أنك تصارع نمراً في صحراء أفريقيا، نوماً بلا ضيق تنفس ناجم عن الحر، بلا عرق يتسلل على عمودك الفقري، أستطيع أن أضمن لك أن أحلامك سوف تتحسن جودتها بنسبة 76% على الأقل في الشتاء.

فقط ثق بي، دفيء فراشك جيداً، أحكم الغطاء حول جسدك، أغمض عيناك وسوف تحلم أحلاماً أجمل من أحلام الصيف الخانقة.

يمكنني أن أخبرك أن الشتاء يجعلنا أرحم، كل تلك العواصف والأمطار الباردة، قلبك ينفطر على من يفترشون الشوارع، تصبح بهم أرحم، في الشتاء ندعو الله أكثر أن يهونها عليهم، يتردد صوتك في السماء أكثر من تردده في الصيف، يرق قلبك مرات عديدة، الشتاء تمرين متصل على الرحمة.

 فقط ثق بي، إمش في الشوارع، أدع الله لهم أن يرحمهم، وسوف يرق قلبك كثيراً.

يمكنني أن أخبرك أن الشتاء يجعل المشي في الشوارع أمتع، ربما لأنني من مدينة الشتاء النبيل، الشوارع مبللة، أضواء المصابيح تنعكس عليها في منظر مهيب، السكون ودقات كعب الحذاء، تتسع شوارعنا في الشتاء، يطير الهواء بكلماتنا التي لم تقال، تنزل مطراً فتصل رسائلنا لمن نريد.

فقط ثق بي، دعني أصحبك في شوارعنا وسوف تحب الشتاء، دعني أقرضك روايات إبراهيم عبد المجيد وسوف تحب المشي في شوارع رواياته الشتوية.

يمكنني أن أخبرك أن الشتاء يجعل الثرثرة أحلى كثيراً، الكلمات الخارجة من القلوب مصحوبة بدفء الأنفاس، الشتاء محفز جيد لخروج الأسرار، محادثات الشتاء غالباً لا تنسى.

فقط ثق بي، تغلب على برد الأطراف بتدفئة القلب، ثرثر معها كثيراً في الشتاء، أخبرها أسرارك واستمع أسرارها، إمنح الشتاء دفء الحكايا وسوف تقع في غرامه.

يمكنني أن أخبرك أن الشتاء يجعل الحضن أحلى، الابتسامات أنقى، تقاطع الأصابع والطرق، أنفاس المفاجآت ومكالمات الهاتف، حتى الألم في الشتاء أرقى.

ثق بي يا صديقي، ثق بي وامنح الشتاء فرصة، ربما تقرأ معها كلامي هذا في ليلة شتوية ما تقرأ لك هي فيها مقاطع من روايات تحكي عن الأمطار، وتحضر أنت لها الكاكاو الساخن.

ثق بي، أنا أعرف الشتاء، وأعرفك، وكلاكما يليق به النبل.


.........إنجي إبراهيم......

الصورة المرفقة لمنطقة "حلقة السمك" في بحري..إسكندرية الماريا..عدسة يوسف محيي الدين

السبت، 28 سبتمبر 2013

حدوتة الست اللي بلا دموع




مش كل الحواديت تنفع تتحكي للعيال الصغيرين..ولا كمان تتحكي للحبيب ولا الحبيبة.

مش كل الحواديت فيها بنات حلوات ونهايات سعيدة وضفادع بتتحول لأمير وسيم ولا جناين وردها دهب.

في حواديت نوعها مختلف..زي حدوتة النهاردة

كان في زمان بنت صغيرة..عندها فستان عليه ورد كتير..البنت دي كانت أصغر اخواتها..ف يوم ميلادها ال12 أمها عملت لها مفاجئة.

طاهرتها.

ختنتها يعني.

البنت محصلهاش حاجة من اللي بنسمعها ف برامج حقوق المرأة..أو يمكن هي مقالتش ان دة حصل؟؟

حاجة واحدة بس اللي اتغيرت فيها..البنت دي فضلت تعيط يوم ما طاهروها..فضلت تعيط كذا يوم..ويوم ما وقف النزيف..وقف العياط.

