الجمعة، 6 فبراير 2009

صندوق

جاء دور المرآة كى تنظفها...نظرت عبر المرآة فرأت نفسها زوجة باسلة و أم ذكية..سيدة منزل ترعى شئون منزلها بحكمة..ابتسمت راضية عن هذه الصورة التى رأتها فى المرآة.

انحنت لتنظف أسفل الفراش فوجدت هذا الصندوق..كأنها تراه للمرة الاولى..تساءلت ما الذى يحويه هذا الصندوق؟

فتحته ونظرت داخله .. انه يخصها..جاءت به من بيت أهلها الى بيت زوجها..كانت تسميه صندوق الذكريات.. ابتسمت وفتحته كى تتفقد محتوياته.

رأت العديد من الصور و المقتنيات التى تخصها..صورها أيام المدرسة الثانوية فتاة صغيرة تحلم بالتخلص من الزى الموحد للمدرسة وتتوق الى الحرية..عيناها تلمعان ببريق الدهشة والبراءة وابتسامة واسعة تزين وجهها الغض.

صور أخرى لها أيام الجامعة ..شابة تحلم أحلام واسعة..خيالها ليس له أسوار ولا يحده شىء..عيناها تلمعان ببريق الذكاء والطموح وابتسامة تزين وجهها المضىء.

أيضا فى الصندوق أشياء أخرى ..سلسلة هدية من صديقتها..عملات جديدة لامعة وأخرى ورقية منتصبة..أشرطة كاسيت ..قصاصات من جرائد ..وكتب كثيرة جدا.. انها أشياء نست وجودها فى حياتها منذ فترة طويلة.

انقبض قلبها ..هل هذه التى بداخل الصندوق واحدة اخرى ام انها هى بالذات؟ لقد نست ذاتها منذ زمن بعيد..هى الان زوجة وام فقط..لقد طمست ملامح الفتاة التى بداخل الصندوق.

هلع غريب انتابها جعلها تجرى الى المرآة تعيد النظر فيها..

هالها ما رأت ..رأت سيدة بدينة قبيحة جدا..وجه غير معتنى به ..شعر باهت مختفى تحت طرحة مربوطة بطريقة عشوائية..عينان ذابلتان تكاد لاتشعر بالحياة فيهما..تجعيدتان بين حاجبيها تدلان على كثرة العبوس والتقطيب.

ارتعبت مما تراه وتلقائيا وجدت نفسها - لم تفعل هى بل وجدت نفسها- تذهب الى الصندوق..تخرجه خارج باب الشقة ..تسكب عليه البنزين وبعود ثقاب واحد أنهت المهمة.
بدأت دقات قلبها تعود لانتظامها وهى ترى النار تلتهم الصندوق بمحتوياته.
بعد أن احترق الصندوق بمحتوياته عادت الى غرفتها.نظرت فى المرآة ..استقرت نظرة ارتياح على ملامح وجهها فقد رأت الزوجة المخلصة والام وسيدة المنزل تطل عليها مرة اخرى من المرآة واختفت السيدة البشعة التى كانت تنتظرها على الجانب الاخر من المرآة بعد فتح الصندوق.
ابتسمت ابتسامة خاوية وعادت تكمل تنظيف المنزل........

....انجى ابراهيم....

هناك 37 تعليقًا:

بسبوسة يقول...

كل منا لدية صندوق..لكنة بنكهات مختلفة ومفاتيح عديدة...

محمود محمد حسن يقول...

كتابة انجي ابراهيم في التعليق من تحت معناه ايه ؟؟!! خايف يكون معناه انجي ابراهيم هي البطلة بتاعة الصندوق ،

بصي خليني اقولك حاجة، انا شايف إن الإنسان لازم يكون في حياته حاجتين ماشيين بالتوازي الأولاني انه يحافظ على حلمه اوي اوي ، ويدافع عنه ويحارب علشان خاطره لغاية آخر نفس ، التاني إن الحياة ترميه على شطوط مهجورة ما كانش فاكر إن سفينته حترسي عليها في يوم من الأيام لازم يتكيف مع كده ويتعامل مع الواقع بشجاعة،

الست لما حرقت الصندوق كانت جدعة، لأن ايه الفايدة لما تبكي على اللبن المسكوب ، او على الأحلام اللي ما اتحققتش ،

التعامل مع الواقع والرضا باللي حصل مش دايما بيبقى وحش وبدين وقبيح،

شفتي روبنسون كروز لما سفينته غرقت ، روبنسون كروز فضل يتكيف مع الوضع اللي حواليه ، بنى بيت لنفسه ، عمل مزرعة بسيطة لنفسه ، عاش حاجة وتلاتين سنة على الجزيرة ، لكنه عاش متمسك بأمل إنه يطلع من الواقع اللي اتوجد فيه، لكنه ما كانش ناقم او كاره،وكان شجاع وبيتعامل مع الظرف اللي اتحط فيه

مش عارف قدرت اوصللك المعنى اللي اقصده ولا لأ ؟؟!! ،

بس حلو البوست على فكرة، انتي بتتقدمي على فكرة،
تحياتي

Zika يقول...

