
زمانها كبرت وبقت أم..مقطع من أغنية جيرة وعشرة لمنير تردد فى ذهنى منذ تسعة أشهر عندما ذهبت معها إلى معمل التحاليل كى نعرف ما إذا كانت حامل أم أنها فقط تستهبل..
"عايزة بنت وللا ولد" كان هذا رد فنى التحاليل علينا عند إستلام النتيجة..أتذكر أننى وقتها بمنتهى البلاهة سألته"يعنى هى حامل؟؟" ..فرحت يومها جداً..جررتها من يديها كى نخبر أحمد وأمها وأمى..كانت هى فى منتهى العقل والحكمة..ربما الصدمة..ربما كانت تريد ألا تظهر فرحتها لأنها كانت أكبر من أن تحتمل..ربما.
يومها تذكرنا أيام الكلية..انا وهى وصديقتنا الثالثة..المعسكر..جولاتنا فى المنشية ومحطة الرمل..شطائر اللاشىء التى كنا نأكلها فى الجامعة..كتب كتابها ومعجزاته..فرش شقتها الذى كانت تعتقد على سبيل الاستهبال أننى أنا المسؤولة عنه ليس هى..
أخبرتنى انها ستسميها مريم..وأنها واثقة أنها مريم وليست محمد..أخبرتها فى المقابل اننى احب إسم مريم جداً..وأخبرتها أن مريم معناه سيدة العالم.. ونصحتها أن "تلم لسانها شوية عشان هتبقى أم" فأجابتنى بمنتهى البساطة "اتنيلى" فتنيلت.
طوال التسعة أشهر كانت تقول أنها متشوقة لترى ذلك الكائن الذى سوف تكون هى أمه و أنا وثالثتنا خالاته..كنت أقول لها ببساطة : إبنتك سوف تكون شيخة منصر يا إسراء فلا تقلقى..عندما إجتمعنا فى المرات القليلة بعد الحمل..كنا نناقش إمكانية نفيها إلى جزيرة مهجورة وإبقاء الطفلة مع أحمد كى تتعلم أصول اللياقة والأدب ولكى تكون هادئة الطباع طيبة القلب مثله..كانت هى ترد بمنتهى البراءة"لا هو ولا بنته يقدروا يعيشوا من غيرى"..ثم تتبعها بجملة فى منتهى الحنان "إخرسوا وإطلعوا منها يا خايبة منك ليها اللى مافى واحدة فيكوا فاتحة نفسى بعريس..جتكوا القرف" .
اليوم عادت الأغنية تتردد مرة أخرى..اليوم إسراء أنجبت مريم..إسراء صديقتى التى هى فى مثل سنى أنجبت كائن آخر مستقل خرج من أحشائها ويدعى مريم.
اليوم صحوت على تليفون تخبرنى فيه أن"معلش متجيش النهاردة ..أصلى داخلة على ولادة" أخبرتها أنه لا بأس ثم أكملت نومى فى وداعة..صحوت بعدها أسأل نفسى السؤال السرمدى الذى أسأله لنفسى مؤخراً مرات كثيرة "هو دة كان حلم وللا بجد؟" وعندما أفقت طلبتها فرد علي أحمد و أخبرنى ان "إسراء ولدت فى البيت و أنا بشترى حاجات..تعالي بقى"
عندما وصلت بعد كفاح مرير حيث إسراء تعيش على الحدود والمشوار للعجمى ليس سهلاً على الاطلاق..وجدتها وبجانبها كائن آخر صغير..هش..جميل..ولكن المشكلة أنه لا يمت لها بصلة..
أحمد فى غاية الافتتان وهى فى غاية التعب..سألتها عن تفاصيل الولادة و أنا أضع يدى على فمى كى لا أبكى..بعد أن أنهت كلامها أخبرتها أن "بت يا إسراء..إنتى بطلة..برافو عليكى"..
