الأربعاء، 22 يونيو 2011

صورة



تأخذها تفاصيل صغيرة وتأسرها حركات بسيطة لا تلفت نظر أحد، ربما ابتسامة هنا، إيماءة هناك، ربما حتى اختلاجة شفاه أو ومضة عين لا محسوبة।


...............................................................
يريها صورة له، صورة لا تظهر حتى كل وجهه، صورة بروفايل كما يقول محترفو التصوير، لا يقصد شيئاً بها سوى أن يريها أصدقائه الموجودين معه، يخبرها عن تاريخ الصورة وذكريات هذا اليوم ويسترسل فى الكلام ويتوه وعيها تماماً عما يقوله ولا تعي حرفاً।


...........................................................


تأخذها تفاصيل البشر، ربما تحب أحدهم أوتكرهه جراء لفتة صغيرة، كلمة ألقاها دون قصد وأكمل كلامه، تختطفها تنهيدة توسطت الكلام أو هزة قدم، محاولة لتعديل وضع ياقة قميص، وربما تبهر أنفاسها تقطيبة تفكير لا تستغرق سوى ثلاث ثوان।


........................................................


يكمل كلماته ويحكيها عن كل واحد من أصدقائه محتلي الصورة، يسرد تاريخهم معه وتاريخه معهم، يتوقف ثانية عن الكلام فتعود هي لتخبره كم أن الصورة "حلوة"، يبتسم ويكمل كلمات ويستريح لمجاملتها العطرة।


يتكلم ويتكلم ويتكلم، ثم يتوقف ليسألها لماذا كل هذا الصمت، فتخبره ببساطة أن الصورة التي يتحدث عنها "حلوة"।


.....................................................
تتذكر شغفها بتفاصيل البشر وهي تستمع له وتنظر للصورة، تستغرق تماماً في مسكته للسيجارة ويده الأخرى التي تصافخ صديقه في حركة عفوية، حركة الأصابع الممسكة بالسيجارة جبارة، وضع اليد نفسها على مقبض الكرسي، يده الأخرى التي توضح مسكتها ليد صديقه في مصافحة شبابية جداً ما يحمله كل منهما للآخر، تجعيدة الجبهة الناتجة عن ضحكة صافية تكاد تسمع صوتها العالي يخرج من الصورة، تفاصيل جعلتها مشدوهة لا يمكنها إلا أن تثبت نظرها عليها وتملأ عينيها بتلك الصورة ال"حلوة"।


.....................................................


يصمت قليلاً ليشعل سيجارة جديدة، يلتقط ولاعته ويقطب ويخفض رأسه قليلاً، يزم شفتيه ليأخذ أول أنفاسها، يرفع رأسه ليجدها تبتسم، يبتسم هو الآخر ويلتقطان قدحي القهوة فى آن واحد، رشفة واحدة في نفس الوقت وصورة بروفايل تظهر عيناها مبتسمتان، وعيناه أيضاً।



.......إنجي إبراهيم..........

الخميس، 16 يونيو 2011

أكروفوبيا



"كان يتطلب النزول من هذا الارتفاع الشاهق أن تغامر وتقف على السور، الخطأ هنا يعني أن تسقط من هذا الارتفاع الشاهق، ترعبها الفكرة وتتجمد في مكانها بلا حراك.
..................................................................


عندما قرر أن يرحل، قرر أن يريح ضميره وألا تشغل باله مرة أخرى للأبد، فأخبرها أنه لم يعدها بأى شىء، قال كلاماً كثيراً يرتبط بالمنطق والعقل، كلام منمق يغري من يسمعه بالتصديق، ولكنه أفسد كل شىء عندما أخبرها بنبرة من يصدق نفسه أنه لم يعدها।


.................................................................


"تحاول مرات كثيرة الاقتراب من السور، تنظر حولها ولا تجد بشراً، حتى الجو محايد تماماً لا ضوضاء ولا شمس ولا برد، كل شىء صامت كما لو كانت تقف على شاهد قبر، تنظر للسور في رعب وتحاول أن تعتليه، يمنعها رعبها وتتراجع وتعمي عيناها دموع لا ينفرط عقدها"


..............................................................


لوهلة صدقته، واقتنعت أنه لم يعدها - حقاً - بشىء، شربت كلماته المرة فى كأس تعاطف مذهبة الأطراف، حاولت أن تناقشه وتخفف من وطأة الكلمات وكان ذلك لا يزيده إلا تصميماً على أن تشرب الجرعة كاملة، أخبرها أنه قرر أن يتركها وأنها سوف تتخطى الجرح بسهولة، ربما تعاني بعض الوقت ولكنها سوف تنجح بجدارة।


...............................................................


