الثلاثاء، 26 مارس 2013

هرمونات

يبدأ المشهد بها واقفة في منتصف الشارع تماماً، شارع رئيسي مزدحم بالسيارات، تضع يدها على بطنها وتنحني للأمام قليلاً وتحاول أن تشير لتاكسي ليتوقف.

- أنا بسقط

كانت تلك إجابتها لسائق التاكسي عندما سألها لما رآها تتألم وتنحني بقوة للأمام وتضغط على بطنها بشدة.

- أوديكي مستشفى؟؟
- لا خليك ف سكتك عادي.
- إزاي يا مدام انتي بتنزفي لازم تروحي مستشفى.
- لا..لازم اروح البيت الأول..مفيش حد يجيبلي هدوم للمسشفى.

حصلت على تعاطفه، نظر لها بإشفاق، ثم ظل طوال الطريق يخبرها أن الله سوف يرزقها بطفل آخر، وأن المهم هو الصبر، وأن الأطفال رزق وطالما أجهضت الآن فإن نصيبها لم يكن في هذا الرزق.

كانت تبكي، كلما استمر هو في الكلام، كلما بكت أكثر، لم تكن تبكي بحرقة، فقط دموع هادئة تسيل من عينيها بغزارة وهي تضغط على بطنها بقوة.

بكت، وكانت تتمتم بكلمات لم يسمعها السائق، كانت تبكي بهدوء لم تكن هيستيرية من يراها يعرف أن داخلها حزن هاديء مستمر ومستقر بقلبها، ربما أكثر ثباتاً من الجنين الذي فقدته.

توقف التاكسي، نزلت، رفض السائق أن يأخذ منها أجرة، عرض عليها أن ينتظرها حتى تأتي بحقيبتها لتذهب للمستشفى ورفضت.

دخلت البناية، أزاحت يدها من على بطنها، مسحت وجهها من الدموع وحيت زوجة البواب.

- آهلاً يا آنسة مش عايزاني اجيبلك حاجة سريعة للغدا؟؟

تبتسم لها وتصعد السلالم، تدخل الشقة، تتوجه نحو غرفة نومها، تسدل الستائر وترمي بجسدها على الفراش.


..........إنجي إبراهيم............

هناك 3 تعليقات:

إبـراهيم ... يقول...

هوا أنا مش بالع الحكاية شوية يا إنجي ..
لكن مش مستبعدها في نفس ذات الوقت
لاسيما إننا بنشوف ف المترو أشكال ضالة من دي كتير
:)
أنا قلت أعدي

bent ali يقول...

اعرف تلك القسوة التي تناسب قسوة إجهاض الأحلام تماماً.

اعرف أولئك البشر الذين يُجهَضون وتجهض أجنة أحلامهم ويقفون ويستقلون التاكسي ويصعدون الدرج ويلقون التحية، وربما يبتاعون شيئاً من الطريق بوجه محايد مكابر للآلم.

اعرف من يذلون دموعهم فقط عند وجود الستائر، اعرفهم واعرف قسوتهم الكافرة مع أنفسهم ليستطيعوا النظر لأنفسهم في المرآة مفاخرين بقوتهم الكاذبة.

لم اكن لأندهش لو استقبلت مكالمة تسألها عن أحوالها لأجدها تضحك بصوت عالٍ بأنها بخير :)

فاتيما يقول...

موجعة قوى يا انجى


قوى