السبت، 14 نوفمبر 2009

الى صاحب الفيات الحمراء..سلامتك



عندما تجبر على خوض معركة يومية تقاتل فيها شارع ابوقير الكائن بمدينة اسكندرية الغراء للوصول الى وجهتك فانك لا محالة سوف تنشىء علاقات حميمة مع بعض من زملاء رحلة العذاب اليومية..ربما ستحييهم بهزة رأس..ربما ستكتفى بالاطمئنان انهم لحقوا بمقاعدهم المعتادة..ربما سيقترض منك احدهم جريدة الدستور كل اربعاء كى يقرأها بعدك..وربما اذا كنت مجنون قليلا سوف تنشىء علاقات مع الاشياء..

تلك السيارة الفيات الحمراء التى تتخذ منعطف محطة ترام فيكتوريا موقفا يوميا لها..لا اعرف لماذا هى تحديدا فهى ليست السيارة الوحيدة التى تقف فى الصف لكنها شدت انتباهى..ربما لان اول ايام علاقتى بها لم اكن متاخرة وكنت مسترخية فى المقعد اتابع التفاصيل الخارجية..

عدة ايام مرت وانا اطمئن على وجود السيارة كل صباح واصل مبكرة جدا الى وجهتى اليومية..ثم اكتشفت الخديعة وقررت ان اؤخر موعد نزولى قليلا..ولكن بالطبع لن تنتظرنى السيارة كى القى عليها تحية الصباح اليومية ولذلك عندما كان يصل الاتوبيس الى مكان وقوفها المعتاد لم اكن اراها..فاكتشفت ان موعد ذهابها للعمل يتزامن مع موعدى السابق والذى كنت اصل فيه مبكرة جدا..فتعودت ان امر يوميا من مكانها واطمئن انها رحلت بأمان واتابع الطريق..

أن تنشىء علاقات مع الاشياء من حولك لا يشى بمدى جنونك قدر ما يشى بمدى وحدتك..ان تنشىء علاقات مع الاشياء او الاشخاص البعيدين عن مدى تاثيرك شىء غير طبيعى ولكنه مريح..خيالى..ويرضيك الى ابعد الحدود..عندما تقتصر معاملاتك مع من حولك على هزة رأس..عندما تلقى التحية على فيات حمراء يوميا..عندما تمتنع عن انشاء علاقات جديدة عميقة وتستمتع بكونك مؤقت فى مكان ما..عندما لا تهتم كثيرا بابراز شخصك الحقيقى لمجموعة من البشر المحيطين بك وتقنع نفسك انهم مؤقتين وانك لست بحاجة الى التعرف بهم..عندما تتوحد مع ذاتك كى تتجنب الاذى..عندما تبدأ فى اقناع نفسك ان فلان يفعل ذلك ويشعر بالارتياح..عندما تجبر نفسك على اعتياد عادات ليست من عاداتك كى تتجنب الارهاق النفسى مجددا..عندما تريد الحفاظ على قلبك من ذلك الثقب المؤلم فتثقبه كله كى يكون الجرح متساويا ..هنيئا لك عزيزى انت تحتاج الى العون..وبشدة..ولكن اتعلم؟؟ لن تحصل عليه لان الحياة ليست جنة صغيرة تحصل فيها على ما تشتهيه..الحياة ليست بابا نويل مهمته الاولى تحقيق احلام جلالتك..

دعك من تلك الخواطر ولنعد الى الفيات الحمراء من فضلك..فهى صديق عزيز لا يسعنى اهماله والتخلى عن سرد قصته المؤثرة ..فلنكمل..

بالامس عندما مررت متاخرة عن موعدى بساعة تقريبا وجدت الفيات الحمراء مازالت فى مكانها لم ترحل كى تذهب للعمل..والغريب ان الطريق كان مفتوحا فمر الاتوبيس بسرعة دون ان اخذ وقتى فى تفسير الحدث..هل السيارة مريضة مثلا؟؟ هل احد من اطفالها السيارات الصغيرة اصيب بانفلونزا الزمته الفراش واضطرت الفيات الحمراء ان تبقى معه؟؟ هل اصدقائها من اللادا والبيجو مدعوون لديها اليوم ولذلك قررت ان تاخذ اجازة عارضة كى تعد لهم غداء محترم؟؟

لربع ثانية دارت تلك الخواطر الحمقاء فى مخى المتهالك والذى سوف يشتكينى قريبا فى اى محكمة دولية ثم قررت انه ليس من اللائق لآنسة محترمة مثلى ان تفكر مثل تلك الافكار السخيفة وان السيارة ليست هى من تعانى من ظروف عائلية..ربما صاحب السيارة مريض او مشغول او اغلق المنبه واستكمل الحلم..ربما هو يوم اجازة عارضة سوف يقضيه مع اسرته..ربما قرر ان يفاجىء المدير بيوم اجازة اجبارى واغلق هاتفه المحمول فى وجه الفضوليين..ربما كان هو المدير وقرر ان يفاجىء موظفيه بيوم اجازة يمارس فيه بشريته..

ربما انا من جننت عندما قررت ان اقول له هنا والان..الى صاحب الفيات الحمراء..سلامتك..



..............انجى ابراهيم..................



شوية ملحوظات:اول ملحوظة ان النت الحقير كان يمارس سفالاته معى الفترة الماضية ومكانش فيه كونكشن لاكتر من اسبوع..الدروس المستفادة؟؟؟ مفيش..وحشتونى بس..



تانى ملحوظة:اتفرجت عالماتش مع اصحابى فى كافيتريا..انبسطت جدا..واتحققت نبوءتى وجبنا جون فى آخر دقيقة..الدروس المستفادة؟؟ مفيش..مبسوطة بس..