واللي اتغير فيها انها بطلت تعيط تاني أبداً.

كبرت البنت دي واتجوزت..لا عمرها بكت لا من زعل ولا من فرحة..من يوم النزيف ما وقف وهي دموعها نشفت.

الموضوع مكانش خطير..إيه يعني واحدة مبتعيطش؟؟

دي حتى حاجة حلوة.

المهم..كبرت واتجوزت..وخلفت 3 صبيان..هنا ظهرت مشكلة تانية..الست دي كان نفسها تخلف بنت..بس مش نفسها كدة بالعقل..لا دي كانت هتتجنن وتخلف بنت.

راحت لدكاترة كتير..وحاولت تعمل حقن مجهري ف مركز كبير من اللي بييجوا ف التليفزيون وبيقولوا ف الإعلان انهم ممكن يحددوا جنس المولود..وكل دة فشل.

الموضوع كان مهم بالنسبة لها لدرجة انها طلبت من جوزها الطلاق..هي كانت متعلمة فعارفة ان الراجل هوالسبب ف تحديد نوع المولود..جيناته هي اللي بتقرر.

جوزها بقى هيتجنن..عايزة تطلق منه لمجرد انها عايزة تجيب بنت..دة جنان رسمي دة.

وصلوا ف الآخر لقرار..هيروحوا الملجأ ويتبنوا بنت.

وحصل.

وف أول يوم البنت روحت معاهم البيت..الست دي دخلت أوضتها..جابت الفستان اللي كانت لابساه من كذا سنة وهي بتتختن.

لبسته للبنت..وحضنتها.

وأخيراً عرفت تبكي.


........إنجي إبراهيم........

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

عن الجرائم والشريك ورشدي أباظة الذي لا أحبه

يشبه إحساس البرودة بعد دش قصير بشاور جل برائحة الزهور، بعد أن أتعطر بالفانيليا وأسند ظهري للحائظ البارد دون أن أمشط شعري، قطرات الماء التي تقطر على لوحة المفاتيح تكمل المشهد.

ذلك بالضبط هو إحساس أن يكون لك شريك ما، رفيق للروح، للدرب الطويل، يكفي أن تعرف أن هناك من يشاركك جرائمك الصغيرة، إنتصاراتك الكبيرة، هزائمك القاصمة، لتشعر بتلك البرود المحببة.

لا أحب رشدي أباظة، في نظري هو الرجل الذي تم اعتباره رجلاً زيادة عن اللزوم، من قال أن رشدي أباظة بشاربه الرفيع وشعره المسبسب هو الرجل الحلم؟؟

لا أحب رشدي أباظة، ولكنني أعشق سامية جمال، تلك الأنثى ذات الضحكة الساحرة، جمالها يجعلني أغفر لها أي شيء، يمكنني حتى أن أغفر لها حبها لرشدي أباظة، الرجل الOver rated في نظري.

في الصورة، تتكيء سامية جمال بكل بهائها الأنثوي على أرجل حبيبها، في الصورة يمسك لها الحبيب السيجارة ويتأمل وجهها صارخ الفتنة.

في تلك الصورة تحديداً، يمكنني أن أعتبر رشدي أباظة "الرجل الحلم".

من منا تتمنى أكثر من رجل يشاركها جرائمها الصغيرة؟؟ أن تدخن سيجارة في غفلة من الزمن وعضلة القلب، أو تتواطىء معه على الحياة التي تصر أن تكون سخيفة؟؟

من منا تتمنى أكثر من رجل يشاركها نكاتها البذيئة، ضحكاتها المختلسة، هروبها الدائم من معارك الحياة الخاسرة، ويشاركها صورة لا تعني لأحد ما أي شيء؟؟

من منا تتمنى أكثر من رجل يشاركها المتع التي يحرمها أطباء القلب والصدر والدنيا والمجتمع والناس؟؟

في تلك الصورة يتجلى معنى الشريك، الشريك الذي يحبك لأنك أنتِ أنتِ ولستِ أخرى، أنتِ ببهاء وجهك وكعب حذائك العالي وثوبك الضيق وسيجارتك.

