الخميس، 21 يونيو 2012

أكره الحر

أكره الحر.


نعم يبدو لي هذا موضوعاً محبباً للحديث، أنا إنجي إبراهيم أكره الحر، وبما أننا سوف ندون لمدة شهر، فلا مانع إطلاقاً لدي من أن أخبركم ما أحبه وما أكرهه، وأنا اليوم أريد أن أتكلم عن كراهيتي العميقة والشديدة والحقيقية للحر.


الحر، ذلك الكائن اللزج الأطراف، ثقيل الحضور الذي يباغتني كثيراً، والذي لا يتمتع باللياقة اللازمة التي تمنعه من الجلوس فوق صدري مباشرة، الحر الرخم دة عارفينه؟؟


الحر، هو المعادل الموضوعي لكل ما أكرهه، فأنا أكره كتم الأنفاس، وأكره العرق، وأكره اللحظات التي أشعر فيها أن الكون لا يمكن أن يكون أسوأ من هذا. أكره الحر لأنه يذكرني بالجحيم المستعر في الآخرة، ودون ممازحة، الحر دائماً يذكرني أنني لن أتحمل دخول جهنم إطلاقاً.


أذكر أنني عندما كنت في السنة الرابعة الابتدائية ودرسنا المجموعة الشمسية - قبل تغييرها - تمنيت أن أسكن كوكب بلوتو. نعم تمنيت أن أبتعد كل هذا القدر عن الشمس والحر والعرق، لم تكن فكرتي عن الكون مكتملة بعد، وقد تخيلت أن كوكب بلوتو سوف يكون أكثر طراوة، ولذلك تمنيت أن أقطنه وأسكن فيه وأستمتع بارتداء الكوفيات والقلنسوات الصوفية وأتزلج على الجليد.


عندما اتضحت لي كارتونية الفكرة المفرطة، تغيرت أمنياتي، وأضحيت أتمنى أن أسكن سيبريا، مع مغامرات أدهم صبري في الإعدادي عندما كانوا يحبسونه وسط الثلوج، كنت أنكر عليه رغبته في الدفء، وأتمنى أن أسافر سيبيريا رغم عدم معرفتي بأي شيء عنها سوى أنها تلج، كنت أعيش الحلم عبر الصفحات وأتخيل نفسي بعدت تماماً عن كل العرق واللزوجة، أتخيل نفسي بلا قطرات على جبهتي ولا قطرات تحرق عمودي الفقري.


عندما تخليت عن حب أدهم صبري، وهبطت إلى أرض الواقع، ظللت أتمنى أن أبتعد عن الحر، ربما أضفت بعض المنطقية للفكرة، فأصبحت  جل أحلامي أن أسكن بلداً أوروبياً، وألا أطأ بلاد الخليج العربي ولا أشم هوائها الساخن، سوف تكون الحياة جنة صغيرة إذا قطنت أحد البلدان التي يتكتكون فيها من البرد ويستخدمون المدفأة، وقد عاهدت الحياة إذا كافئتني على صبري الطويل على الحر الخانق ألا أستخدم المدفأة أبداً.


أكره الحر لأنه يمنعني أن أتنفس وأن أتكلم، يمنعني حتى من أن أحب كما ينبغي، يعني قولولي كدة ف وسط الحر دة ممكن تقول كلمتين حلوين على بعض؟؟؟؟ أكره الحر لأنه يضع فوق قلبي قيوداً أكثر مما يتحمل، يذكرني بكل الأعباء، الحر ثقيل، والحياة اليومية ثقيلة بما يكفي فلا أستطيع أن أتحمل ثقلاً فوق الثقل.


أكره الحر لأنه يحرمني كل شيء حتى الخيال، من منا يمكنه أن يتخيل حضناً دافىء وسط كل هذا العرق؟؟؟


أكره الحر وسوف أظل أكرهه أبد الآبدين.


إدعولي بقى تكييف الشغل يتصلح أحسن أنا بفطسسسسسسسسسسس.