هناك 15 تعليقًا:

ريم وجيه يقول...

عندك تعبيرات قوية اوى يا نوجا
وحساسة اوى وعميقة اوى
بس مبروووووووووووووك كسبنااااا
زعلانة انى ماكنتش معاكى ...ولو انى ماكنتش هاعرف اجى زى ما احنا عارفين يا اوختشى !!
بس بجد فرحانة انك رحتى ...
ياللا اشوفك قريب يا نوجا

msafa يقول...

سلامتك انتى وحمدلله على سلامتك

Unknown يقول...

كلماتك جميلة اوووى
و بليغة ايضاً

adel يقول...

هههههههههه
والله عثل يابت يا انجي
عليكي موضوعات بتصيغها اكنك هتكتبي الالياذة

بس عاجبني قوي اصدقائها اللادا و البيجو دي
ههههههههههههه

المعني وصل تماما و مع احلي العلاقات مع الاشياء خصوصا لو كان بار من الشوكولاتة يتم اعدامه بواسطة فمي
او كوب من القهوة السادة

كسبنا ياختي اه

وصالحي النت بتاعك ده بقي

blue-wave يقول...

انتى مجنونه:))

Mano يقول...

حمدالله علي السلامه
انتي وموضوعاتك ليكم وحشه والله

dr.lecter يقول...

الف سلامه علي الفيات وعودا احمد يادكتره

انا برده كنت حاسس انننا هنجيب جون في اخر دقيقه رغم ان كل اللي حولي كانوا متشائمين ومكتئبين جدا

عمرو يقول...

إلى صاحبة هذه المدونة.. سلامتك
D:

غير معرف يقول...

إستمتعت جداً بكلماتك إللي زي ما تكون من بقك ع الورق عدل ما شالله عليكي يا آنوجا .
عندك حق الواحد مننا من كتر ما بيمر ع الأماكن والأشخاص بتنشأ بينه وبينهم علاقة حميمة يعتادها ويألفها ويشتاقلها لو غابت عنه ؛فعيونا تصبح كاميرا تلقط وتسجل ، تعشق وتحب .أنا طول عمري أحب أقعد جمب الشباك في أي وسيلة مواصلات ، وكنت وإحنا صغيرين أنا وأخويا كل واحد يقعد يقول البيت ده بتاعي ، العربية دي بتاعتي ؛ كنا أي حاجة نفسنا فيها بتبقي ملكنا من غير لا مقدم ولا حتت تعريفة ، يااااااااه فكرتيني بأيام جميلة ؛
المهم ابقي طمنينا ع الفيات الحمرا وما تحريميناش من أسلوبك الشيق في السرد.
ديدي

Lady E يقول...

بجد بجد انتي زي العسل :)

ومش غريب اننا نتعلق بالأشياء اللي بنشوفها في حياتنا
دي بتبقى رومانسية وخيالية مش موجودة عند أي حد :)

غير معرف يقول...

انتى و حشتينا اكتر ,بليز متبقيش تغيبى كدة كتير ..

مش عارفة اعلق عالبوست غير انه معبر جداااا و فهمت كل حرف فيه ..

تسلمى يا انجى ..والله ما مصدقة انك كتبتى حاجة جديدة ..حاولى تكتبى تانى قريب بقى ماشى..

سلام :)

مريم

سقراط يقول...

العزبزة جدا اوي خالص مالص
انجي
حمد الله علي سلامتك
بجد حمد الله ع السلامة
جميلة قوي قوي التدوينة يا انجي
معبرة قوي
وبتلمس احاسيس جوانية قوي
صعب ان حد يوصلها علشان يوصفها بالسهولة دي
بجد تحياتي
وحمد الله ع السلامة

Unknown يقول...

ريم:الله يبارك لك يا اوختشى..


مسافة:الله يسلمك..


بدراوى:دة من ذوقك بس..


عادل:اممممممممممممم..


بلو ويف:انا عارفة والله..بس انت ليك وحشة بجد..


مانو:وانت والله..


دكتور لكتر:موافقة على كل كلمة بس بلاش دكترة دى عشان بتفكرنى بحاجات رخمة..


عمرو:الى صاحب هذا التعليق..الله يسلمك..


ديدى:بغض النظر عن اى حاجة انتى زيارتك بتسعدنى..نفسى ابقى صاحبتك..


ليدى:والله انتى اللى عسل يا شيخة..


مريم:بتوحشينى..


سقراط:بستنى تعليقك على فكرة..اكرمك الله..

سواحة يقول...

جميل ، تعبيرك رائع فعلا :-)

حسستينى انى طبيعية فى ارتباطى بملاحظة الطريق ، زيك كده، كنت اتابع مبانى بتتبنى و العمال و هى شغالة و البياعين الى قاعدين على الطريق و امثلة كثيرة

بس للاسف ربنا تاب عليا بسواقة عربيتى
و بقيت مبركز مع حاجة الا لحظيا مع العربيات الثانية و الناس الى فى الشارع و الاشارات و عساكر بدفاتر
و مبعرفش الطريق خلص ازى :-)

أماني يقول...

التدوينة جميلة جدا أشكرك عليها وعلي إسلوبك الرائع
عن نفسي أنا بحب جدا أجلس جنب الشباك أو أقف ف البلكونة أتفرج ع الناس اللي ماشية ف الشارع وأقعد أتخيل ياتري دا رايح فين وجاي منين
أو لو أنا ساكنةهنا كنت هعمل إيه ممكن نطلق عليه إسم فراغ أو هروب من عالم الواقع وخلق حالة من السعادة المؤقتة أو الاحداث الزائفة إحتمال