الخميس، 29 سبتمبر 2011

كريليان


على سبيل المفتتح/

تقف أمام المرآة، تضع طلاء شفاه أحمر صارخ وطلاء أظافر أحمر صارخ، تلتقط حقيبتها الحمراء وتدس قدميها في الحذاء الأحمر ذو الكعب العالي وتغادر صورتها المرآة.

على سبيل المفارقة (1)

جارتنا هي، لا أعرف عنها الكثير ولكنها تبدو اليوم مختلفة بعض الشىء، ربما مشرقة أكثر من المعتاد، حتى مشيتها مختلفة، تتهادى كما لو أنها تصفع وجه رجولة العالم، تتمهل في الخطو كأنها تستمتع بأنين الأرض تحتها، فرحة بنفسها كما يبدو. على أي حال أنا لا أناقش حالتها النفسية، أنا فقط أسجل أنها نجحت في إثارتي.

على سبيل المداخلة/

لكل منا هالة كما يزعم الأخ كيرليان، الهالة الحمراء تعبر عن القلق المفرط أو العصبية الزائدة، ثم ماذا؟؟ هل سيفهم أي من معتوهي الشارع ما أعنيه؟؟ كل ما في يصرخ باللون الأحمر ولا أحد يهتم، لا أحد يفهم.

نبضي يتسارع بصورة جنونية، لا أستطيع التنفس تقريباً، لابد أن هالتي الآن حمراء تماماً، أحاول تنبيههم، إرتديت كل ما يمت للأحمر ولم يهرع أحد لنجدتي. لا يجب أصلاً أن يهرع أحد ما لنجدتك، فلا أحد يعرف كريليان.

على سبيل المفارقة (2)

متعجرفة، هي إذن إحدى الزبائن "الأليطة"، تضع سماعات مشغل الموسيقى في أذنيها وتنظر خارج النافذة، على الأرجح تعتبرني "خدام أبوها" لمجرد أنني سائق تاكسي، في الأغلب لن تناقشني في الأجرة "عنتظتها" سوف تمنعها.

تطلي أظافرها بلون زاعق، كل المغرورات فتيات استعراض في الأصل، يداها شهيتان في اللون الأحمر، شفتاها أيضاً، والكعب العالي يعد بالكثير، لا أطمح حتى فى التحرش بها، فقط أنا أسجل أنها نجحت في إثارتي.

على سبيل التنفيس/

لكل منا هالة، وهالتي اليوم هي -بالتأكيد- هالة حمراء بالكامل، لو فقط يد واحدة تربت على قلبي الذي ينتفض بعنف، لأمكنني أن أتنفس قليلاً، كل الألوان الصارخة لا تستطيع تغيير مودي إلى الأفضل، أحتاج أن أصرخ وليذهب كيرليان وهالاته والمود إلى الجحيم.

على سبيل المفارقة (3)

عملي يحتم علي الابتسام، أبيع العطور والساعات والإيشاربات للفتيات، تلك الفتاة ذات الكعب العالي والتي ترتدي الكثير من اللون الأحمر غريبة، وضعت في سلتها الكثير من زجاجات "السبراي" و سوائل تعطير الجسد، مبالغ فيها فعلاً، أمثالها لابد ألا يكن لهن شخصيات محددة، لابد أن تختلف في كل مرة تشمها فيها، على أي حال لا يهم فأنا على الأرجح لن أراها مرة أخرى، فقط أنا أسجل أنها نجحت في إثارتي.

على سبيل الخاتمة/

تدخل صورتها إطار المرآة، تزيل طلاء شفاهها بمنديل جاف، تبلل ما تبقى منه بال"أسيتون" وتزيل طلاء أظافرها، ترتدي جلباب أبيض وتمسح دموعاً وهمية كانت على وشك السقوط وتغادر صورتها المرآة.


..........إنجي إبراهيم...........

