الخميس، 14 يونيو 2012

حادث يومي عابر أو كيف يمر يومي في الوطن

كنت أسير في "محطة مصر" في الأسكندرية..ومحطة مصر لمن لا يعلم هي مكان شعبي جداً يمتلىء بالباعة ويمر فيها الترام وبه أكثر من موقف سيارات أجرة وأتوبيسات نقل عام..ناهيك عن أن الميدان يحتوي محطة القطار..يعني م الآخر سوق بشر.

كنت أرتدي بلوزة طويلة الكمين وتنورة شانيل "طويلة بس مش مغطية كعب رجلي" وأنا لمن لا يعلم أيضاً محجبة..وكان أبي ضابط شرطة وكان يعتقد بشدة أنني إبنه البكري حتى نهايات مرحلة المراهقة..يعني م الآخر بمشي زي الفتوات مش زي الرقاصات.

كنت أتحدث بالهاتف..أتخانق بمعنى أدق..وترتسم على وجهي كل معاني الألم السامي من الموقف الذي أوصلني للخناقة..أصيح بصوت مكتوم وأنظر للموبايل بغيظ..م الآخر مكنتش بلعب حواجبي ولا حاجة.

كنت أبحث عن وسيلة مواصلات تقلني حتى بيتي..أسأل سائقي عربات الأجرة وأخرج من موقف الأتوبيسات لموقف الأجرة وأتجول بين السيارات علني أجد ما يذهب للعصافرة حيث أقطن..يعني م الآخر مكنتش بتمشى ولا شايفة الحياة لونها بمبي.

فجأة أنتبه..يتعقبني منذ اللحظة التي ظهرت بها بالميدان..يكلمني بصوت منخفض وأنا لا أنتبه..لم أعطه انتباهي الكامل..لدي ما يكفيني من الإحباطات..قلت هيزهق ويمشي..لم أهتم حتى بأن أنظر إليه..لم أكن أعرف مراهق هو أم من الرجال الذين يشعرون بالنقص أم أنه شاب يحاول أن يحلو..عادي يعني بتحصل..فكك منه.

أبحث عن وسيلة مواصلات وأتبادل الزعيق بالهاتف..وأشرد تماماً عن الكائن الذي يطاردني..نسيت أنه موجود أصلاً خاصة أنه يتحدث إلي بصوت خافت جداً لا أستطيع تبين ما يقوله..أنتبه أنه يكرر جملة "طب نتفاهم"..ولا أفكر ما هذا الذي يجب أن "نتفاهم" فيه؟؟؟

تخفت حدة حديثي على الهاتف ويبدو الموقف على وشك الانتهاء .. تبرد أعصابي وأستعيد إحساسي بالموجودات..أنتبه أن الكائن الذي يطاردني مازال يحاول التفاهم معي ولا يمل..أصيح فيه أن يبتعد..لم أنتبه أن محدثي على الهاتف لا يعرف كيف يصل إلي في لحظة أسب فيها أحدهم في الشارع..يصرخ على الجانب الآخر من الهاتف سائلاً إياي أين انا..لا أستطيع الرد من هول الصدمة.

يظل يصرخ في على الهاتف وأنا صامتة تماماً..فقد اكتشفت أن الكائن الذي كان يطاردني ..يتفاهم معي على سعري..وينتظر مني رداً.

ملحوظة..النص مشاركة في يوم التدوين ضد التحرش

.......إنجي إبراهيم.............

هوامش:

* الموقف حدث بالفعل بكل التفاصيل منذ ما يقرب من شهر وقد اخترته لأنه آخر حوادث التحرش التي مرت بي وليس أقساها.
* اللقطة الأخيرة كانت تحت سمع وبصر ركاب أتوبيس كنت أقف بجانبه.
*لم يتحرك أحد لنجدتي أو للاستفسار لماذا أصيح في شاب يقف بالقرب مني.
* هرول الشاب مبتعداً عني عندما اكتشف أنني "مش مدوراها" على حد تعبيره.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أنا كولد تعبت


انا اسف جدا

Israà A. Youssuf يقول...

:S :S

غير معرف يقول...

و إن إعتذر العالم كله .. ايكفيكى ؟!

تحياتى على المدونة ,, رائعة كالعادة