"الارتفاع شاهق جقاً، وهي مرتعبة حد التجمد، وأحدهم يقف بالأسفل لا هو ينتظرها ولا هو يمد يده لها، فقط يتململ من بطئها فى اتخاذ القرار، لا ينطق حتى وهي حائرة لا تعرف ما تفعل، تارة تجاهد نفسها على اعتلاء السور وتارة تعمي عينيها دموع العجز، تفكر في أن تجرب وتعتلي السور وتقنع نفسها أنها لو سقطت لن يأخذ الأمر دقائق حتى تلقى حتفها، ترتعب أكثر من فكرة الموت سقوطاً وتفكر في مقدار الألم الذي سوف تشعر به من الارتطام، تهدىء من روع نفسها وتحاول إقناعها أنها سوف تموت بالصدمة قبل أن تصل للأرض، تتراجع عن كل الأفكار وعن فكرة اعتلاء السور من الأساس، فالرعب أكبر منها।"
...............................................................

يخبرها أنها يجب أن تتخطاه، يخبرها أنه لن يكون هنا مجدداً وأنها بالقوة الكافية لكي تتخطى مروره في حياتها، لا يبرر أي شىء سوى رغبته فى التحرر، يقدس جناحا الحرية اللذان يملكهما ويسخر من جذور الانتماء الضاربة فى أعماق قلبها، لن يضيع وقته فى جني ثمار الجذور حتى وإن كانت الأرض طيبة، هو يفضل استخدام الجناحات حتى وإن كانت مكاسبها أقل، التعب في استنبات الأرض ليس عملاً يناسبه، وقد اكتشف هذا وقرر ألا يقاومه أكثر।


..............................................................
"تنظر حولها في محاولة الوصول لقرار، تقيس الأمور بعيناها وتتسائل إذا كان عليها أن تقضي باقي العمر فى الأعلى، فهي لا تستطيع النزول، ومن كان يتململ اتخذ قراره ومضى وبقيت هي وحدها، لا بشر هنالك كي تسألهم النجدة، المكان بالأعلى صلب ومغطى بالكامل بالأسمنت ولا سقف له يحميها، ولكنها لا تجد خيارات أخرى، فالرعب لا يجعلها قادرة على اعتلاء السور।"


..........................................................


يحرر جناحاه من عقالهما، ويتركها مع جذورها ويمضي، يخبرها أنه لن يأت لها بالمياه لترويها كما اعتاد، هو سوف يرحل للأبد وعليها أن تتدبر أمرها وحدها، تتخبط ولا تعرف كيف عليها أن تعتاد كل تلك القسوة، لم عليها أن تغزل له جناحاه من وريقات شجرتها ثم يستخدمهما في الرحيل، وكيف صدق أنه لم يعدها، وكيف صدقت هي ما كان।


......................................................


تصحو من نومها فزعة، تستغرق دقيقتين حتى تتأكد أنها فى الفراش، وأن هناك سقفاً يعلوها، تجول ببصرها فيما حولها فلا ترى أي أسوار عليها تسلقها، تضع يدها على قلبها الذي يخفق بعنف وتعاود النوم وتتجاهل أصوات الأجنحة التي تخفق بعيداً।







..........إنجي إبراهيم..........





ملحوظة : الأجزاء بين الأقواس، لقطات من حلم الأمس.



ملحوظة أخرى : أكروفوبيا هو الإسم العلمي لرهاب الأماكن المرتفعة وهو - باختصار مخل - رعب غير منطقي من الأماكن المرتفعة خشية السقوط فالموت।


ملحوظة أخيرة : أنا مصابة بالأكروفوبيا، وبشدة.

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

المريلة الكحلي



لازلت أستمع للمريلة الكحلي وأنا كلي يقين أن منير يغنيها لي أنا، وفي كل مرة أسمعها أتخيلني مرتدية مريلة كحلي وأمشي فى الطرقات والجو حولي ملون بالأبيض والأسود أرتدي حزام عريض على وسطي وأحتضن كتابان كما يقول فى الأغنية، يقيناً أعرف أنه يغنيها لي أنا مع أنني لم أرتدي يوماً أي مريلة كحلي।


أتذكر أننى ارتديت مريلة، صحيح أنها كانت ذات لون أزرق سماوي لكنها مريلة على كل حال، ولكني كنت صغيرة جداً ولم أتمكن من عيش حالة المريلة الكحلي فقد ارتديت المريلة ذات اللون الفاتح في أيام كنت فيها أشاهد سينما الأطفال يوم الجمعة وأحب دباديبو والذي كنت أعتقد أنه إبن ماما سامية، أيام كنت فيها لا أستمع لمنير ولا يملئني صوته بالشجن، أيام كنت أحب فيها أبلة فضيلة وأكره أحداث أربع وعشرين ساعة التي كانت دائماً تقطع فيلم السهرة।