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

هدايا

"صوتك
لأردد مع صداك
أحبك"

يمكنني أن أقولها دونما مساعدة، لكن عندما تتمسك الكلمة بصوتك يكن لها وقعاً آخر، وقتها أوقن أن صوتك خلق -فقط- لأردد أنني أحبك।
......................
"عيناك
لأراني
دونما مرآة"

يمكنني أن أراني عبرك، وأن أراك جيداً جداً خلال مصباحاك العسليان، تحاول رموشك الطويلة تلك أن تخبي ما تستطيعه ولكنها تفشل معي، تتحول أنت لكائن بريء جداً يخجل من نظر الناس خلاله، وأتحول أنا لساحرة شريرة تتكيء أكثر على بسمة العينين رهاناً على طيبة تفضحها ابتسامة خجلى ومرآة لا تعرف كونها مرآة।



....................
"كي لا يغترب في سريرنا قمر
شعرك
رموشك
شامتك"

أحب ألوانك الصريحة، تلك التي تعفيني من استنتاج التلميحات الخائبة، التلميحات للضعفاء الخائفين، للذين لا يعرفون ذواتهم والذين يخافون من أن يكونوا، التلميحات لأولئك الذين يعرفون عن أنفسهم الخسة ويتركون باباً موارب يهربون منه عندما تحين اللحظة।

أما أنت، فلن يغترب في فراشك قمر، ألوانك صريحة، لن يبحث القمر طويلاً عن ليل يلمع خلاله، شعرك، رموشك، شامتك سوف تهديه، يكفي القمر وضوح الليل كي يلمع।
..................
"دفء يديك
لألمس روحي"

قالوا لي مرة أن ذوي الأيدي الباردة تكون قلوبهم دافئة بالحب، خطأ على طول الخط، من يحب/يهتم حقاً، سوف يمنح قلبه الدفء ليديه، لن يتمزق بين دفء قلبه وبرودة يديه، دافىء أنت، دافىء جداً ولا تترك شيئاً للاحتمالات، دفء يديك يهديني لمكمن الروح داخلي، أعرف أين هي عندما أشعر دفئك يتلمسها।


...................
"خطوتك على الأرض
ليستحق عودتي ترابها"

تكلموا كثيراً عن الوطن، ولكني وحدي وجدته।


.........إنجي إبراهيم............

* العنوان هو عنوان قصيدة لسوزان عليوان من ديوان "ما يفوق الوصف"
* الجمل بين الأقواس فيباية كل مقطع هي مقتطفات من ذات القصيدة।

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

مناجاة


تفكر أن الصداع هو عدوها الأول بعد المغص مباشرة، تكره الصداع وتكره كل مسبباته، تتذكر أن آخر مرة أصابها الصداع كانت بصحبته، تبتسم وتخبر نفسها أنها لا تكره كل مسببات الصداع، بل ربما تحب بعضها.

تضع يدها على قلبها للتأكد أن ليلة القلق لم تأكله بالكامل، ترتضي خسائر الليلة، صداع وأرق وكوب نيسكافيه يبتسم بوجهها صباحاً ومكالمات لا تتم.

ترتشف النيسكافيه في صمت وتتسائل، كيف أمكنه أن يقضي الليلة دون أن يطمئنها؟؟ تريج رأسها على مسند المقعد عل الصداع يسقط على الأرض فتدهسه في غل، أو تركله حيث يوجد هو لتعاقبه بنوبة صداع مؤلمة على ليلة قضاها بعيداً جداً ودون أن يطمئنها حتى.

تتراجع عن قرار تصدير الصداع له، لا يمكنها أن تؤلمه عنوة، ربما تتفاوض مع الصداع وتقنعه أن يذهب مع ماء الحمام اليومي البارد مشيعاً بامتنان كبير أنه وافق وتخلى عنها، وفي سبيل تنفيذ الاقتراح أمسكت بالهاتف ولم يرد مرة أخرى، فلم تستطع أخذ الحمام اليومي واكتفت بمواساة النيسكافيه الصامتة.

تفكر في صيغة مناسبة تستجدي بها الكائن الذي يقطن مخها ويصر على الأزيز، تسب الصداع في سرها بألفاظ مخجلة، وتلعن القلق آلاف المرات، تقرر أن تكتب له خطاباً حتى ولو لم ترسله تخبره فيه أنها تكره الصداع وأنها تكره القلق، تخبره أيضاً أنها ترى بمنتهى المنطقية أنه إبنها وأنها لها كل الحق أن تقلق عندما يختفي لما يقارب العشرين ساعة، تقرر أنها سوف تطلب منه في الخطاب أن يخبرها بوضوح ما إذا كان قلقها يضايقه، سوف تطلب منه أن يقرر مدى رغبته في أن يطلب منها أن تكف عن أن تحبه بهوس، سوف تسأله عن رغبته في أن تكف عن القلق عليه والخوف من أجله وأن يطلب منها ذلك بصيغة واضحة.