حلوه اوي يا انجي
المثال ده مصري جدا
الستات في مصر بعد مرور السنين في الجواز بينسوا حياتهم
وفيه خلط غريب بين ان الست اي اما تشتغل وتشوف مستقبلها وتهتم بمظهرها وبين بيتها واخلاصها
فيها ايه انها توفق بين الاتنين وفيه امثله كتير علي كده
تحياتي

adel يقول...

انا مش عارف في لفظ عاوز استخدمه هنا بمعني رائع

سوري علي اللفظ بجد بس ميتقلش علي القصة الا كلمة واحدة

(....)....سوري تاني....القصة و الحبكة و الوصف و النهاية كمان

موقف عادي و بيحصل بس اللي خلاني قلت كده ....طريقة الحكي....بجد تحفة
---------

انا شلت الفظ احسن :):):)

بجد رائع

dr.lecter يقول...

كلنا خايفين نبص نشوةف نفس الصوره دي

انا عن نفسي مش عاوز زوجتي تبقي كده ولا انا ابقي كده

مش عاوز انقاد لنفس المصير اللي بيروح له ملايين البشر اللي بيتخلوا عن طموحاتهم ويعيشوا حياه رتيبه ممله تقليديه

يوسفيات..محمد يوسف يقول...

تسلم الدماغ

وحلو أوي روح الإنهزام اللي دفعتها لفعل إيجابي

حست إنها انهزمت تماماُ فأعدمت آخر شيء يدفعها للنجاح

MaNoOoSh يقول...

تفتكر لما نكبر احنا كمان ونبص فى المراية هنخاف
يارب نبقى احسن من الاول

بنوته مجنونة يقول...

قصه جميلة اوي ومؤثرة جدا
جميل انها ام فاضلة وزوجه مخلصة..بس ضروري متكنش الحياة منحصرة علي البيت وبس...لان لقدر الله لو ضاع منها هتحس ان حياتها ملهاش لزمة وانها انتهت خلاص
الصندوق ده كانت المفروض تحتفظ بيها
صورتها اللي شافتها...كانت المفروض تحسنها
بحيث انها تكون وفقت بين بيتها وبين نفسها واللي كانت بتحلم بيه
ضروري انها كانت تخرج من الحياة اللي عيشة فيها وتظر بشكل افضل وترجع تاني بشكلها الانيق وترجع الفرحة اللي في عنياها
فهي غلطة منها انها حرقت الصندق..يعتبر هروب من فشل وعشان كده ارتاحت لما حرقت الصندوق

Eslam Eldosoky يقول...

كانت تخترق غرفة المعيشة متجهه إلي المطبخ
أستوقفتها مبارة المصارعه الحرة
نعم هي نفسها ملامح الشاب الوسيم الذي حلمت به فتي أشقر مفتول العضلات
لم تفيق من حلمها الا علي صوت زوجها : ها عامله ايه النهارده علي الغدا
نظرت الي الجهه الاخري وبصقت ثم تابعت عبور الغرفه لتكمل إعداد الطعام.

مذكرات مشاغب يقول...

ايه ده
ايه القصص الحلوه دي
جمعي قصصك دي كلها في كتاب وانشريه
اي نعم محدش هيشتريه غيري
بس متخافيش هبيعهولكك هوا

بس انا بختلف مع بطلة القصه
رمي الصندوق مش المفروض يكون هو الحل لمنعها من عمل شئ خطا
ده المفروض الصندوق ده يكون في اوضة نومها وكل يوم تشوفه
وتضحك عليه وتقوله هيهات

تحياتي

Foxology يقول...

مع ان الصندوق كان ممكن يبقى تأثيره ايجابى اكتر من كدة بس مش عارف ليه بطلة القصة هربت من الأصل ورضيت بالواقع وحرقت الصندوق ؟؟

القصة جميلة يا انجى :)

تحياتى :)

صوت من مصر يقول...

انا صندوقى فى دماغى عمرى ما بنسى حد ؟
جميل يا انجى ؟.