منير يغني لفتاة المريلة الكحلي والتي عندما كنت في مثل سنها - لنقل فى الإعدادي مثلاً- مغرمة بدكتور أحمد خالد توفيق، وأشاهد نادي السينما وأرى أن جاسمين طه زكي مقدمة برنامج اخترنا لك هي التطور الطبيعي "للست الحلوة أم شعر طويل"، كنت أتابع حدث بالفعل وأكره صباح الخير يا مصر وشغوفة بكاريزما سمير صبري في أين تذهب هذا امساء।


لم أرتد يوماً مريلة كحلي ولكنني كنت أستمع يومياً لإذاعة الشرق الأوسط أثناء إعداد أمي للسندوتشات ولا زلت أذكر دعاء الصباح الذي كان يبدأ بيارب منغمة جداً يتبعها دعاء الصباح اليومي، أتذكر الصوت النسائي الذي كان يخبرني كل يوم أن "غمض عنيك وامشي بخفة ودلع" وأتذكر أنها كانت تقولها إمشي وليس وارقص بخفة ودلع।


كنت أقرأ بريد الجمعة مع أمي وأرى أن عبد الوهاب مطاوع هو "سوبر مان" الحقيقي وما دونه خزعبلات، كنت أقرأ رجل المستحيل وأحب أدهم صبري وأحقد على منى توفق بشدة "بجد مش هزار"، وأتابع مجلة علاء الدين ومن بعدها مجلة الشباب وأنتظر أن أقرأ إسمي فيها "لما اكبر وابقى صحفية"।


لم أرتد يوماً مريلة كحلي ولكني مقتنعة أن منير يقصدني عندما يقول "يعجبني توهانك فى أحلامك" ربما لأنني دائماً أحلم ودائماً أحلامي تجبرني على التوهان لأنها - فى الأغلب- غير قابلة للتحقيق، بالتأكيد يغنيها لي حيث أنني أعشق ارتداء الأحزمة وحيث أنني الفتاة الأكثر احتضاناً للكتب فى الحياة، ألا يقول منير فى الأغنية "يعجبني شد الخصر بحزامك، يعجبني أخدك للكتب بالحضن"।


ومع أنني تجاوزت مرحلة المريلة الكحلي بكل الصور والاحتمالات إلا أنني لازلت كما أنا أعشق أخد الكتب بالحضن।


ومع أنني كبرت كثيراً على ارتداء المريلة الكحلي إلا أنني كلما يزورني الهاجس أهمس لنفسي أنه ربما أصبحت قادرة فى يوم ما على ارتدائها "في الخباثة" عندما يكون لدي إبنة على وشك الدخول لمدرسة ثانوية ترتدي فيها فستان كحلي و سوف أتظاهر أنها مريلة وسوف أرتديها وأقف بها أمام المرآة وأتأمل نفسي وأنا "شمس هلة وطلة م الكولة"।



..........إنجي إبراهيم............

الاثنين، 13 يونيو 2011

السادس الأسود



كنت أنوي أن يكون هذا عام تصالحنا، وكنت سوف أعاتبك بمودة عما فعلته بي العام الماضي ثم أقبلك من جبينك وأصفح عنك للأبد، ولكنك أبيت إلا أن تحمل لي زلزالاً آخر।


شهر يونيو، أبغضك بشدة।



......إنجي إبراهيم..........

السبت، 11 يونيو 2011

صاحب الوعد




"حتى الهدايا وكانت كل ثروتنا، ليل الوداع نسيناها هدايانا"


.......................................................................



حسناً، قررت أن تخبره بأفضل الطرق للتخلص من هداياها، فهو يعرف أنها اختارتها بعناية ويجب أن يكون التخلص منها أسطورياً يليق بهيبة الموقف وجلال القلب الذي تتبع رغباته وأهداه أشياء أحبها منذ النظرة الأولى।




ربما عليه أن يجمع كل التذكارات الورقية، كالكتب والأوراق وكراسات الرسم ويمزقهم بنفسه، كي يليق مصيرهم بما حدث معها، يمزقهم بروية وليأخذ وقته تماماً فى التمزيق، لا يجب أن تكون القطع المتبقية كبيرة، يجب أن يلاقوا نفس مصير صاحبتهم فيجب أن تكون الأشلاء غير قابلة للتجميع مرة أخرى।



تلك الأشلاء لازالت تشغل حيزاً من الفراغ، صحيح أنها بلا قيمة ولكنها لازالت موجودة، كصاحبتها تماماً। حسناً والآن جاء وقت الخطوة الثانية، فلتشتر صندوقاً أنيقاً وليكن بأناقة موقفك ونبلك عندما قررت أن ترحمها من الانتظار الذي ينتهي عند نقطة اللاشىء، فلتجمع بداخل الصندوق أشلاءها، عفواً أقصد أشلاء الهدايا وتضع معهم كل الهدايا التي لا يمكن تمزيقها، يمكنك أن تكسرها قبل أن تضعها داخل الصندوق إن أردت।