تقرر أنها سوف تخبره في الخطاب أنها مستعدة أن تكف عن القلق، وعن الهوس، وعن الصداع، بشرط أن يكف هو عن أن يكون سببها الوحيد المنطقي للحياة على الكوكب، تقرر أنها سوف تخبره أنها لن تهتم بعد الساعات التي لم تستمع لصوته فيها بشرط أن يمنح الدفء لصوت الكون حولها وألا يحتكر كل الاطمئنان وحده، سوف تخبره أنها سوف تكف عن أن تكون أمه عندما يكف هو عن أن يكون طفلها البكر.

تكمل كوب النيسكافيه وتفكر في ألفاظ أكثر سوقية لتسب بها الصداع، يرن هاتفها وترى إسمه، تمسك بالهاتف وتنصت لصوته على الجهة الأخرى يشرح أسباب اختفائه، تنهي المكالمة وتكتب الخطاب، تنهي كوب النيسكافيه وتعيد قراءة الخطاب مرة أخرى لتجد جملة واحدة تحتل الصفحة، تبتسم وهي تقرأ أنها -فقط- كتبت له "وحشتني يا شرير".



........إنجي إبراهيم...........

السبت، 10 سبتمبر 2011

فنجان البوح




يمكنك أن تكوني قارئة فنجان، فقط سوف تحتاجين فنجان قهوة فرغ لتوه من ارتشافه، وخيال واسع، مكان هادىء ذو أريكة وثيرة، ورجل تحبينه حقاً।



سوف تستطيعين قراءة الفنجان، فقط إذا آمنتي بأن من شاركك قهوتك والأريكة، هو شريكك في القلب والروح والحياة، سوف ترين وقتها الفنجان يفصح عما به دون أدنى مجهود من ناحيتك، فقط انظري جيداً ناحية المكان الذي لامس شفتيه، ركزي قليلاً وسوف ترين بعض الحروف الهاربة من قلبه وقد سقطت منه أثناء ارتشافه للقهوة واستقرت فى الفنجان।



حاولي أن تسترقي السمع لهمسات سر بها لبقايا البن في فنجانه، سوف ترين أحلاماً ذات لون فاتح تتدثر بلون البن الغامق حياءاً من الإفصاح، إقرأي الفنجان في صمت واستمعي جيداً لما يريد قوله، ربما ترين مشروعاته المستقبلية واضحة فى فنجانه، ربما ترين قبساً مما هو قادم لكما معاً، لا تهملي النقوش الصعبة فربما ذلك النقش أو ذاك يخبرك بما ود لو وضعه في قلبك دون كلام।



يمكنك أن تصيري قارئة فنجان، فقط إذا استطعت أن تتعلمي منه أن تفرقي بين أنواع البن المختلفة، وأن تحكمي على مدى احترافية من صنعها، يمكنك أن تتكني من قراءة الفنجان إذا طاوعتيه وأطلقتي العنان لكل ما تم تأجيله عمر كامل وتبعتيه لأرض جديدة ومشاعر لم تختبرها قبلك -قط- فتاة।



يمكنك أن تصيري قارئة فنجان، فقط إذا وجدت من تطمئنين أنه باق وأنه لا يبذل جهداً في حبك لأنه -بالفعل- صادق جداً، يمكنك أن تقرأي فنجانه بسهولة إذا أنت أعطيتيه المساحة الكافية ليبوح، وسوف يتواطىء معك الفنجان إذا أحببت صاحبه بصدق।



الفنجان -يا عزيزتي- لا يخون صاحبه، فلا تحاولي أن تقرأيه دون أن تكوني مقتنعة تماماً أن شريك القهوة والروح والابتسامة هو قلبك الذي تأخر كثيراً ولكنه لم يضل الطريق، لن يعطيك الفنجان ثقته ويبوح إلا إذا آمن جانبك على صاحبه ذو العينين الصافيتين والضحكة البريئة।



يمكنك أن تصيري قارئته المفضلة إذا أنت فقط استطعتي أن تفكي شفرات قلباً نجح في أن يظل نقياً قرابة الثلاثة عقود، لن يجهدك فنجان الرجل الذي لازال لا يستطيع الكذب بعد حياة كاملة، لن يجهدك فنجان رجلاً يصر أن تشاركيه تفاصيله ويجتهد أن يغرق في تفاصيلك قدر الإمكان، لن يجهدك فنجاناً لرجل نجح أن يبهرك دون أن يرى أن تلك معجزات حقاً، لن يجهدك فنجان رجل عفوي يضحك فتضيق عيناه وتشرق الشمس حتى في مكان مغلق।



يمكنك أن تقرأي الفنجان بسهولة، فقط -يا عزيزتي- إذا أنت أحببت رجلاً بحق।




..........إنجي إبراهيم...........