Empress appy يقول...

انجى ده حال الست المصريه لما بتتجوز وده اللى بيضايقنى اوى يعنى هو الوحده تهتم بنفسها قبل الجواز علشان تتجوز وبس يعنى متاخدش بالها من نفسها علشان نفسها
بس بطلتك حالتها اصعب دى ناسيه الصندوق

Muhammad Mammdouh يقول...

الغريب ومن الصدف كمان ان كل الناس الى عندها صناديق طلعتها اليومين دول واليومين دول بالذات والاعجب ان الصناديق الى طلعت بتاعة الستتات والبنات بس ياترى اية الحكاية عموما ادى صندوق اتحرق لما نشوف بقى البقايين هايعملو اية ........ عجبتنى على فكرة وواقعية كتييير وبتحصل ديما تسلم ايدك

princess يقول...

محدش فينا معندوش صندوق
بس الفكرة ان لما يجى الوقت ونفتحه هيبقى الحاضر احلى ولا اللى جوه الصندوق اعز عندنا؟؟

romansy يقول...

ما اجمل ان تكون الزوجه مخلصه وتمحى ذكرياتها بمجرد ان تتزوج فيكفى انها استطاعت وتمالكت اعصابها الى ان احترق الصندوق بما فيه

اسماء عوني يقول...

لا بجد بجد
انا حاسه اني بقرا لاحمد خالد توفيق
والله بجد دي طريقته جدا
اسلوبك هايل بجد
قصه جميله اوي
ومعناها بسيط
حلوه

NOGA ALEX يقول...

مش دايما بيبقى صندوق الذكريات حاجة وحشة ممكن تدمر الحياة ممكن نعيش الواقع من غير منحرق الذكريات يعنى كفاية احساسي انى حققت دة زمان والبيت والزوج والاطفال مش حاجة لازم نهرب منها وتكون دايما مثال مصري مخيف يعنى ممكن لو نظرتي للموضوع بايجابية تلاقيها حاجة حلوة
مش عارفة بس انتى متشائمة زيادة عن اللزوم
الله يخليكى بلاش تقوليلي وماذا يدعو للتفائل؟ عشان انا بكرة الكلام دة كلنا عندنا حاجات مزعلانا وحاجات مضيقانا بس بنضحك وعايشين الواقع حلو والاحلى انك تفتكري زمان وايام زمان مهما كانت واحدة مختلفة عن دلوقتى
تعليق طوييييييييل اخييييي

Tamer Diab يقول...

أنا ازاي جيت متأخر اوي كده علي البوست ده !
بجد البوست جميل اوي
بس ده لا يمنع أن كل مرحلة ليها صندوق
لما كنت طالب ثانوي كان ليا صندوق
وجامعة واحد تاني
ووأنا شغال دلوقتي ليا صندوق برضه
بس صندوقي دلوقتي هو المدونة :)
تقبلي زيارتي

ميرو انتكة يقول...

ازيك يا جميل وحشانى ...كيفك

بجد بوست جميل وفعلا كل واحد عنده صندوق بس المهم لازم ياخد منه ايه ويترك ايه


سلامة سلامة يا قمر

وينكى يقول...

للدرجادى خايفه تواجه نفسها؟؟
للدرجادى كلنا
ممكن نخاف من احلامنا

Gannah يقول...

ازيك يا انجى؟؟
ليه بتفكرينا بالصندوق
المذهل كيف يستطيع الانسان أن يرى نفسه فى المرآة بصور مختلفه
تتابع الصور ورضائها عما ترى فى النهاية هو شكل من أشكال محاولة الانسان للتأقلم مع الواقع الذى يفرض عليه أحيانا الاستغناء عن بعض الأحلام والاكتفاء بالبعض الأخر واذا تذكر ما لم يتحقق فسوف يرى نفسه كما رأتها هى بعد أن فتحت الصندوق
وقد وجدت الحل المثالى فى حرق ما فيه لكى تعود مرة أخرى لترى صورتها الأولى
المرآة واحدة فى كل الأحوال ولكن نحن نرى انعكاس ما بداخلنا فيها
الزواج والأطفال عند البعض هو أقصى الأحلام ولا مجال للومهم الا حينما تتحول الحياة الى حياة لا بريق فيها
هى فى اعماقها تصارع شبح الأحلام الضائعة ومن منا لا يفعل؟؟
ربما كان من الممكن أن نعيش معها الصراع أكثر ولكنك اخترت لنا أن نتخيل نحن طبيعة الصراع
تحياتى

م/ الحسيني لزومي يقول...