أصبح الصندوق الآن جاهزاً للخطوة الأخيرة، الآن احضر ألوانك التي أهدتك إياها وأفرغ كل الأنابيب فوق بعضها، سوف تحصل على مزيج مبهج من الألوان، إخلطهم جيداً جداً وادهن بهم الصندوق، نعم إفعل ذلك وأنت تبتسم ألم تخبرها أنها سوف تكون أفضل بعد رحيلك؟ الصندوق بعد التلوين سوف يكون نسخة منها، فهو من الخارج مطلي بألوان مبهجة جداً وجميلة، يوحي بالشغف والفرحة ولن يعلم أحد عن الرماد والقطع المتكسرة بداخله، الآن الصندوق يشبهها।


............................................................



" شريط شعر عبيق الضوع، محرمة، ونجمة سقطت من غصن لقيانا"

تقرر هي الأخرى أن تتخلص من تذكاراته ولكنها لا يمكنها أن تخبره بذلك، تتخلص منهم هي الأخرى بطريقة تشبهه، فلابد من الدراما كما تعلم فى نهايات كل القصص وإلا لم حدثت من الأساس؟



تجمع تذكاراته كلها وتضعهم في صندوق، تغلقه جيداً وتخفيه عن أعين الفضوليين، هكذا نهايات تذكاراته تشبهه، جل الموضوع أنه سوف يتكتم القصة فى قلبه حتى تبلى।



.......................................................



" يا رحلة فى مدى النسيان موجعة، ماكان أغنى الهوى عنها وأغنانا"



الآن يمكن لكل منهم أن يبدأ من جديد، كل بما أحدثت فيه التجربة، الآن هي حرة، زاهية، ملونة بالكامل، لا يهم عن الرماد المحترق بالداخل ولا قطع الذكريات الحادة الحواف التي تنغرس فى الرماد فينزف وجعاً، المهم أن ألوان الصندوق تداري كل شىء، أما هو فيمكنه أيضاً أن يبدأ من جديد، هناك في عمق القلب قصة مخفية جيداً تحت ركام الأيام سوف تجعله أكثر حذراً، ذكرياته موضوعة فى صندوق في عمق القلب كلها سليمة بلا خدش واحد حتى يتمكن من المواصلة।


.........................................................
" يا صاحب الوعد خل الوعد نسيانا"



.........إنجي إبراهيم.............

الجمعة، 10 يونيو 2011

هذا الرجل أحبه -३-

ربما في حالتي تلك أكتفي بأن أقول لك "كل سنة وانت طيب" وأتبعها بلفظة "يا غالي" على سبيل المزاح السمج، أو أتبعها بلفظة "يا حبيبي" على سبيل أنه ليس لدي حبيب سواك في الوقت الراهن وربما للأبد، أو أتبعها بلفظة "يا أبي" إذا كنت أرغب بإضفاء بعض الدراما على الموقف، أو أكتفي بكل عام وأنت بخير على سبيل الاستسلام للاكتئاب।


كالعادة منذ أن حصلت على المدونة أحتفل بعيد ميلادك هنا، تلك هي السنة الثالثة كما أظن، ولكنها ليست كسابقاتها، فأنا اليوم منهكة لا أستطيع أن أخبرك أى كلمات رقيقة أو مزحات خفيفة، فقط أود أن أقول لك "كل عام وأنت بخير"।


بعد الوعكة الصحية الشديدة التي ألمت بك مؤخراً، أصبحت متخوفة من أن أفقدك تماماً، أعرف أنها ليست كلمات تقال فى يوم ميلادك ولكن أظن أنك تعرف أنها لم تكن وعكة عادية - قلبك يقف تلات مرات فى ساعتين يا مفتري - وأعرف أنك لست بذلك القرب ولكن كما أخبرك فى كل مناسبة أنت ساهمت في تكويني بشدة - أى نعم تكويني دة وجعني كتير بس تشكر على أى حال - وبالتالي لي الحق فيك، ولي الحق فى أن أتخوف من فقدك أنت الآخر।


دكتور أحمد، كل عام وحضرتك طيب، وخلي بالك من صحتك عشان خاطر ربنا।




...........إنجي إبراهيم..........