ولادة إسراء لم تكن سهلة على الإطلاق..الطبيب الذى كان يتابعها غالباً حاصل على شهاداته بالمراسلة..ولذلك عذبها ساعات طويلة ولم يوافق أن تنتقل إلى المستشفى..إسراء تحاول أن تلد مريم منذ أمس قبل منتصف الليل بساعة كاملة..ولم تصل مريم إلا اليوم ظهراً..إسراء فى النهاية وضعت مريم بالمنزل وحدها..أحمد كان يستدعى سيارة أجرة و أخبرنى أنه "رجعت لقيتها ولدتها ووقافة بيها فى الصالة مش عارفة تعمل فيها إيه ومتبهدلة دم"
فى تلك اللحظة لم اتمالك نفسى إطلاقاً..إسراء رائعة..ببساطة إسراء أصبحت أم..أخبرتها أننى لو كنت مكانها "كنت هضمت البت دى ومولدتهاش أصلا..بلا وجع قلب"..اليوم آمنت أنه يجب أن أكبر..آمنت أننى كبرت فعلاً..إسراء أصبحت أم..أرى عمرى فيها..أنا كبرت وقد أصبحت تلك حقيقة دامغة يؤكدها هذا المخلوق الهش الذى يدعى مجازاً..مريم.
مريم جميلة..تشبه أمها جداً - لازلت أستغرب لفظة امها - خدودها تشبه الخوخ..نفس اللون والملمس..فعلاً خدودها تشبه الخوخ تماماً..مريم رأسها لين جداً..يمكنك أن تتحسس مخها من فوق الشعر..مريم فتحت عينيها عندما كنا جميعا منكبين على الفراش نشاهدها فى أول محاولة رضاعة من الببرونة التى أفتينا كلنا فى كيفية تحضيرها..أخبرتهم أنها تريد أن تقول لنا "بتتفرجوا على إيه يا غجر..كل واحد فى مكانه"
عندما أخرج لنا أحمد شهادة الميلاد ضحكت كثيراً جداً و أخبرته أن "بقيت مهم وفى حد إسمه قبل إسمك" وعندما كانت إسراء تحاول أن تحمل مريم وهى متعبة جداً ولا تقوى على الكلام حتى..وعندما كان أحمد يحاول أن يساعدها وعندما نجحوا أخيراً فى حملها عادت الأغنية تتردد فى عقلى مرة أخرى..زمانها كبرت وبقت أم.
ملحوظة:تلك هى صورة مريم بعد ان جاءت عالمنا ببضعة ساعات..أنا التى صورتها.
.........إنجى إبراهيم.........
"عايزة بنت وللا ولد" كان هذا رد فنى التحاليل علينا عند إستلام النتيجة..أتذكر أننى وقتها بمنتهى البلاهة سألته"يعنى هى حامل؟؟" ..فرحت يومها جداً..جررتها من يديها كى نخبر أحمد وأمها وأمى..كانت هى فى منتهى العقل والحكمة..ربما الصدمة..ربما كانت تريد ألا تظهر فرحتها لأنها كانت أكبر من أن تحتمل..ربما.
يومها تذكرنا أيام الكلية..انا وهى وصديقتنا الثالثة..المعسكر..جولاتنا فى المنشية ومحطة الرمل..شطائر اللاشىء التى كنا نأكلها فى الجامعة..كتب كتابها ومعجزاته..فرش شقتها الذى كانت تعتقد على سبيل الاستهبال أننى أنا المسؤولة عنه ليس هى..
أخبرتنى انها ستسميها مريم..وأنها واثقة أنها مريم وليست محمد..أخبرتها فى المقابل اننى احب إسم مريم جداً..وأخبرتها أن مريم معناه سيدة العالم.. ونصحتها أن "تلم لسانها شوية عشان هتبقى أم" فأجابتنى بمنتهى البساطة "اتنيلى" فتنيلت.
طوال التسعة أشهر كانت تقول أنها متشوقة لترى ذلك الكائن الذى سوف تكون هى أمه و أنا وثالثتنا خالاته..كنت أقول لها ببساطة : إبنتك سوف تكون شيخة منصر يا إسراء فلا تقلقى..عندما إجتمعنا فى المرات القليلة بعد الحمل..كنا نناقش إمكانية نفيها إلى جزيرة مهجورة وإبقاء الطفلة مع أحمد كى تتعلم أصول اللياقة والأدب ولكى تكون هادئة الطباع طيبة القلب مثله..كانت هى ترد بمنتهى البراءة"لا هو ولا بنته يقدروا يعيشوا من غيرى"..ثم تتبعها بجملة فى منتهى الحنان "إخرسوا وإطلعوا منها يا خايبة منك ليها اللى مافى واحدة فيكوا فاتحة نفسى بعريس..جتكوا القرف" .