اقرأ نص اتفاقية منع تهريب السلاح لغزة
وادعوا الله ان يثبت مصر في عدم التوقيع عليها

عايش... ولكن !!!! يقول...

انا مش شايف انها بكده تبقى قفلت القضيه
لانها اصلا مش مهتمه بنفسها وده فى حد ذاته مشكله بتقع فيها زوجات كتير جدا بانها بتفكر انها بعد ما بتتجوز خلاص كده وصلت للى هيا عايزاه واقصى امانيها
ولما زوجها يقولها تهتم بنفسها علشانه ( مش علشان بره ) تقوله هلاقيها منك ولا من شغل البيت ولا العيال
اعتقد انها كان لازم تنظر لماضيها وتحاول توفق بينه وبين حاضرها

شخـا بيــط مـحـجـوب يقول...

ازيك يا انجى انتى فين

الله عليكى وعلى افكارك الجميلة دى
مش جديد يا انجى عليكى

تحياتى ليكى

شخابيط mahgoub

kalamfady يقول...

يعنى ايه؟...

على باب الله يقول...

جميلة بجد

تصل إلي الهدف بأقل قدر من الكلمات

micheal يقول...

والله يا انجي البوست ده عبر بكل أسف عن أحوال العديد من النساء في مصر بعد الجواز لان الواحدة بعد الجواز بتحس أنها كده أدت مهمتها في الحياة فبتهمل في نفسها وفي كموحها وإمكانيتها وده بسبب أفكار سلبية كتيرة اتربت عليها منذ الصغر
تحياتي

غروب يقول...

انجي

وحشتينى اوى يا قمر والله

قصتك حلوه اوى


احلى ما فيها انى مكتش متوقعه النهايه كده

انا قلت بس هتروق تحط احمر واخضر

فجاه ؟؟؟؟

بس جميله

تسلم ايدك

alshared يقول...

رد كأنه قطعة من القماش جيدة النسيج

لا توجد ثغرة واحده فيه

موقف بسيط حوله قلمك الي صراع بين الماضي بكل إشراقه وحيويته التي نفتقدها جميعا
والحاضر الغائم العبوس الذي نتمني الفرار منه

نهايه رائعه بل متميزه

دمتي دوما مبدعه
ودمت بكل الود
أخوك

Zika يقول...

بقولك ايه
ماتكبري الفونت شويتين تلاته اربعه

سقراط يقول...

فعلا زى ما بتقول بسبوسة
كل واحد مننا عنده صندوق
لكن كتيير مننا بيحرقو الصندوق ده
وبيكونو فاكرين زى بطلة القصة انهم كده بيضحوا علشان حجات كتير
علشان المكانة الجديدة
علشان الاستقرار
علشان البيت والاسرة
لكن مين قال اننا لازم نضحي بالصندوق اللى حيلتنا
احنا ممكن نحافظ على كل ده من غير ما نحرق الصندوق
وبعيدا بقي عن الرغي الفارغ اللى انا قلته ده
التدوينة جامد جدا
تحياتي

مواطن مصري يقول...

ارتعبت مما تراه وتلقائيا وجدت نفسها - لم تفعل هى بل وجدت نفسها- تذهب الى الصندوق..تخرجه خارج باب الشقة ..تسكب عليه البنزين وبعود ثقاب واحد أنهت المهمة.
بدأت دقات قلبها تعود لانتظامها وهى ترى النار تلتهم الصندوق بمحتوياته.
بعد أن احترق الصندوق بمحتوياته عادت الى غرفتها.نظرت فى المرآة ..استقرت نظرة ارتياح على ملامح وجهها فقد رأت الزوجة المخلصة والام وسيدة المنزل تطل عليها مرة اخرى من المرآة واختفت السيدة البشعة التى كانت تنتظرها على الجانب الاخر من المرآة بعد فتح الصندوق.
ابتسمت ابتسامة خاوية وعادت تكمل تنظيف المنزل........



قصة حلوة

قيس بن الملووووح يقول...

عندما يمضي بنا قطار العمر تسقط منا الكثير من التفاصيل الصغيرة التي قد تحول حياتنا الي براكين في الوقت التي لا تتحمل فيه الهزات البسيطة"

الدرعمي يقول...

أبدعت إذ وصفت وأتقنت حين السرد ، وفقك الله يا دكتورة الأنفس

alzaher يقول...

وفي رأيك
هل يعكس سلوكها هذا رضا ام خنوعا ام خوفا من مواجهة الواقع؟

احمد ناصر يقول...

عاجباني اوي انجي ابراهيم يمكن اتجوزها