الخميس، 9 يونيو 2011

سقم




سقيمة، حلقي يؤلمني بشدة وكأن مرارة الفقد ليست كافية، جسدي ساخن جداً وكأن حرقة القلب لا تكفي كي أنتهى تماماً، واهنة وكأن قلة حيلتي ووحدتي فى مواجهة العالم قليلة।


لست تلك الفتاة البسكويتة التي يمكن أن يقهرها أى شىء ولكني أعرف أولوياتي جيداً جداً وعندما أفقد أهمها على الإطلاق لابد أن أنكسر، لا أستشعر حزناً من أى نوع، فقط ألم متواصل لا أعرف كنهه ولا أعرف متى سينتهي، جزعاً يعصف بروح قلقة بطبعها إفتقاد لكل شىء كان يمنحني سكينة وأملاً فى غد يمكنه بكثير من الجهد أن يكون أفضل।


لم أقض يوماً في حياتي كالأمس، ربما مرضي اليوم هو نتيجة طبيعية لاستنزافي لقواي في يوم لم أكن أتخيل أنه سيكون بتلك الصعوبة، ربما لم أتحمل كل ذلك الانفعال القهري فسقطت مريضة أهذي طوال الليل من سخونة يمكنها أن تأتي بأبشع الهلاوس، وقد كان أبشعها على الإطلاق أن يأتيني أحدهم فى الحلم وأصحو غير متأكدة ما إذا كان رحل حقاً أم أنه كان جزءاً من الحلم، فأصحو باكية وأنام مرة أخرى لأختلق فيلماً كاملاً أبطاله هم دنيا مسعود وجورج كلوني ولا تسألني عن الرابط العجيب بين الاثنين।


لازلت لا أعرف إن كنت قادرة على استكمال حملة التدوين اليومي، بل لا أعرف إن كنت قادرة على الكتابة مرة أخرى أصلاً، فالكتابة عن الإحباط والفشل فى الاحتفاظ بشىء لم تكن ضمن مشاريعي، ولست فارتر لأكتب عن آلامي فتحقق نجاحاً عظيماً।


فقط سوف أواظب على قول "الحمد لله" علها تشفي وسوف أدعو الله أن "اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها" علني أتعافى।


..........إنجي إبراهيم...........

الاثنين، 6 يونيو 2011

ويمكنك أن تسميها قصص قصيرة جداً




الزفرة الأولى


أخيراً جئت، وكعادتك البذيئة جداً فى إفساد قوالب الكيك برش التراب على وجهها، جئت وأنا غاضبة منك جداً فلم أستطع تذكر الحلم جيداً عنما صحوت


................................................................

الزفرة الثانية


لطيف، يحاول أن يكون، وأحاول أنا أيضاً بلا سبب منطقي فلا أنا أريده لطيفاً ولا هو يرغب فى أن يكون
...............................................................

الزفرة الثالثة


فجأة أصبحت أرق، ربما أدركت أنني لا أشكل تهديداً لمجالها الحيوي معه، وقد أضافت لقاموسها جملة مكونة من كلمتين أستمع لهما يومياً، فصباح الخير لم تكن بتلك السهولة قبلاً



............................................................

الزفرة الرابعة


قالت لها "الكتابة عاهرة" أومأت برأسها إيجاباً وأضافت بعد أن ارتشفت بعض الشاي السييء الصنع وأجابتها ببساطة "ومن قال أننا طاهري الذيل؟"



..........................................................

الزفرة الخامسة


قال لها "الغريب أن فيروز مع كل رقتها تبدو حزينة جداً، صوتها يقطر ألماً"، إبتسمت وقالت له "فعلاً غريبة"، وفكرت أنها حقاً غريبة فمن أين جائت فيروز بكل هذا الألم مع أنها لم تقابله من قبل؟



......................................................

الزفرة السادسة


تقول لها "إكتشفت إن الانتظار مش مرحلة، يعني ممكن تستني كتير أوي وبرضو ميحصلش حاجة"، وافقتها تماماً، ثم انتحرت



......................................................

الزفرة السابعة


تكتب له خطابات ولا تخبره أنها تكتبها، تضمر فى نيتها أنها سوف تسلمها له لاحقاً، تسألها صديقتها "لاحقاً دة اللي هو إمتى؟" تسرح قليلاً ثم تهز كتفيها وتخبرها ببساطة "لما يمشي"



...................................................

الزفرة الثامنة


يخبرها أن "أنا مش بتاع حد"، فتكره نفسها للأبد وتلعن كل "القرب المخرومة " التي ظلت تنفخ فيها ما يقرب من عمر كامل



..................................................
الزفرة التاسعة



تضع يدها على صدرها وتعد ضربات القلب وهي تنظر فى الساعة، عندما تنتهي الدقيقة تخبر نفسها أن "عموماً كدة كدة الدكتور كان واحشني"



................................................

الزفرة العاشرة


تكتشف أخيراً أن كل أقداح النسكافيه وأكواب عصائر المانجو وقطع الشوكولا لا تفلح فى إزاحة غصص الحلق، خاصة تلك الناتجة عن الخذلان





............إنجي إبراهيم..........

