
مشهد أول /
تغلق هاتفها المحمول وتتسع عيناها فى محاولة منها لكبت تلك الدموع الحمقاء، تتنفس بصوت مسموع وترد على تساؤل صديقتها أن لاشىء هنالك.
لن يأتى، لا يزعجها أنه لن يأتى، فقط تزعجها رنة اللامبالاة الشديدة فى صوته والتى تخبرها كم هى حمقاء، ضعيفة، بلهاء وتصدق كل شىء؛ ببساطة أخبرها أن خططه تغيرت وأنه لن يقابلها، ظنته يمزح فى البداية وأكدت عليه أن يأتى كى لا يفسد المفاجأة، أكد هو عليها أنه بالفعل لن يأتى وأن تلك ليست مزحة على الإطلاق.
تبتسم فى وجه صديقتها كى تشعرها أن كل شىء على مايرام، تتسع ابتسامتها أكثر عندما ترى حيرة فى عيني الصديقة، تؤكد عليها أنها لن تبكى..وتتسع الابتسامة أكثر، تحاول الصديقة أن تخبرها أن الطوارىء تحدث وأنه لابد معذور للغاية، تتسع الابتسامة أكثر حتى توشك على تمزيق روحها وتخبرها أن "آه طوارىء..أكيد..أنا عارفة"
مشهد سابق/
تضع حولها الكثير من الورق المقوى والمقصات، علب اللاصق، زجاجات اللمعة، شرائط هدايا والكثير من الأشياء الصغيرة المبهجة، ابتسامة واسعة فى عينيها وتركيز عميق كى تخرج الهدية / المفاجأة فى أروع صورها، تشعر أنها تصنعها بقلبها، تخبره فى الهاتف أن مفاجأتها له سوف تبهره، تشعر أن الهدايا التى تصنع Hand made أكثر حميمية وصدقاً من تلك التى تلف الاسواق كى تشتريها.
تتخيل رد فعله عند رؤية هديتها المتفردة وتتخيل السيناريو الذى سوف يدور، تعرف أنه ربما يحبطها، تعرف أنه غير معتاد على تلك الحركات الطفولية / الرومانسية / الغريبة أو أى تشبيه سخيف يقوله، تعرف أنها سوف تتحمل ردة فعله حتى لو كانت سخيفة ومحبطة، سوف تتحملها لأنها تريد أن تسعده بالهدية وتريد أن تريه كم أن الحياة من الممكن أن تكون مبهجة، سوف تتحمله لأنها اعتادت ذلك، سوف تتحمله لأنها ببساطة ؛ تريد أن تتحمله.
تتسع ابتسامة عينيها ويقفز منها فرح بلون النهار الذى سوف تقابله كى تعطيه إياها فيه، تقرر أن تحتفظ بباقى مكونات الهدية الHand made كى تذكرها بفرحة صنعها،تجمع باقى الأوراق والأشرطة وتضعهم فى علبة وتخفيهم، تنظر فى النهاية الى الهدية وتشعر أنها Heart made هى صنعتها بقلبها ولم تصنعها بيديها، كم هى هدية مميزة، بالتأكيد سوف يفرح بها.
مشهد أخير/
تجلس مع صديقاتها فى المقهى يثرثرن ويضحكن، تلك النظرة التى تلتفت اليها بها صديقتها التى حضرت مكالمة الهاتف تؤلمها، تشعرها بالبلاهة، هل خيبة الأمل شىء ملموس الى ذلك الحد؟؟ هل خيبة أملها اليوم تطفو على وجهها وتستحق كل ذلك التعاطف؟؟ تبتسم ابتسامة واسعة لصديقتها، ابتسامة معناها لا تقلقى أنا بخير فلتكفى عن القلق أرجوكى، لن أنهار هنا أو الآن، لن أنهار إطلاقاً، أنت لا تعرفين أن هذا هو ما اعتدته منه، ما الغريب فى أن أصنع هدية بقلبى ثم أعرف أننى حمقاء؟؟
لا تختفى نظرة التعاطف من وجه الصديقة فتقرر أن " بصوا..اتفرجوا عالهدية دى، دى أنا اللى عاملاها Hand made أو يعنى بصراحة هى Heart made، المهم شوفوها عشان هتروح فى الوبا..دى بتتنفس آخر أنفاس ليها على الكوكب، شوفوها وقولوا رأيكوا "
تعجب الصديقات بالهدية ثم تتلقاها من أيديهم بحرص شديد..تقلب فيها لثوانى ثم تمزقها بابتسامة محايدة وعيون متسعة.
........إنجى إبراهيم...........