الاثنين، 30 يناير 2012

لف وارجع تاني


ملخص ما حدث أني خدعت (بضم الخاء)، حسناً ماذا إذاً؟؟؟ لن أملأ الدنيا عويلاً صارخة من القفا المحترم الذي اتلسعته على قفايا بمنتهى الثبات.

أنا خدعت (بضم الخاء) أوكاي، لف وارجع تاني، هكذا، بمثل تلك البساطة، لف وارجع تاني، لن أشوه صورة أحد، لن أشهر، لن أتهم، لن أتدنى. فقط سوف ألف وارجع تاني.

سبعة أشهر من عمري، والكثير من المشاعر المستنزفة واللحظات الجميلة، سبعة أشهر من عمري يمكنني أن أستبدلها بهداياه الكثيرة وأقنع بتلك الترضية، فقط سوف أتخلى عن قنينة العطر الصغيرة لأنها تذكرني بالقفا بشدة وحدة.

أنا خدعت (بضم الخاء) وكان غيري أشطر كثيراً وخدع أيضاً، ماذا إذاً؟؟ لا يفيد البكاء على اللبن في البسكوت، فقط سوف أتظاهر أن نصوصي في الفترة الأخيرة لم تكن موجهة له تحديداً وسوف أتظاهر أنها من وحي خيالي الخصب.

أنا خدعت (بضم الخاء) ولذلك لن أتخذ أي إجراء ولن أتقمص دور المعددة ولا الأرملة ولا تلك الفتاة التي استيأست فيأسها الله.

أنا خدعت (بضم الخاء) ولذلك سوف ألف وارجع تاني.

بس كدة.


......إنجي إبراهيم.......

السبت، 21 يناير 2012

لدغات حسن كمال




انتي قريتي كشري مصر؟؟
لا والله

عمرو إديني الكتاب دة اقراه "كشري مصر"
لا يا إنجي بطلت اسلف كتبي لحد

إنجي..انتهزي فرصة ان معاكي فلوس وروحي ديوان اشتري لدغات عقارب الساعة
فلوسي خلصت

في قصة فى المجموعة اسمها حيثيات دفاع "وحكاهالي بحرفنة"
حلوة أوي

إنجي..أنا جبتلك لدغات عقارب الساعة..ونسخة موقعة من دكتور حسن كمان
صمت رهيب كالعادة

تلك كانت ملابسات تعرفي على كتابة حسن كمال، حصلت في النهاية على نسخة من "لدغات عقارب الساعة"، تلك المجموعة القصصية التي لن تصدقها ما لم تقرأها.

حسن كمال – من وجهة نظري – يكتب من قلب الشارع، كل أبطاله لابد أن تكون قابلت أحدهم يوماً ما، كل قصصه لابد أنك عايشت طرفاً منها ولم تنتبه، يكتب من قلب أسفلت الشوارع ومصابيح البيوت، كاتب يستخدم خياله في عجن الحكاية، يلتقط طرفها من الشارع ويغدق عليها خيالاً يجعلها تمسك مس رفيق.

قرأت المجموعة المكونة من اثنان وعشرون قصة قصيرة في يومان فقط، إقتطع منهم دوام العمل وساعات النوم وشرب النسكافيه والعراك فى المواصلات ومقاومتي للريجيم وانتصاري على الطعام وانهزامي أمامه في لحظات أخرى ومكالمات الهاتف ليتبقى بالتقريب ساعة ونصف التهمت فيهم الكتاب على مرتان.

أعتقد أنني قرأته في أفضل ظروف تتماشى معه، وسط الناس، في المواصلات العامة، أنهي القصة وأتطلع في الوجوه من حولي لأحاول تبين أيهم هو الأب الذي كتب مذكراته وأنهاها بأسماء أبنائه، أيهن تلك السكرتيرة التي تعاني من المسمار في كرسيها، أين ذلك الأب الذي يلتقط صورة إبنه في أول خطوة، من ذلك الحفيد العبقري الذي دار مع بائع الروبابيكيا لاسترجاع صندوق جدته.

أصدقك القول، كنت أراهم أحياناً، يمكنك أن تجد بسهولة "سعيد" الذي قال عنه حسن كمال أن حقوقه كلها مسلوبة، حتى حق الاستمتاع بزوجته في النور، وأن ترى شاب البنزينة الكادح الذي يغلق قلبه على قصة حب كانت كل حيثيات دفاعه فيها الحب وحده.

لم يستخدم حسن كمال فى المجموعة خياله لإثارة غيظي بنهايات سعيدة بلهاء، بل ظل يصفعني بقوة في كل قصة بنهاية محبوكة جداً وواقعية جداً علني أفيق وأمثالي.
حتى في القصص الفلسفية التي تناقش معنى ما، لم يغلفها حسن بكلمات فارغة أو مواقف خيالية، عندما ناقش في أحدى القصص كيف يرى كل منا الحياة / المعاني / التصرفات من منظوره الخاص، جعل القصة تتحدث عن فتاة تقتل صرصور. هكذا، بمثل تلك البساطة يأسرك حسن كمال بحرفنة قلما تجدها بين دفتي الكتب.

عناوين قصصه لها شأن آخر، ينتقي العناوين التي لا يمكنك أن تتخيل غيرها للقصص، دائما لي مشكلة كبرى مع العناوين، فإما عنوان يعدك بما لن تجده في النص، أو عنوان يظلم النص ويبخسه حقه. للحق رأيت في مجموعة حسن كمال عناوين تليق بالمحتوى، عناوين من الواضح تماما أنه بذل فيها مجهودا ولم ينتقيها بلا شغف.