الأحد، 5 يونيو 2011

غنائم



أعتبرها أرزاق، أن تضحك لي إحداهن اليوم وتخبرني أن "بنت أختي حلوة، هي شبهك على فكرة" أو يعطيني زميلي بونبوناية إكلير تفجر وجعاً مفاجئاً فى ضرس يجعلني أكاد أجن ولا أستطيع الكلام لمدة ثلاث دقائق على الأقل، هي - فعلاً - أرزاق।


- لو حد ضحك في وشي فى الشارع بعتبره رزق، حتى لو معرفش الواحد دة।


منذ أن سمعته يقولها وأنا أيضاً أطبقها، وقد نفعتني كثيراً فى هذه الأيام القاحلة، واليوم أشعر أن غنيمتي كانت كبيرة فقد انتهى اليوم بعد أن منحني الله بونبوناية إكلير أعادتني للخلف خمسة عشر عاماً على الأقل حيث لا أشرار ولا التزامات ولا وجع عميق، وابتسامة من سيدة سمراء تخبرني كم أنني جميلة وأشبه بنت أختها، ورنة جديدة لهاتفي النقال منحتني شعوراً طاغياً بالسعادة البريئة ساعة أن سمعتها تدوي فى مكان عملي ووجدتني أهتف تلقائياً أن "أنا عايزة النغمة دي، ممكن؟"


وقت أن دوت النغمة فى المكان وجدوني كلهم وقد اتسعت ابتسامتى تلقائياً ووضعت يدي على قلبي وأشرقت ملامحي المرهقة فجأة، أطلقت النغمة الجديدة ضحكات صافية مع زملاء جدد لم يكونوا يعرفون أن زميلتهم الجديدة خرقاء لتلك الدرجة التي تجعلها تزهر بسبب مقطع من أغنية، نفضت عني النغمة الجديدة إرهاق اليوم وجعلتني أهتف مازحة معهم كلهم كأنما اليوم يبدأ من جديد।


بالتأكيد لست مخبولة ولكن أن تستمع إلى هاتفك يشدو كلما أراد أحدهم أن يستدعيك أن "يا شال الهوى غطيه، يا نسيم الأطبا داويه، وتحاسبي يا غربة عليه، بكيني وإضحكي ليه" هو حدث يستحق الاحتفال।


بالتأكيد يستحق الاحتفال.



.........إنجي إبراهيم.........

الجمعة، 3 يونيو 2011

إليه..متأخراً جداً



هل يمكن لشاب يلتقط صورة مع قطه الأليف أن يكون شريراً؟ بل هل يمكن لشرير أن يرسم ذلك التعبير الصافي المضحك على وجهه؟


أعرف أنه لم يكن شريراً قط، وأعترف أن أول مرة شاهدت فيها تلك الصورة انخلع قلبي وبكيته دون أن أعرفه، وأعرف أن كتابتي عنه تأخرت كثيراً ولكن الاعتراف بالخبال ليس مستحباً لمن تخطت سن الخامسة عشر من زمن بعيد ولم تعد مراهقة خرقاء يضفي عليها الهبل سحراً طفولياً، فاعترافي أنني أحب خالد سعيد ليس اعترافاً مرحباً به على الإطلاق لمن فى مثل سني।


فى أول مرة رأيت فيها الصورة - أيام كنت مهتمة بما يحدث حولي - صعقت وصدم ذهني سؤال ظل يتردد كثيراً، خالد مات، إذن ماذا عنها؟ تلك الفتاة التى حتماً تملك براءة تمكنها من جعل شاب يحب التقاط الصور مع القطط ويرتدي تيشيرتات صفراء ويرسم تعبيرات مضحكة بوجهه أن يحبها، لابد أنها رائعة جداً، ماذا عنها؟ بم تشعر بعد أن قتلوه ولم تتمكن حتى من النظر لجسده قبل الدفن لإنها سترى مسخاً مظلوماً حد الكفر، ماذا عنها؟ كيف تستطيع التأقلم مع فكرة أنه رحل غصباً، رحل ضرباً وظلماً، ماذا عنها؟


فى أول مرة رأيت صورته مع القط وقعت فى غرامه فى نفس اللحظة، أعترف الآن أن صورة خالد سعيد تجعلنى أبتسم حزناً كلما رأيتها كما لو كنت أرى صورة أحد الأحباء الراحلين، أعترف أنني أحتفظ لخالد سعيد بصورة على جهازي ضمن ملف يحمل إسم "أصدقائي" وأعترف أنني أضبط قلبي متلبساً بالدق بعنف كلما قابلت صورته صدفة فى الشارع أو على النت।


خالد، أعرف أنك لم تكن شريراً قط، أنا لم أقابلك قبلاً ولم أعرفك قبل أن تموت ولكننى أشعر أنك لم تكن شريراً قط، أنت شاب آخر طيب جداً قتلت حتى تبقى وسيماً للأبد، تلتقط صوراً مع القطط للأبد، أنت يا خالد كان لابد أن تظل ذلك الشاب هادىء الملامح "إبن الناس" الذي يظهر فى الصور।


