الاثنين، 25 يونيو 2012

عن معجزات الأمس

يمكنني أن أتجنب الحديث عن الألم قليلاً، وأحكي لكم قليلاً عن شعوري بعد فوز محمد مرسي بكرسي الرئاسة أمس.


من يعرفونني يعرفون أنني لست إخوانية، ولا أشجع سياسات الإخوان على الإطلاق وأثق بغبائهم المطلق في التعامل مع الشارع. يعرفون أنني أتفق على غرور الإخوان ولا أوافق على اتهامهم بالتواطىء، يعرفون أنني م الآخر مبزيطش ف الزيطة.


أمس، ربح الدكتور محمد مرسي كرسي الرئاسة، حسناً، سجل يا زمن، أنا مبسوطة ومش معترضة، رغم عدم تصويتي له في الجولة الأولى لأنني كنت أعارض أن نستبدل النظام السابق بنظام جديد مع علمي التام باختلاف الإخوان عن كفار الحزب المنحل، ولكن المبدأ في حد ذاته لم يكن يعجبني.


على كل حال، صوتت في الجولة الأولى لحمدين صباحي، والذي أندم الآن أشد الندم أنني وثقت فيه، هذا المغرور الميت على السلطة والذي لم يقدم مصلحة الوطن في أي من المراحل وكنت أنا عمياء عن ذلك.


ما علينا


المهم يعني، أمس فرحت عندما قال المستشار سلطان - بعد شهر الهري اللي هراه دة - أن مرسي هو الرئيس، بالطبع جزء كبير من فرحتي كانت بسقوط الشفيق أحمد فريق، ولكنني كنت أيضاً سعيدة أنني أشهد إحدى معجزات الله تتحقق.


تلك كانت معجزة ربانية بكل معاني الكلمة، من منا كان يتوقع أن يخرج الإخوان من السجون ليحكموا، تلك فاقت أن يحكم زنجي أمريكا - إنظر انتخابات أوباما وبوش - شهدت معجزة وأنا في الرابعة والعشرين من العمر، شكراً يا الله.


من منا كان يتخيل له في أقصى أحلامه المريضة أن تكون سيدة مصر الأولى ترتدي ملابس أمي وجارتنا وأمك أيها القارىء - أيوة امك انت - تلك معجزة يا حضرات، معجزة حقاً.


أمس كانت معجزات الله تتوالى علينا ونحن معرضون، رئيس الجمهورية يتحدث عن سواقين التوكتوك - ياللهول - أضحى لدينا رئيس جمهورية يعرف أن في مصر تكاتك، رئيس جمهوريتنا يقول أهلي وعشيرتي بدلاً من أن يرفع أنفه في وجهنا ويغمغم ( الإخوووووووة والأخوات) يا الله، رئيس جمهورية يعمل أخاه مشرف في وزارة الإسكان. لا تعليق والله.


أصبح لدينا رئيس جمهورية يهاب الكاميرا - ولى عصر من يزغرون للمشاهدين في قسوة - رئيس جمهورية يرتاد المواصلات العامة وإسم زوجته يشبه تسعون بالمائة من أسماء السيدات في مصر، رئيس جمهورية بدقن يا جدعان.


أصبح لدينا رئيس جمهورية خريج معتقلات، رئيس جمهورية لا يرى أن ملاعب الجولف هي أقصى طموحات الفلاح المصري، رئيس جمهورية يبتسم بخجل عندما يرفع رئيس الحرس يده بالتحية، أحيه، اللي بيعرف يزرغط يرقعلنا واحدة لجل النبي.


لا أسامح الإخوان فيما حدث، لا أغفر لهم تهليلهم لبكري عندما خاض في عرض البرادعي، لن أنسى شكرهم للعسكر في كل المناسبات، لن أمسح من ذاكرتي صورة الكتاتني يتذلل لأحمد عز ولن أعترف بحقهم في نسيان دماء من ماتوا.


لن أنكر تخاذلهم عن نصرة المقتولين غدر، ولن أغض الطرف عن غلطاتهم الفادحة في حق الأرض والعرض والدنيا والدين.


لن أتخلى عن وجهة نظري في أنهم لا يهتمون بآراء الشارع وتأخذهم العزة بالإثم كثيراً، ولن أخفض صوتي وأنا أنعتهم بالغرور والتحجر في عدم تقبل آراء الآخر وفي وفساد قياداتهم.


ولكنني أستمتع باللحظة التي أراها جديرة بالاحتفال.


بقى عندنا رئيس مدني منتخب..يا حلاوة المولد.




..........إنجي إبراهيم.............

هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

انتى استاذه خلص الكلام
انتى بتكتبى اللى انا كنت عايز اكتبه بالحرف

أحمد فضيض يقول...

حماسك عدوى :D

KEBLAWYAT يقول...

السلام عليكم

نفس القصه بالنص

الا انى انتخبت ابو الفتوح ف الجوله الاولى مش حمدين

انا خايف من قيادات الاخوان جدا يضيعوا نفسهم ويضيعونا معاهم ...


هو اسم مرات مرسى ايه صحيح ؟

Unknown يقول...

إبداعي لا يعرف حدود..انت منورني .. خلص الكلام :)


أحمد..الحمد لله انه وصل


محمد قبلاوي..إسمها نجلاء يا فندم

Unknown يقول...

إنتي علي فكرة يل عاشقة القمر بتبدي أرائة وإنتي رئيك مش المفروض إني أحترمة وخصة عن الرئيس المنتخب وولي الأمر الحالي وبالنسبة للإخوان لماذا تصفيهم بالغباء السياسي هل أنتي أذكي السياسيين الشيئ المهم إني لست إخواني لم أنتخب لا محمد مرس ولا أحمد شفيق مع العلم اني أحب محمد مرسي بس كنت أفضل أبو الفتوح

غير معرف يقول...

لن أصحح أن من هلل لبكري لم يكن الإخوان، ولن أوضح الفارق بين الجيش والمجلس العسكري، ولن أخبركِ بأن صورة الكتاتني مع عز فوتوشوب، ولن أسرد أسماء من قتلوا وجرحوا منذ مطلع القرن الفائت وصولا إلى الاعتصام الحالي الذي لا يشارك فيه (النخبة ولا الثوار اللي ما بيعتصموش إلا لوحدهم)، لن أخبركِ بعدد أصدقائي الذين كانوا في محمد محمود، ولا بعدد الأطباء -بعضهم أعضاء مجلس شعب- تركوا حملاتهم الانتخابية لإسعاف المصابين في كافة الاعتصامات التي لم يكن من الذكاء أن يُعطى للعسكر فيها ذريعة لفرض الأحكام العرفية مع مشهد مليون إخواني يقفون في مشهد مختلط بشدة، وشهادة عمر طاهر في محمد محمود كافية،
لن أذكركِ بنوعية الشتائم التي تحملها الإخوان، ولا بمقاسات الأحذية التي رفعت في وجوههم، ولا برائحة البصقات المفعمة بالتبغ والحشيش التي غسلت بها وجوههم، وما تحملوها إلا لأنهم يهتمون بهذا الشعب حتى من لم يعرفوا يوما تربية!
لن أقول ذلك كله لأنكِ اعترفتِ في تدوينتكِ التالية بأن انطباعاتك أوفر!
لن أقوله لأن موضة (التبرؤ من الإخوان) في معرض مدحهم مغرية بما يكفي!