من منا تتمنى أكثر من رجل تتكيء على رجليه ليشعل لها السيجارة حتى لو كان يكره الدخان؟؟

من منا تتمنى أكثر من..شريك.



.........إنجي إبراهيم.........

السبت، 31 أغسطس 2013

إلى نورا..عن الحضن

عزيزتي نورا
مساء الخير

بتتكلمي كتير عن الحضن يا نورا..بتقولي انك محتاجة حضن..وكل صحابنا بيقولولك ان هما كمان محتاجين حضن..وانا كمان يا نورا والله محتاجة حضن.

أنا حلمت بيكي يا نورا..حلمت اني ببكي..واني كلمتك ف التليفون مع ان انتي عارفة ان أساساً أنا معييش نمرتك..كلمتك وانا بعيط وبشهق..وانتي كنتي ف كنيسة مع صحابك..قلتيلي انك في كنيسة العدرا اللي في مصر القديمة..انا قلتلك انا مش هعطلك عن صحابك وهسيبك تشوفي الكنيسة بس إدعيلي..إدعيلي في الكنيسة.

بعد الزلزال يا نورا..انتي عارفة ان حصل لي زلزال..بعد الزلزال كنت حاسة اني مقصرة أوي في حق ربنا..وإنه أكرمني من غير أي حق..كانت بتلح عليا فكرة إني زي ما بصلي لربنا ف البيت أو المسجد..إني اروح اعترف في كنيسة..كنت عايزة أروح لربنا بكل الطرق..الموضوع كان بيلح على دماغي بشدة..كنت بفكر في كنيسة جناكليس اللي عند شغلي القديم..عشان شكلها حلو وقديمة ومهيبة..قلت محدش هيكسفني..هيقولوا عليا مجنونة آه بس هيسمعوني..وربنا هيعرف اني بحاول أوصل له بكل الطرق عشان اقوله شكراً.


تعرفي يا نورا..المشكلة اني مبعرفش اتحضن..أنا عندي مشاكل كتير..تربيتي وشكل حياتي وتكويني والخمسة وعشرين سنة اللي فاتوا خلوني غريبة..خلوني مبعرفش اقول كلام حلو..بس ممكن اكتبه..خلوني مبعرفش اتحضن..بس زي أي كائن حي بكون محتاجة الحضن دة..أنا بس محتاجة شوية مجهود يا نورا.

مبعرفش اعمل زيك..مبعرفش اقول انا محتاجة حضن..عندي هوس بالكمال..انا مهووسة يا نورا..كل حاجة لازم تبقى مظبوطة..الحضن لازم يبقى على مقاسي..ولازم مبقاش خايفة افقده..ولازم مندمش بعده..ولازم ولازم ولازم

اللوازم دي كلها مبوظة حياتي..مخلياني لما احب حد معرفش اقوله اني بحبه..عشان لازم حاجات كتير أوي مش مجالها دلوقتي..اللوازم دي مخلياني لما احس اني محتاجة اعيط معيطش ومقولش اني مخنوقة ومتضايقة..مخلياني عندي إحساس طول الوقت بالمسئولية تجاه الآخرين وان محدش مسئول عني.

فاهمة حاجة؟؟؟؟؟؟

بصي يا نورا..أنا كلمتك في الحلم عشان كنت محتاجة مساعدتك..كنت عايزاكي تبقي حكم بيني وبين شخص ما..مع إني مكنتش متخانقة معاه أصلاً..بس يا نورا لما لقيتك مشغولة متكلمتش..عشان حتى في الحلم أنا عارفة ان محدش مسئول عني..محدش المفروض يشيل همي.

