الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

يمكنني أنا أيضاً أن أتحدث عن الحب

يمكنني أنا أيضاً أن أتحدث عن الحب، بجلستي تلك على الأرض الباردة محنية الظهر فوق اللاب توب وأنا أرتشف الشاي بلبن من المج الذي كان مخصصاً للنسكافيه في العمل الذي تم تسريحي منه بمنتهى التعسفية والظلم.

يمكنني أن أتحدث عن الحب رغم أنني أتصبب عرقاً بالرغم من الحمام البارد الذي أخذته حتى أتحث بمزاج، ولتساعدني الأقدار، هناك في تلك اللحظة تحديداُ نسمة هواء تخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام.

يمكنني أن أتحدث عن الحب طالما فيروز تغني في أذني أنه لا يجب علي أن أسأله ما الخبر طالما أنه جاء يعتذر*.

يمكنني أنا أيضاً أن أتحدث عن الحب، أستطيع أن أخبركم أن الحب يكمن في سي دي لفيروز، لا بل بضعة سيديهات بها أغنيات لم أسمع بها من قبل، تتغني فيها فيروز بأثواب الشجن الخالص، بضعة سيديهات تأتيك هدية تعرف كيف تخترق القلب لتتربع.

لحظة حتى أقوم بتبديل السي دي، حسناُ، هاهي الآن تغني سلملي عليه، تطير أمنياتي وأمنياتها أن تبوس عنيه لتعبر الليل، ولتقول له أن "عيونه مش فجأة بينتسوا..ضحكات عيونه ثابتين ما بينقصوا"*.

طقس تبديل السي دي في حد ذاته يسحرني، أن تبدل الاسطوانات كما كانوا يفعلون مع الفونوغراف في الماضي، ياله من سحر يشبه أن  يتم ضمك فجأة في الطريق لطبع قبلة على جبينك حتى تكف عن الهذيان المضحك.

أن تفض الغلاف الشفاف للسي دي، ذلك طقس حميمي يشبه أن يتلمس أحدهم الطريق لروحك، "فهمت عليي كيف؟"* كما تقول فيروز الآن. هل اقتربت من الكلام عن الحب أم أنك لم تكتف؟؟

يمكنني أن أتحدث عن الحب، رغم أننا في سبتمبر الحار، والذي لم يكن حاراُ في الماضي  مما يعطيك مؤشراً واضحاً عن الصعوبات التي يواجهها جيلنا في كل شيء، حتى في الجو. سبتمبر الحار الذي تكافئني فيه الحياة على احتمال الحر بالكثير من الكلمات الحلوة، والوعود التي تحمل نفحات رطيبة بها الكثير من الأمل.

يمكنني أن أتحدث عن الحب رغم كل شيء، لست أسامة منير بالطبع، ولكني يمكنني أن أتحدث عن الحب لأن "لي فؤاد إذا طال العذاب به، هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه"* يا الله، يمكنني - بالطبع -  أن أتحدث عن الحب طالما الرحبانية وفيروز يستمرون في جلد قلبي بتلك الكلمات.

يمكنني أن أتحدث عن الحب، ذلك الوخز في القلب، الوخز الغير مسبب، ربما خوفاً من القادم أو مطاردة من الماضي، وخز يوجع القلب ويعده بالكثير، يثبته في وجه الأجواء السخيفة، وخز لا ينزف دماً، فقط ينزف عصارة تاريخ وعشرة و"خبز وملح ورضا"*.

يمكنني أن أتحدث عن الحب، لا تتخيل أنه لتعقيدات حياتي المتكررة لا يمكنني أن أحدثك عن الحب، أنا فقط أؤمن أن مشاعرنا تشبه تخطيط القلب الكهربائي، طالما هي داخل صدرك فأنت تحيا وتتنفس وتحب وتكره وتسب وتضحك وتحلم، ما أن يصر الطبيب على رسمها على الورق، لن تحصل سوى على خطوط متعرجة سخيفة لا تعبر عن تاريخك.

أنا أؤمن أن الحب داخلنا أعمق وأصدق وأكثر تعبيراً، لذلك لا أترجمه كثيراً لخطوط سخيفة عبر رسام القلب الكهربائي.

يمكنني أن أتحدث عن الحب، ولكنني سوف أحتفظ بدقات قلبي بداخلي، وأستمع لفيروز وأستمتع بسياط صوتها تعذب القلب وتجعله يتمنى أن يحكي.

يمكنني أن أتحدث عن الحب ولكن، هل فهمت ما أعنيه؟؟؟؟


.........إنجي إبراهيم..........

الكلمات ذات علامة ال* تشير لمقاطع من أغنيات فيروز، تلك السيدة التي سوف أقابلها في الجنة بالتأكيد.

هناك 8 تعليقات:

Ramy يقول...

(:

هذه الأبتسامة لتصديقى أنكِ يمكنكِ التحدث عن الحب

لم افهم ما كتبتى

لكننى فهمته و حسيته و صدقته
(:

.......

التحدث هن الحب هو حب فى حد ذاته

لكن ليس كل من تحدث الحب يحب احياناً بعض الأشخاص يتحدثون عن الحب بخواء فيصبح الشيىء الذى يتحدثون عنه شيىء أخر غير الحب .

طولت انا فى التعليق معلش (:

Unknown يقول...

تدوينه حميميه بثت في دفئ صباحي غريب :)

إكتشفت مدونتك عن قريب
و قررت حينها أن أعود لمتابعة المدونات

قليلون هم الرائعون الدافئون في حروفهم

تحياتي الخالصه

غير معرف يقول...

يمكنني أن أتحدث عن الحب، ذلك الوخز في القلب، الوخز الغير مسبب، ربما خوفاً من القادم أو مطاردة من الماضي، وخز يوجع القلب ويعده بالكثير، يثبته في وجه الأجواء السخيفة، وخز لا ينزف دماً، فقط ينزف عصارة تاريخ وعشرة و"خبز وملح ورضا"*.


♥♥♥♥


أتمنى من كل قلبى أن أتمكن يوماً ما أن أتحدث عن الحب ...


thanks for making my day enjy

مروه زهران يقول...


جميلة ومؤلمة أوى
تحياتى

هدير عرفة يقول...

يمكنكِ دائما الحديث عن الحب :)

لأن الحب لايزال متواضعا يسمح للجميع بالتمسح فيه و تقبيل يديه و الحديث عنه .
و لأن فيروز موجودة على الدوام ؛ تحياتي !

العاب يقول...

well done

غير معرف يقول...

يسعدني جداَ ان احبك في صمت ,عن بعد انا أيضا اتحدث عن الحب أنا أيضا اتحدث عن احاسيس لم تكن بإختياري عن جذور لا تقتلع بتغير الفصول عن شئ أسقيه بعنايه

غير معرف يقول...

من حق كل شخص التحدث عن الحب لان كل شخص له اسلوبه في التعبير عن ما بداخله واتمني لكي ان تري فيروز ولكن في الحياه ان شاء الله

(محمود حسن)