اليوم عادت الأغنية تتردد مرة أخرى..اليوم إسراء أنجبت مريم..إسراء صديقتى التى هى فى مثل سنى أنجبت كائن آخر مستقل خرج من أحشائها ويدعى مريم.
اليوم صحوت على تليفون تخبرنى فيه أن"معلش متجيش النهاردة ..أصلى داخلة على ولادة" أخبرتها أنه لا بأس ثم أكملت نومى فى وداعة..صحوت بعدها أسأل نفسى السؤال السرمدى الذى أسأله لنفسى مؤخراً مرات كثيرة "هو دة كان حلم وللا بجد؟" وعندما أفقت طلبتها فرد علي أحمد و أخبرنى ان "إسراء ولدت فى البيت و أنا بشترى حاجات..تعالي بقى"
عندما وصلت بعد كفاح مرير حيث إسراء تعيش على الحدود والمشوار للعجمى ليس سهلاً على الاطلاق..وجدتها وبجانبها كائن آخر صغير..هش..جميل..ولكن المشكلة أنه لا يمت لها بصلة..
أحمد فى غاية الافتتان وهى فى غاية التعب..سألتها عن تفاصيل الولادة و أنا أضع يدى على فمى كى لا أبكى..بعد أن أنهت كلامها أخبرتها أن "بت يا إسراء..إنتى بطلة..برافو عليكى"..
ولادة إسراء لم تكن سهلة على الإطلاق..الطبيب الذى كان يتابعها غالباً حاصل على شهاداته بالمراسلة..ولذلك عذبها ساعات طويلة ولم يوافق أن تنتقل إلى المستشفى..إسراء تحاول أن تلد مريم منذ أمس قبل منتصف الليل بساعة كاملة..ولم تصل مريم إلا اليوم ظهراً..إسراء فى النهاية وضعت مريم بالمنزل وحدها..أحمد كان يستدعى سيارة أجرة و أخبرنى أنه "رجعت لقيتها ولدتها ووقافة بيها فى الصالة مش عارفة تعمل فيها إيه ومتبهدلة دم"
فى تلك اللحظة لم اتمالك نفسى إطلاقاً..إسراء رائعة..ببساطة إسراء أصبحت أم..أخبرتها أننى لو كنت مكانها "كنت هضمت البت دى ومولدتهاش أصلا..بلا وجع قلب"..اليوم آمنت أنه يجب أن أكبر..آمنت أننى كبرت فعلاً..إسراء أصبحت أم..أرى عمرى فيها..أنا كبرت وقد أصبحت تلك حقيقة دامغة يؤكدها هذا المخلوق الهش الذى يدعى مجازاً..مريم.
مريم جميلة..تشبه أمها جداً - لازلت أستغرب لفظة امها - خدودها تشبه الخوخ..نفس اللون والملمس..فعلاً خدودها تشبه الخوخ تماماً..مريم رأسها لين جداً..يمكنك أن تتحسس مخها من فوق الشعر..مريم فتحت عينيها عندما كنا جميعا منكبين على الفراش نشاهدها فى أول محاولة رضاعة من الببرونة التى أفتينا كلنا فى كيفية تحضيرها..أخبرتهم أنها تريد أن تقول لنا "بتتفرجوا على إيه يا غجر..كل واحد فى مكانه"
عندما أخرج لنا أحمد شهادة الميلاد ضحكت كثيراً جداً و أخبرته أن "بقيت مهم وفى حد إسمه قبل إسمك" وعندما كانت إسراء تحاول أن تحمل مريم وهى متعبة جداً ولا تقوى على الكلام حتى..وعندما كان أحمد يحاول أن يساعدها وعندما نجحوا أخيراً فى حملها عادت الأغنية تتردد فى عقلى مرة أخرى..زمانها كبرت وبقت أم.
ملحوظة:تلك هى صورة مريم بعد ان جاءت عالمنا ببضعة ساعات..أنا التى صورتها.
.........إنجى إبراهيم.........