إنتي متخيلة مأساة حد بيفكر حتى وهو نايم؟؟ أنا عقلي مسيطر عليا حتى وانا نايمة..متخيلة؟؟

أنا يا نورا زيك..وزي باقي صحابنا اللي بيقولولك انهم محتاجين حضن..الفرق بيني وبينكم إنكم معندكوش وسواس قهري مسيطر على عقولكم طول الوقت..أنا عندي..ماهو برضو الخمسة وعشرين سنة اللي فاتوا مكانوش فيلم كارتون..ولا قضيتهم في ديزني لاند.

معنديش أي فكرة أنا ليه كتبت الكلام دة..وكمان معنديش أي فكرة إنتي هتقريه إزاي..بس انا حسيت بحاجة بتزقني..هوا سبتمبر بيغسلي قلبي كل سنة..وامبارح كانت أول نسمة من الهوا دة..والغريب إن في نفس اللحظة اللي جت لي فيها النسمة دي..كانت بترن أحلى ضحكة ممكن تسمعيها في حياتك.

الحضن ثقل يا نورا زي ما انتي بتقولي..الحضن هو الإيد اللي بتمسك بالونة الهيليوم عشان تنقذها من إنها تطير لوحدها من غير هدف وتفرقع وتموت.

هبقى اكتبلك جوابات كتير لو الفكرة عجبتك.

سلام


........إنجي إبراهيم........

الاثنين، 19 أغسطس 2013

بيحبك أوي

"بيحبك أوي"

كتبها أحمد العايدي ستيتس على فيس بوك..كل التعليقات كانت من فتيات..كلهن مسسن قلبي للدرجة التي جعلتني أحتفظ بلينك الستيتس في قائمة المفضلات حتى أتابع ردودهن.

كلها حواديت، حواديت حلوة، الردود معظمها تلعب في منطقة "بجد؟" و "على ضمانتك؟" والكثير من الابتسامات المرتبكة أو الردود التي تدعو الله أن يكون بيحبها أوي كما أخبرها العايدي ف الستيتس.


الفتيات كلهن ينتظرن العلامات، كلهن بلا استثناء طيبات ينتظرن تأكيد من ستيتس طائشة على فيس بوك أن تحمل لهن الفأل بأنه "بيحبك أوي"، كلهن حالمات، مهما كانت هذه الفتاة أو تلك قوية جداً وجدعة جداً وجمجمة جداً، لازالت تبهجها ستيتس يكتبها شخص لا يعرفها ولا يعرفه يخبرها فيها بأنه "بيحبك أوي"، ستيتس غير موجهة إطلاقاً سوف تعتبرها الفتاة علامة مؤكدة على أن هذا الشاب الطويل أبيض الأسنان عظيم الابتسامة، صاحب أكبر مجموعة من الألشات في تاريخ الإنسانية بيحبها أوي.

سوف تجلس لتفكر في مغزى مكالماته المتكررة، واهتمامه بالتفاصيل، والتشابه الكبير بين عاداتها وعاداته وتخرج بإجابة يقينية أنه بالتأكيد بيحبها أوي.

ربما تفكر في حجة واهية لتهاتفه وتسأله عن أي شيء، وتفسر انخفاض صوته أنه بيحبها أوي، أو تلقي دعابة ساذجة وتنفجر في الضحك من جراء التوتر الذي أصابتها به ستيتس أحمد العايدي. ربما تفكر في أن تبعث له برسالة تقول فيها أي شيء وتعتبر أن رده عليها يعني بالتأكيد أنه بيحبها أوي.

ربما يكون عميق الصوت وعيناه عسليتان ولا يستطيع أن يصرح لها بأنه بيحبها أوي، فتقنع نفسها أن العايدي يعرف أكثر وأن تلك علامة يجب عليها أن تأخذها في الاعتبار، ولتوافق على دعوته لها للخروج قبل مواعيد حظر التجول.