.........إنجي إبراهيم.............

هناك 7 تعليقات:

βent Pasha يقول...

ومن منا يطيق هذا الجو الفوق الفظيع ده أو بيحبه .. ربنا يرحمنا برحمته الواسعة ويبعد عننا حر جهنم ولفحها .

وجهة نظرك ف الحر سليمة جدا جدا بصراحة وعجبتني.

وإن شاء الله التكييف اللي عندكوا يتصلح عشان مش تفطسي :-))

تحياتي لكِ
تقبلي مروري

أحمد أحمد صالح يقول...

أولا يا رب التكييف يتصلح،ثانيا يمكن ربنا سبحانه و تعالى أعطى لأجسامنا القدرة على التكيف مع البيئة و المناخ المرتبطة به بالميلاد و الجنس..لكن لم يجبر نفسياتنا و أمزجتنا على القبول بهذا..سبها على مزاجها !!
..يمكن الحر بالنسبة لواحد زي اتعود يشتغل في الصحراء في عز الحر ما بتفرقش معاه كتير،لكن لو لتيحت له الفرصة انه يلاقي ضل شجرة طراوة و شط بحر هواه عليل فده فضل و نعمة !!
...
جميلة و لاذعة كلماتك في وصف الحر و شعورك و انت تعايشيه..اذا كان هذا ما تكرهي فنحن في انتظار ما تحبي..أرجو أن لا يكون مروري و تعليقى رفع درجة الحرارة..كل الشكر و التحية

Imane Belâbbes يقول...

هههههههه الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة منه هو أن لا أحد " عاقل " يحب الحر

كنت هنا

أسماء علي يقول...

ههههههههه اللي أنا متأكدة منه إن التدوينة دي من أحلى التدوينات اللي قريتها بجد
وفكرتني بكل أحلامي الطفولية
و فكرتني بسيبيريا و أدهم صبري و عدت على دماغي سونيا و منى
وافتكرت إني كنت بأكره الشتا زمان ودلوقتي باكره كل فصول السنة أساساً

حلوة بجد

عاشقة القمر يقول...

أكره الحر لأنه يمنعني أن أتنفس وأن أتكلم، يمنعني حتى من أن أحب كما ينبغي، يعني قولولي كدة ف وسط الحر دة ممكن تقول كلمتين حلوين على بعض؟؟؟؟ أكره الحر لأنه يضع فوق قلبي قيوداً أكثر مما يتحمل، يذكرني بكل الأعباء، الحر ثقيل، والحياة اليومية ثقيلة بما يكفي فلا أستطيع أن أتحمل ثقلاً فوق الثقل.


أكره الحر لأنه يحرمني كل شيء حتى الخيال، من منا يمكنه أن يتخيل حضناً دافىء وسط كل هذا العرق؟؟؟

الحر .. اااااااااااااع انه لشيء مقرف وقذر وعدو بشع ..
ويارب تكييف الشغل يتصلح ويبقى تكييف للبيت ويبقى فيه عربيه وفيها تكييف كمان :)

heba atteya youssef يقول...

وانا كنت باحسب نفسي الكائن الوحيد الذي لا يحتمل الحر

ههههههههههههههههههههههه

انا اكرهه بشده لدرجة انه يخفض ضغطي وربما اتعرض للاغماء بسبب الحر

طول النهار قاعده ف التكيييف وبس

إنسان || Human يقول...

إزيك يا إنجي ... أنا جيت نورت البيت

أول تعليق عندك في المدونة والمفروض ألاقي سجاجيد مفروشه وورد بقا وحاجات من دي

أجي ألقاكي بتتكلمي عن الحر ... كده يعني
أنا عدو الصيف بلا منازع غير اني بغمق في ما علينا بس كفاية شعور إنك عايزه كل شوية تشربي حاجه بارده .. او تعملي زي الأخت بتاعت اعلان سيفن أب اللي نطت في البحر

والصراحة كنت بحسدها... منورة في عالم بلوجر السحري :)))))