خالد، أعترف أنني لم أقرأ لك الفاتحة من قبل، فى كل مرة أرى فيها صورتك أنشغل بدقات قلبي التى تتسارع عندما أراك وأنسى أن أتلو الفاتحة وأهديها لك، لكني أعدك أنني لن أنسى مجدداً।


خالد، هل تعرف أنني أكره كل الرسم الذي رسموه على كورنيش البحر؟ هل تعرف أنهم رسموا صورتك ضمن ضحايا الأحداث الأخيرة؟ هل تعرف أن تلك هي اللوحة الوحيدة التى أحبها جداً؟ هل تعرف أننى أحرص فى كل مرة أن أوجه عيناي ناحيتك كي ألقي عليك السلام؟


خالد، هل تعرف أنني سئلت كثيراً عن مكان دفنك كي أزورك؟ أتمنى أن أزور قبرك وأقرئك السلام يا خالد، أنت لست صديقي حقاً ولست من دمي، أنت حتى لست من نفس الحي الذي أقطنه، فقط صورتك نفدت لقلبي مباشرة।


أعرف أننى كففت عن التحدث فى الشأن العام من زمن، وقد كففت أيضاً عن متابعة الأخبار، وكففت أصلاً عن حب هذا البلد، ولا أتكلم هنا عن ملابسات قتل خالد سعيد، أنا فقط أتكلم عن شاب أحبه ولم أحظ بفرصة مقابلته، بل لم أحظ بفرصة حبه حياً ولا يعنيني فيم قتل ولماذا، ما يعنيني حقاً أن صورة خالد سعيد تصرخ بوضوح تام أن قتله كان فعلاً كافراً ولم يكن أبداً شاب شرير يستحق أى شىء سوى أن يظل يلتقط لنفسه صوراً مع قطه الأليف।


ربما لو كنت قابلت خالد حقاً ما كنت أحببته، وربما كنت سأشعر فقط بالغيظ لو لم أر صورته مع قطه الأليف، ربما فقط كنت سأشعر بالظلم وأنني أعيش وسط كفار ولم أكن سأحبه إذا لم يكن قد قرر يوماً ما أن يكون وسيماً جداً بريئاً جداً يلتقط صوراً مع قطه الأليف।


خالد سعيد، الله يرحمك।




........إنجي إبراهيم.........

الخميس، 2 يونيو 2011

شوكولا




لا، لا أقصد الفيلم من بطولة جوني ديب، وإن كان الفيلم يمس الموضوع مساً غير رفيق، فللفيلم نفس المذاق الساخن للشوكولاتة। على أى حال أنا أتكلم عن الشوكولاتة الحقيقية، ذلك الكائن الداكن السكري الساخن، رفيق لحظات الغضب والفرحة والشقاوة


للشوكولا عندي مكانة خاصة لا يمكن أن يتخطاها لها أي طعام آخر، لا أعتبرها طعاماً ولا آكل منها بكميات كبيرة فى المرة الواحدة، فقط قطع صغيرة تمنحني نشوة حقيقية وينتهي الأمر।


يمكنك أن ترى تأثير الشوكولا جلياً على وجهي، فهي من الكائنات التي لا يجب التعامل معها وسط الناس، ولا يحلو التعامل معها إلا وسط الناس أيضاً، فأنا أعتبرها سر بيني وبيني، تلك الضحكة الخبيثة التي ترتسم على وجهى لحظتها تقول لهم بوضوح تام، لن يصل أحدكم لما أستشعره ولن يفهم أحد لم تطل تلك النظرة من عيني।


أشبه الشوكولا، فأنا سمراء وهي بنية داكنة من نفس فئة اللون حتى وإن كانت بشرتها أغمق، الشوكولاتة مفرحة ومضرة وأنا أيضاً يمكنك أن تعتمد علي كثيراً ولكن غضبي قاتل وكرهي يجعلك تتمنى قتل نفسك عدة مرات متتالية، للشوكولاتة مذاق سكري رائع ولكنها تضر معدتك إذا أكثرت وأنا أيضاً أمنحك الكثير وعندما تحاول أن تستنزفني تغلق أبوابي دونك॥وإلى الأبد।


أشبه الشوكولا فلونها الغامق يجعل ظهور التشوهات بها أقل كثيراً من الألوان الفاتحة، وأنا أيضاً يمكنك ألا ترى الندوب على وجه روحي حتى إذا اقتربت، كافايين الشوكولا يمنحك الاسترخاء والشعور بالرضا عن الأيام، توازن كيمياء الدماغ يمكنه أن يدلك إلى طرق أكثر عبقرية للبقاء، مثلي تماماً يمكنني أن أحلق بخيال يسع كوناً على الكون ويمنحك أفكاراً أكثر عبقرية للجنون।