ربما يكون ذو الأصابع الطويلة يقطن مدينة أخرى مثلاً ولا يستطيع أن يراها لأن السيسي يصطاد الإخوان في الشوارع ومدينتها تقع تحت الحظر وبالتالي لا يستطيع أن يقابلها ليخبرها أنه بيحبها أوي وبدلاً من أن يفوض السيسي قام بتفويض العايدي ليخبرها بذلك.

كلهن طيبات، كلهن ينتظرن خيط نور واحد يشق سقف الدخان والغاز وطلقات الخرطوش، يتفادى الجثث والأخبار والمزايدات، يخطو من فوق الفيديوهات التي تدين الإخوان، والتي تدين الجيش، يمر من بين الاتهامات والسباب المتبادل، كلهن ينتظرن شعاع الليزر الأخضر المصوب إلى القلوب ليخبرهن أنه "بيحبك أوي".

أما أنا، فأرتدي سويت شيرت أبيض، وتفوح من يداي رائحة لوشن الفراولة والحليب، وأجلس على أرض الشرفة بجانب كوب الشاي، وأكتب لكم حواديتهن، لأنني شخصياً أعرف أنه في مكانه أياً كان، بيحبني أوي.



........إنجي إبراهيم.......



السبت، 10 أغسطس 2013

عن السكر




هاتفتني منذ بضعة أيام لتخبرني أن "أنا بقرأ أرز باللبن لشخصين.وافتكرتك عشان انتي قلتي مرة ان انتي جوة الكتاب دة..فقلت اكلمك اسأل عليكي"

لا أذكر أنني وصفت الكتاب بأنني بداخله، كل ما أذكره أنه كتاب يحوي "كتابة حلوة" ودافيء جداً ومليء بالتفاصيل وغلافه عبقري.

أمسكت الكتاب اليوم لأكتشف لماذا قلت ذلك عن هذا الكتاب الذي قرأته منذ سنتين على الأقل، أقرأ أول نص وأجدها تتحدث عن الضغط الواطي وفارس الأحلام الذي يأتيها بالبطيخ البارد، والنص الثاني يتحدث عن خوفها.

والنص الثالث يتحدث عن الأرز باللبن، وكيف أن صناعته تتطلب الحب ضمن المكونات، تشرح لنا كيف نصنع الأرز باللبن كي نتشاركه مع حبيب في طبق واحد وملعقتان، وأجدني - ياللهول - أضع خطاً تحت العبارة التالية "دائماً يأتي السكر في النهاية وبعد طول انتظار، وكلما هدأت النار من تحته كلما زادت حلاوته"

والأغرب أنني كتبت بقلم حبر أزرق جوار تلك الجملة أن "الصبر لا يولد الانفجار..بيولد السكَر"

لا شيء يحدث صدفة، كل شيء يحدث لغرض ما، فما الغرض من أن أضع خطاً تحت جملة في كتاب منذ سنتين على الأقل وأكتب بجانبهم بالحبر الأزرق تلك الجملة لآتي الآن بالذات لأقرأها؟؟

من فترة وأنا تراودني فكرة كتابة رواية عن فتاة اشترت كتاباً قديماً، وأعجبتها الجمل التي وضع المالك القديم للكتاب تحتها خطوطه، أحبته عبر الصفحات وقررت أن تبحث عنه.

لم يكتمل مشروع الرواية، بل لم يبدأ من الأساس، وأجدني الآن أواجه خطوطي الخاصة في كتاب أملكه يحدثني عن الصبر والسكَر والأرز باللبن والحب.

والأدهى أنني لا أستطيع أن أكتب عن هذا لأنني نسيت الكتابة، أتعثر في تركيب الجمل وتضيع التعبيرات من ذهني ولا أقوى على كتابة نص متماسك.

لا أستطيع أن أكتب عن قطع البازل، ورفاق الروح، والسلاسل الفضية، تضيع مني الكلمات ولا أحدثكم عن السكَر.

ربما لا أستطيع الكتابة لأنني نسيتها، وربما لأن الكلمات تخرج أحلى كلما هدأت النار تحتها.


......إنجي إبراهيم........