الاثنين، 25 فبراير 2013

لو تعرفي



المشهد الأول / نهار داخلي


يمسك بيدها عبر الطاولة فتنظر له باستغراب، يبتسم ويهرب بعيناه ليتمكن من الكلام، يخبرها أنه خسر كثيراً عندما لم يسمح بالتيار الإنساني أن ينتقل عبر يده لجسدها، تبتسم وتطلب فنجاناً من الشاي.

يبتسم، يعرف أنها طلبت الشاي لأنه يحبه، لازالت تتذكر ما يحبه، يتشجع ويضغط على كفها في كفه، يأتي الجرسون فيمليه الطلب ثم ينظر لها ويبتسم، تنظر له لحظة ثم تنظر للجرسون و "لو سمحت غير الأوردر بتاعي..خليه نسكافيه بلاك"

تنظر في هاتفها المحمول، يسألها "فاكرة؟" ، تنظر له متسائلة ثم تبتسم متذكرة.

المشهد الثاني / Flash back

"ومستحيل الحلم ممكن يتولد من غير وصال بين البشر"*
Message sent

- ورد على رسالتك؟؟
- ما انتي عارفة انه بيتكسف.
- بيتكسف؟؟ جتك وكسة.

تخبرها أنها تحبه، تحبه إلى حد أنها لا تطلب مقابل لهذا الحب، تلك الكهرباء التي تسري فيها عندما تكون في مجاله، تحبه و

- أنا بحس اني لو لمسته هتكهرب.
- تتكهربي؟
- آه..لو لمسته هتكرهب

تبعث له بالرسالة كثيراً، لا يرد عليها عادة، يتعلل بانشغاله أو بأنه لا يجيد الرد على الرسائل، تخبره أنها تبعث له بجملة من أغنية يحبها، يمكنه هو أيضاً أن يبعث لها بجملة من أغنية تحبها، يخبرها أن "إن شاء الله المرة الجاية"

وتأتي ال"مرة الجاية" ولا يرد على الرسالة، حتى اقتنعت أن تلك هي دعابتهم الخاصة، تبعث له أن "مستحيل الحلم ممكن يتولد من غير وصال بين البشر" ولا يرد هو على الإطلاق.


المشهد الثالث  / نفس لوكيشن المشهد الأول

يقبل يدها، تشهق ثم تبتسم، تلك من اللحظات القليلة التي تتجلى فيها قدرات الزمن السحرية، هي ببساطة لم تشعر بالكهرباء التي كانت تظن أنها سوف تشعر بها.

- كنت فاكر انك هترجع تلاقيني لسة بحبك من غير شروط؟
- مكنتش فاكر حاجة ولا كان عندي أي توقعات.
- فاكرة رسالتك؟؟ ممكن تديني نمرتك الجديدة عشان ابعتهالك انا المرة دي؟؟
- الرسالة..مممممممم

تستأذنه وتنهض، تمسك بهاتفها وتبعث له برسالة، يلتقط هاتفه بلهفة ويتوقع أن تكون هي ويفتح الرسالة.

"ومستحيل الحلم ممكن يبتدي أصلاً..ربنا يوفقك"


........إنجي إبراهيم.........

هامش: الجملة المستخدمة في الرسالة ذات علامة ال* من أغنية بعنوان "لو تعرفي" لعلي الحجار وهو نفس العنوان المستخدم للتدوينة.

الأحد، 17 فبراير 2013

بعثرة


أرجوك تحملني فأنا أعاني من عطب بالذاكرة، يقول زملائي هنا أنني تلقيت ضرب عنيف نتج عنه تكسير في أطرافي مع تشويش ذاكرتي الواضح.

تناوشني أحياناً ذكريات أنه كان لي أصدقاء، بالتحديد فتى وفتاة سمراوان، أتذكرهم أحياناً ثم تغيم الذكرى من جديد، زملائي هنا يقولون ألا جدوى من التذكر فلن يعود صديقاي وفي كل الأحوال لن أراهما مرة أخرى.

أتذكر الفتاة ضاحكة، أحياناً عابسة، يجيء لي وجه الفتى مستبشر وأحياناً يزورني وجهه متجهم. أتذكر أنهم استأمنوني على أسرارهم، لمس يدها في حضوري وهمست هي لي بأنها تحبه.

تأتيني في ذكريات ضبابية رائحة سجائره، ورائحة عطرها، أتذكر أنها أخبرته مرة أنها تحب رائحة يديه عندما تكون أصابعه مشبعة بالنيكوتين، وأتذكره يخبرها أنه يحب روائح عطورها.

أفتقدهم، حتى شجاراتهم العنيفة، أفتقدها، أفتقد تلبد الأجواء بينهم بالغيوم ثم مطر الضحكات عندما يصفو الموقف بينهم. كانوا حقيقيين جداً وكنت أحبهم فعلاً.

لا أستطيع أن أتذكر أسمائهما، أتذكر تربيتات الفتاة على جسدي وتعامل الفتى الرفيق معي، يا إلهي ليتني أفقد ذاكرتي نهائياً حتى لا تعذبني الذكرى الغائمة.

أرجوك تحملني في كلماتي المبعثرة، فأنت لا تقابلني يومياً، إستمع لشكوتي ربما أمكنك أن تقابل الفتى والفتاة في الطريق يوماً ما فتخبرهم أنني أفتقدهم وأنهما الشيء الوحيد الذي أذكره مما قبل الحادث.

من أنا؟؟ أنا منضدة خشبية أحمل رقم ثلاثة كنت أسكن في المقهى الذي يرتادانه قبل أن يقوم صاحب المقهى برميي وزملائي في المخزن بعد تكسيرنا ويستبدلنا بآخرين.
..........إنجي إبراهيم..........

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

ملقط فضي متواطيء




تمسك بالملقاط..
تنزع شعرات عن أعلى شفتيها..
تدمع عيناها..
تبتسم..

تنزع شعرة أخرى..
تسقط الدمعة وتلمع أخرى..
وتبتسم أكثر..


تهمس لصورتها في المرآة "أنا مش عايزة اعيط..أنا بشيل الشعر الزيادة بس"..
وتبتسم ..
وتمسح الدمعات..

وتواصل انتزاع الشعرات بملقاطها الفضي.

.......إنجي إبراهيم.........