الجمعة، 9 سبتمبر 2011

أبجدية إبداع عفوي..وأشياء أخرى



حسناً، فازت تدوينتان لي في كتاب أبجدية إبداع عفوي، لا أستطيع الكلام أكثر عن الكتاب ولا يمكنني أن أتحدث عن المجهود الخرافي الذي لن تصدقه ما لم تره والذي بذلته لبنى أحمد نور، تلك الفتاة البنفسجية الشفافة ذات الأجنحة التي تخفيها جيداً عن أعين الفضوليين أمثالي، تلك الفتاة التي أصررت أنا ألا أضيفها صديقة على "فيس بوك" حتى لا أتيقن أنها كائن بشري مثلنا، حتى تظل في مخيلتي صديقة أسطورية قادمة من عالم تستطيع فيه الفراشات أن تستخدم أجهزة الحاسب الآلي وأن تبذل مجهود خرافي حتى يخرج كتاب يضم خمسة وثمانون مدوناً شاركوا بتدوينة أو أكثر يضمهم كتاب إلكتروني رقيق يحمل بصماتها وحروفنا، شكراً لبنى، شكراً بحجم كل مرة يقين أهديتيها لي من على هذا البعد، شكراً لأنه لازال فى الكون من هم مثلك।

أبجدية إبداع عفوي، ذلك المشروع الذي أفخر بأنه يضم حروفاً كتبتها لوجه البوح لا أكثر، كلمات أخذت من روحي أجزاء لتخرج وتتشكل أسطراً يمكن قرائتها، أجزاء مني أفخر أنها حق لها أن تتحد مع أجزاء أخرى لتشكل حلماً يولد من رحم الصعب ليعاند।


أبجدية إبداع عفوي، يلخص كيف يمكن لنا أن نحلم، كيف نمكن أن نعيش جانبنا الطاهر ونمارس النقاء على نطاق واسع، داخل الكتاب لن ترى الوجه الذي يصرخ فى العمل، ولا الوجه الذي يعبس فى المنزل، ولا ذلك الوجه القبيح الذي يرد إساءات الحياة، سوف ترى حروفاً قررت أن تتحرر من قيد الواقعية القبيح، ربما هناك نصوصاً كتبت عن ذلك الواقع، ولكنها كتبت بجمال، برقي، وبمنتهى الرقة।


أبجدية إبداع عفوي، كتاباً يلخص كيف يمكن لك أن تحلم، وألا تتنهد فى نهاية حلمك، بل "تفتح اللينك وتحمل الكتاب وتقراه، وتبتسم"।


ملحوظة: يمكنك الضغط على الصورة المرفقة للذهاب لصفحة الكتاب، وربما تحميله إن أردت।

.........إنجي إبراهيم...............



السبت، 3 سبتمبر 2011

قابل للقسمة




يسألها عن شكل حياتها قبله فتجيبه بتلقائية "مفيهاش رجالة"


................................................................
يتقاسمان كل شىء حتى جمل الحوار والأحلام، حتى توقيت الحلم يتشابه، يصحو ليخبرها أنه حلم بها لتهتف أنها أيضاً حلمت به أو العكس।


"فى الحلم خدتى إيدي حطتيها على قلبك وقلتيلي كنت هنا، وهتفضل"


...............................................................


يتقاسمان كل شىء، حتى جمل الحوار والأحلام، والروايات، اختياراتها له تجعل أيام السفر أقصر، واختياراته لها تجعل أيام الانتظار أقصر


"في الحلم خدت إيدك حطتها على قلبي وقلتلك انه بيدق، وضحكت جامد"


................................................................


يتقاسمان كل شىء، حتى جمل الحوار والأحلام، والأسئلة وعندما سألته عن حياته قبلها أجاب "كانت تجارب وانتي النتيجة"।



.........إنجي إبراهيم............