أمكنني أن أطل على قلب حسن كمال خلال قصصه، يمكنك أن تستشف أنه أب جيد، زوج مقدر، إبن يحب والده بجنون. وضع حسن كمال عصارته في الكتاب، ذلك – من رأيي – هو مثال الكاتب الذي نقول جميعاً أنه يترك قبساً من روحه في كتابته.

في النهاية، أرى أن المجموعة من أرق ما قرأت مؤخرا، بساطة موجعة وعمق شفيف يغلفه لغة سهلة لا يتحذلق فيها الكاتب عليك.

لا يتحذلق للدرجة التي جعلتني أورد إسمه طوال المقال دون لقب دكتور مع أنه – بالتأكيد – يستحق.

بقى أن أقول أن المجموعة إصدار دار بوك هاوس للنشر والتوزيع بتكلفة خمسة وعشرون جنيهاً.


.......إنجي إبراهيم.......

الاثنين، 16 يناير 2012

فاتنة الغواية


"في البدء كانت الفتنة، عمدتها ساحرة القرية بطقوس الإغواء وألقت بها بينهم"

كانت الفاتنة بينهن، سمراء مكتملة، ناضجة لدرجة تثير الغيظ في قلوب السيدات، وتثير أشياء أخرى فى قلوب الرجال. كانت دائماً مرفوعة الرأس، بعضهم يقول أنها مغرورة، البعض الآخر يقول أنها طيبة، آخرون يقولون أنها ساحرة، وجميعهم يجتمعون على أن لها مذاق الشوكولا.

كل من فاز منها بقبلة تحت شجرة البيلسان يقسم بهذا، يقولون أن شفاهها تذوب تحت وطأة الحب، هي خلقت للفتنة والإغواء، كل من تأسره عيناها يطلب منها أن تكون ملكه، يقابلها في ليل القرية الحالك، لا يحكي أحدهم تفاصيل، فقط يقسم جميعهم أن لها مذاق الشوكولا، ويقولون أنها تذوب ثم لا يعودون للحديث إليها مجدداً.

"في العشرون أقاموا احتفالاً صاخباً، ساحرة القرية سوف تفصح عن نبوءات الجيل، كل من ولد منذ عشرون عاماً يجلس بالساحة، تدور بينهم متوكأة على عصاها، تقترب من بنت الغواية وتدمع عيناها"

السمراء الفاتنة حزينة، وساحرة القرية تعرف السبب، لم تفصح الفاتنة عن سر ليالي البيلسان، لم تخبر أحداً أن ليالي البيلسان كانت تعتصر الشوكولا من عروقها وتمنحه لعروق شركائها، في كل مرة تمنح رحيق الشوكولا لأحدهم يجد حب حياته، وهي حزينة، جميعهم يتركها بعد أن تسكب في عروقه السر. فقط يقدسون رحيقها ويذهبون، يحنون رؤوسهم عندما يقابلنها في الطريق تقديساً لها، وينجبون أولاداً كثر ويسعدون زوجات شابات يقدسونها بدورهن.

"سوف يزول الحب عن القرية – قالت الساحرة العجوز- لن تمنحيه مجدداً، أوشك المخزون أن ينفذ، سوف تتحقق المعجزة عندما يأخذك هو، كفي عن أن تمنحيهم الحياة واقبلي هبته"

مرضت الفاتنة السمراء، كف الفتيان عن الحب في القرية، ذبلت الشابات اليافعات ولم تجدن من يتزوجهن. كف رحيق الشوكولا عن التدفق في عروق القرية، وكادت شجرة البيلسان تذبل.

"في الليلة القمرية، سوف تتحقق النبوءة، إتبعيه – قالت الساحرة العجوز - ولا تترددي أن تتركيه يهبك ما أنفقتي العمر تهبيه"

في احتفال القرية الأخير بها خرجت السمراء الفاتنة المريضة معهم، لونها ذبل توسطتهم والعيون تنظر لها بوجل، من منحتهم السعادة والحب يبكون مرضها ويرددون أن لولاها ما عاشوا، ومن لم تمنحهم التعويذة يبكون مرضها لأنهم لم يلحقوا بالرحيق قبل أن ينفذ.

ذهبت لتودع شجرة البيلسان، فوجدته هناك، غريب لم تره قبلاً في القرية، سألها أن تتبعه لعالمه حتى تشفى، لم يكن يشبههم، كان يشبهها أكثر، أسمر له نفس لون بشرتها، تتشمم الهواء حوله فتجده معبق بالشوكولا، يخبرها أنه هرب من عالمه هو الآخر، يحكي لها حكايته التي تشبه حكايتها كثيراً، يسألها أن تتبعه لعالم ثالث لن يستنزفهم فيه أحد.

وافقت الفاتنة أن تتبعه، أمسك يدها عند شجرة البيلسان وقبلها، ذابت وذاب معها، إمتزجا معاً وسالا عند قدمي البيلسانة نبعاً للشوكولا يمنح القرية الحب للأبد.

" في البدء كانت الفتنة، وفي النهاية ذاب السكر عند سفح القرية وتركتهم الفاتنة ورحلت".


........إنجي إبراهيم........

*النص ضمن مشروع دون لصورة الذي دعا له الأصدقاء على فيس بوك وأعجبتني الفكرة كثيراً

*لينك الإيفنت على فيس بوك
http://www.facebook.com/events/174420579324944/