أشبه الشوكولا، فهي تذوب فى الدفء وتصبح قاسية وصعبة فى البرد، مثلي تماماً يجعلنى الدفء أعطيك منتهاي وأذوب تماماً فى العلاقات البشرية الدافئة وتجعلني البرودة والبعد وقسوة المواقف أكثر قسوة وجفاءاً، صعبة المراس وأخذى يساوي كسري وأنا لا أنكسر مقابل لاشىء।



أشبه الشوكولا، تمنحك المتعة مخبأة ولا تفصح عن أسرارها أبداً فليس لها مظهر مغري كالفراولة ولا لون زاهي كالمانجو، مثلي تماماً لا أساطيع أن أكون أكثر انفتاحاً ولا أرق كلاماً، لا يمكنني أن أصرح بما أريد أن أمنحه لك ولا حتى ما أستطيعه، أنا فقط أمنحك فى صمت ما أستطيعه وأتلذذ بمشاهدتك تستمتع।



أشبه الشوكولا، يمكنك أن تضعها على الكثير من الأطعمة وتمنحك طعماً ممتازاً ونكهة تمتلىء بالغواية ويمكنها أيضاً أن تفسد كل شىء إذا أخطأت فى المقادير ذرة، فاحترس وأنت تتعامل معي فأنا يمكنني أن أقلب كل شىء وأفسد ما اجتهدت فى صنعه إذا أنت أخطأت فى تقديري।



أشبه الشوكولا، فهي تعتمد غواية الطعم، وأنا اعتمدت غواية الحروف حتى أجعلك تكمل قراءة النص।



أشبه الشوكولا، وأشكرها على منحى لذة بريئة تمتلىء بالخبث، ونشوة تحلق بعيداً وتطل من عيني فى كل مرة أستطعمها فيها وأتأكد من سريان التعويذة التى تربطني بها، أشبه الشوكولا وسوف أجتهد كي لا أكف يوماً عن أن أكون كذلك.



.........إنجي إبراهيم.............


الأربعاء، 1 يونيو 2011

من رحم القلب



فلندخل مباشرة لصلب الموضوع، فلا داعي -أعتقد- لمقدمة طويلة تحاول التحذلق قدر الإمكان وشد القارىء حتى يقع فى الفخ ويكمل باقى النص، لا داعي لمقدمة تحاول إغواء قارئها وجذبه نحو النص، فلنقل مباشرة أنني قررت الانضمام لحملة ३० يوم كتابة، وإنه - حقاً - لشرف لي।


أحبها، تلك الفعلة الحمقاء التي تشبه معظم متع الحياة الحسية الأخرى، تلك اللعنة اللطيفة التي تنتشلني - غالباً - من ين أنياب لعنات أخرى أقوى فتكاً، تلك النعمة التي لا أحسن حمد الله عليها كإخفاقي فى حمده كما هي عادة البشر جميعاً।


أكتب كي أبقى، لست تلك البارعة جداً، ولكن فعل الكتابة يصقل العادي يجعله لامعاً خاصة إذا كنت تحبها، وأنا أحبها، وهي تعرف أنني أحبها ولذلك تبادلني حباً بحب وتحمل عن كاهلي عبء الحكي المسموع فلست أبرعهن فى الكلام، لا أقترب حتى من منطقة البراعة، فأنا ألعب دئماً فى منطقة الفتيات اللاتي يعرف الآخرون أنهن لسن خرساوات ولكنهن لا يفصحن।


تخرج الكتابة من رحم قلبي، أحاول جعلها دافئة ودفقة، أحاول أن أبقي عليها غضة، أتلقاها برفق - ما استطعت - وأوسدها فراش السطور، أهدهدها حتىتطمئن وأتركها لتشق طريق القراء وحدها।


أكتب لأنني لا أستطيع أن أخبر أحداً بصدق عما أعنيه، لا أستطيع أن أحب، أتذكر، أغضب، أو حتى أروي حواديت، لا أحاول أن أعالج قصور وظائف غدد الحكي لاقتناعي أنها ليست علاجاً أمثل لما أعانيه، فأنت - بالله عليك - لا يمكنك أن تعالج الولادة بحبوب مسكنة وينتهي الأمر، ونصوصي هم أطفالي الصغار الذين يجب أن يخرجوا من رحم القلب وإلا ما استحققتهم لحظة।


حملة ३० يوم كتابة سوف ترى الكثير من خرقي ولعثماتي، سوف أتكلم عن كل شىء وأحاول أن أتطهر، سوف أعترف بالكثير وأتخفف، ربما لن ألتزم بكتابة ثلاثين نصاً لضيق الوقت ولكن حتماً لن يكون السبب هو نفاد ما أريد الحديث عنه، فهناك الكثير।


متحمسة لبدء التجربة، وأشتاق أطفال قلبي المقبلين।


......إنجي إبراهيم........